الرجاء الخايب!


إسلام حامد

حقيقة لاأجد ما أكتب، أصابتنى نٌذر البلاهة والعته والوجوم، وبعض من "التناحة"، بعد ان استيقظت صباح اليوم "الثلاثاء المميز" على أمرين الأول؛ حادث مفجع ، مؤلم، مخيف، والآخر؛ قرار مضحك، ولكن مخيف أيضا ويدعو للأسي!.

الأول: الجريمة التى روعت الأمهات والآباء فى بر مصر، جريمة غامضة ، تثير الشكوك والمخاوف حول وجود عصابات منظمة لخطف الأطفال وسرقة أعضاءهم، اذ عثر اليوم على جثث لثلاثة أطفال في شارع الثلاثيني بالطالبية في منطقة الهرم فى حالة تعفن شديد، وبدون أحشاء، ملقاة بجوار إحدى الفيلات فى المنطقة.

أما الثاني: فهو القرار الذى أثار حالة من السخرية لدى قراء الصحافة ورواد السوشيال ميديا، إذ أصدرت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة  والسكان، اليوم قرارًا بإذاعة السلام الجمهوري، يوميًا، في جميع مستشفيات الجمهورية، ونص القرار، على أن يعقب السلام الجمهوري، قسم الأطباء، عن طريق الإذاعة الداخلية بالمستشفى.

وأوضحت الوزيرة أن هذا القرار يعزز من قيم الانتماء للوطن لجميع المستمعين في المستشفيات سواء للمريض أو الأطقم الطبية، مضيفةً أن بث القسم سيذكر الأطباء بمبادئ الانسانية المنصوص عليها في القسم، والتي هي أساس أي عملية خدمية نبيلة تقدم للانسان.

ولا يختلف أحد مطلقا على قيمة السلام الوطنى الجمهورى، ومكانته فى قلوبنا جميعا، ولكن العلاقة ماساوية سوداوية بين الأمرين ، بين الاشتباه واحتمال ان يكون سبب اغتيال براءة اطفال الهرم، هو تجارة الاعضاء البشرية، وما أدى إليه من أسباب من غياب الضمير وانعدام الاحساس لدى أطباء خانوا قسم المهنة، تحت وقع الرغبة الشديدة فى جنى المال وقلة الدخل، فتحالفوا مع عصابات قذرة وحشية لبيع الاعضاء .

والأمر الثانى المخيب للرجاء هو محدودية تفكير ذوى القرارات فى وزارة من أهم واخطر وزارات البلاد، وهى وزارة صحة المصريين، فبدلاً من بحث تأمين المستشفيات الدائم بالادوية والمستلزمات الطبية، وبحث قضية رفع أجور الاطباء وهيئات التمريض، ومراجعة أساليب الأمن الصناعى فى المستشفيات، خاصة بعد حريق مستشفى الحسين الجامعى التابع لجامعة الأزهر، والاحتياط لحدوث حرائق مشابهة لا قدر الله.

وبدلا من البحث فى زيادة عدد المؤسسات العلاجية لاستيعاب المرضي، تبحث الوزيرة فى تعظيم قيم الانتماء الوطنى، الذى نقلل من قيمته بهذه القرارات الغير مناسبة تماما فى التوقيت أو الهدف، ولا تتحمل معه آلام المرضي هذه الرفاهية، وسط زحام طرقات المستشفيات.

معالى الوزيرة، كنا نأمل فى تطور هام يلحق بالمستشفيات فور توليك مهام الوزارة، ولكن خاب الرجاء، وانقطع الامل، ولا نجد ما نقول سوي "لنا الله".