حبل المشنقة..الزائر الأخير!


بقلم: هبة شكرى

تابعت كما تابع ملايين المصريين، نجاح جهود الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية في كشف غموض واقعة اختطاف طفل من أمام فيلا والده بمدينة الشروق، على يد 4 أشخاص ، ساوموا أسرته، وطلبوا مبلغا ماليا كفدية نظير إطلاق سراحه وتمكنت القوات من إعادته إليهم، وعقب تقنين الإجراءات وبالاشتراك مع قوات العمليات الخاصة، تم تحديد مكان الطفل المختطف وتحريره وإعادته سالماً إلى أهله، وضبط منفذى الواقعة وبحوزتهم مبلغ الفدية، والأسلحة النارية المستخدمة في الحادث، وهو ما أثلج الصدور، بنجاة طفل كان من الممكن أن يكون عرضة للقتل، إذا لم تتم نجدته، أو الوصول إلى مكانه، ومساومة أسرته على المزيد من الأموال. 

كنت استقل المترو فى احد الايام، وفى خضم الزحام وجدت ، ومجموعة من الركاب طفلا لم يتجاوز الثالثة من عمره يبكى بكاء شديدا ولا نرى له أبا او أما، الى أن وجدنا أمه تبحث عنه ، خلال لحظات وهى تصرخ متلهفة على ابنها الذى تركته ينزل من عربة المترو قبلها دون ان تكون ممسكة بيده ، وتاه منها وسط الزحام. 

تتحمل هذه الأم المهملة مسئولية الطفل، لو قدر له الضياع أو الإختطاف من أحد معدومى الضمير، وربما كان للموضوع ملابسات، لكن الحذر واجب ومطلوب، و«عين الاهتمام»، لابد أن توضع فى «منتصف الرأس» أو كما يقولون قبل أن تقع «الفاس فى الرأس»، ومن ثم نتحسر ونقول: «ياريت اللى جرى ماكان».

لابد لكل أم ولكل أب من الحذر الشديد على أبنائهم، ولا ننكر الجهود الأمنية الحثيثة فى منع حالات الإختطاف وضبط تلك الحالات قبل تمامها، إلا أن دور الأسرة أهم فى مراقبة الأبناء عند الخروج من المنزل، أين؟ ومع من؟، وما وقت التأخير عن المنزل؟، فضلا عن تنبيههم الدائم بالحذر الشديد عند التعامل مع الأغراب، وعدم السير بهواتف أو أشياء ثمينة، قد تجعلهم عرضة للمساومة والخطف .

وتنص المادة 288 فقرة "1" من قانون العقوبات على ان كل من خطف بالتحايل أو الإكراه طفلاً لم يبلغ 16 سنة كاملة بنفسه أو بواسطة غيره يعاقب بالسجن المشدد ، فيما نصت المادة 289 فقرة "2" على ان كل من خطف من غير تحيل ولا إكراه طفلاً لم يبلغ 16 سنة كاملة بنفسه أو بواسطة غيره يعاقب بالسجن من 3 إلى عشر سنوات، فإذا كان المخطوف أنثى فتكون العقوبة السجن المشدد، ويحكم على فاعل جناية خطف أنثى بالسجن المؤبد إذا اقترنت بها جريمة مواقعة المخطوفة.

لذا نناشد المُشرع تغليظ عقوبات الخطف لتصل إلى عقوبة الاعدام شنقا أو السجن المؤبد، فكما أحرق الخاطف قلب أب وأم، بل أسرة بأكملها، وربما أودى بحياة أحد افرادها حسرة وحزنا، فى غلظة قلب ووحشية، غير مبالى بما قد يصنعه، فلابد أن تساوي العقوبة مقدار الألم والتوتر والفاجعة التى قد تحل على أى أسرة بفقدان معرفتها مصير ابن من ابنائها، فمن أجل كل أسرة ومن أجل الامان التام، ومن أجل تخفيض معدل جرائم الخطف ، لابد من أن يكون حبل المشنقة هو الزائر الأخير لكل من تسول له نفسه القذرة هدم أسرة وتحطيمها .