لو مافيش أدب يبقى نتربى!


بقلم: شيرين سيف الدين 

نطالع بشكل شبه يومي أنباء إلقاء الرقابة الإدارية على أحد الفاسدين متلبسا بتلقي رشوة ، وأغلب من قُبِض عليهم مؤخرا هم من ذوي المراكز العليا في إشارة إلى أن الدولة عازمة بشكل جاد على محاربة الفساد دون تهاون مع أي كان.

وكلما قرأت أحد هذه الأنباء أذهب بخيالي للفضيحة التي خلفها ذلك الفاسد لأسرته وذويه وسوء السمعة الذي سيلتصق بهم مدى الحياة ، وأتصور بمنتهى الثقة أن مثل هذه الأنباء ستخيف باقي الفاسدين وتردعهم ، فالقانون لم يميز بين فاسد وآخر سواء كان وزيرا أو محافظا او أيا كان منصبه، ولكن هيهات فيبدو أن من دونها الموت !

يبدوا أن الكنز كبير ومغر ككنز علي بابا ، وأن الشيطان أعمى عيون (الأربعين حرامي) أو هؤلاء الفاسدين فضعفوا أمام الرزيلة ورضخوا للفساد ، وكما قال تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) .
 
من الواضح أن الحل ربما يكمن في تغليظ العقوبات ، فيكون الإعدام أو المؤبد على أقل تقدير هو عقاب أصحاب المناصب العليا تحديدا وبشكل فوري مادامو متلبسين ، بالإضافة لمصادرة جميع ممتلكاتهم وممتلكات ذويهم ، واعتبارها موارد وحقا للدولة كي يفكر كل من تسول له نفسه في طلب أو قبول رشوة ألف مرة قبل أن يفعل فعلته الدنيئة ، لأنه يعلم أن العقوبة ليست العار والفضيحة وسنوات سجن فقط ، بل أنه سيقضي باقي عمره خلف القضبان ، أو ربما يواجه الإعدام بالإضافة لأنه لن يترك لمن خلفه مليما يستمتع به من ذلك المال الحرام ، ولن يترك لهم سوى الفقر والعار .

دائما ما كنا نؤمن بمقولة من أمن العقاب أساء الأدب ، لكن يبدو أن هناك من لا يرتدع أبدا حتى مع وجود عقاب ، ولا يتعظ من سابقيه وكأنه لم يستوعب بعد أننا نعيش في عصر مختلف ، وأن الدولة في ثوبها الجديد تعاقب من أساؤا الأدب ، ونحن جميعا نقف خلفها في هذه الخطوات ونؤيدها بشدة ونتمنى أن لايُترك فاسد في الجهاز الإداري للدولة بداية من أصغر موظف في المحليات إلى الفسدة الكبار ذوي المراكز العليا  .
 
كل التحية لرجال الرقابة الإدارية الشرفاء المجتهدين ، ولكل شريف على أرض الوطن ، ولا عزاء للفاسدين .
 
وأتذكر هنا مقولة شهيرة للفنان أحمد حلمي في أحد أفلامه ( لما هو مافيش أدب يبقى نتربى) !