لعبة الورقة البيضاء..!


بقلم: سهى الضاوي

هل جرؤت ان تكتب كل مخاوفك ومشاعرك وأفكارك التى طالما راودتك، وكل تلك الأفعال الشنعاء التى كنت تريد القيام بها او ما قمت بها بالفعل.
 
هل جربت ذلك الأحساس أن تئتمن تلك الورقة الصغيرة على كل ما فعلته فى عُمرك كأنها بوابة الأعتراف للأغتسال من كل تلك الهموم، ام أنك سوف تشُعر بالخزى من تلوث هذه الورقة البيضاء بأفكارك الشيطانية.
 
هل حاولت أن تلعب مع تلك الورقة لعبة الكراسى الموسيقية أيكم سوف يصمد لنهاية المطاف ويفوز بالكرسى، هل ستتطهر أنت من أفعالك؟ ، ام ستنتصر تلك الورقة عليك ، وتُلقيها بعيدًا عنك متخوفًا منها .
 
كم هو مُفزع أن تسبب ورقة لا حول لها ولا قوة كل هذا الأزعاج، هل هو الخوف من أن يتعرى الشخص أمامها من كل أخطائه التى حرص أن يخفيها حتى عن نفسه، من أن تظهر حقيقة أمره وما هو عليه.
 
هل تُذكرنا تلك الورقة الصغيرة بصحيفتنا التى ستروى أفعالنا عندما ينتهى الكون وتكون شاهدة على أخطائنا التى كنا ندعو الله بأن يغفرها لنا، او تلك الأخطاء التى قد تناسيناها عمدًا.
 
كم هو غريب أن تطرح تلك الورقة الخبيثة كل هذه الأسئلة التى قد تجعلك لأيام طويلة تظل تتفكر فى أجوبتها، وأن تتركك متحيرًا ما بين التحرر من فكرة الخوف من الأعتراف و بين مواجهة حقيقة أمرك ..!