(​شي جين بينج) حول الحكم والإدارة.. خارطة طريق للتعرف على مستقبل الصين العظمى


بقلم : المستشار أحمد سلام 

صدر في نوفمبر عام 2017 المجلد الثاني لكتاب "شي جين بينج حول الحكم والإدارة"، والذى شارك في تحريره دائرة الدعاية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني والمكتب المركزي لدراسة  الوثائق.
 
وقد شهدت الصين على مدى السنوات الـ 40 الماضية نموا سريعا وسط تغيرات كبيرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، ويتوقع لها أن تصبح أكبر اقتصاد في العالم خلال السنوات القليلة القادمة. ويحتوي كتاب "شي جين بينج حول الحكم والإدارة" على معلومات قيمة لمعرفة المزيد عن الرئيس الصيني شي جين بينج والوجهة المستقبلية للصين.
 
إن الإبحار عبر صفحات وفصول هذا الكتاب يكشف للقارئ ليس فقط بعض ما يتسم به الرئيس الصيني شي جين بينج من مناقب وسمات الخاصة، ومنها رؤيته الواسعة وتصميمه الكبير وروحه الريادية ومعرفته العميقة، وإنما يكشف له أيضاً عن آرائه المستنيرة حول السياسة والاقتصاد والمجتمع والشؤون العسكرية والدبلوماسية وأيضاً المجالات الثقافية والحياة.
 
والأكثر من ذلك، تظهر صحفات هذا الكتاب من خلال ما تضمنته من أحاديث وكلمات للرئيس الصيني ما اكتسبه من خبرة كبيرة في إدارة شؤون البلاد، بفضل تدرجه في صفوف الحزب الشيوعي الصيني من المستوى القاعدي حتى أصبح أعلى قائد للصين حزباً ودولة، وهو التدرج الذي اكسبه خبرة أصقلت خبراته في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية وغيرها.
 
ومن المعلوم أن الرئيس شي جين بينج كان قد تولى منصب أمين لجنة الحزب لمقاطعتي فوجيان وتشجيانغ وبلدية شانغهاي، التي تتميز جميعها بكثافتها السكانية العالية، حيث تعادل الواحدة منها التعداد السكاني لقرابة ثلاث إلى أربع دول أوروبية مجتمعة، وقد نجح شي في تحقيق إنجازات كبيرة خلال فترة رئاسته لها.
 
يحتوي المجلد الثاني من كتاب ((شي جين بينج حول الحكم والإدارة)) بين دفتيه على 99 كلمة وحديثاً وخطبة ورسالة، أدلى بها الرئيس الصينى شي جين بينج خلال الفترة من 18 أغسطس 2014 وحتى 29 سبتمبر 2017، موزعة على (17) فصلاً، هي: المثابرة على الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها، وتحقيق الحلم الصيني بالنهضة العظيمة للأمة الصينية ؛ بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل؛ مواصلة الإصلاح حتى النهاية؛ بناء دولة يحكمها القانون؛ دفع إدارة الحزب بالانضباط الصارم؛ تنفيذ مفاهيم التنمية الجديدة بحزم؛ التكيف مع الوضع الجديد للتنمية الاقتصادية والسيطرة عليه وقيادته؛ تطوير سياسة الديمقراطية الاشتراكية؛ ترسيخ الثقة الذاتية ثقافيا؛ ضمان وتحسين معيشة الشعب من خلال التنمية؛ بناء الصين الجميلة؛ فتح رحلة جديدة لتقوية الجيش وتجديد شبابه؛ التمسك بمبدأ "بلد واحد ونظامان" وتعزيز إعادة توحيد الوطن الأم؛ التمسك بدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية؛ المثابرة على التنمية السلمية ودفع التعاون والفوز المشترك مع البلدان الأخرى؛ دفع التعاون الدولي في بناء الحزام والطريق؛ دفع بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.
 
المجلد الثاني من كتاب ((شي جين بينج حول الحكم والإدارة)) يوضح أفكار شي الثاقبة للتمسك بمبدأ "اعتبار الشعب محوراً"، وتأمين وتحسين معيشة الشعب، وتعزيز التنمية الشاملة للإنسان باستمرار. من مقولات شي: "يتم تحديد طبيعة الحزب أو الحكومة على حسب من الذين يخدمهم ويعتمدون عليهم." و"إن قيادة الشعب لخلق حياة سعيدة هي الهدف الثابت لحزبنا." و"في الماضي، كان الناس يريدون الحصول على ما يكفي من الغذاء والمدارس والإسكان. والآن صار لجمهور الشعب احتياجات أكثر تنوعاً، ويريد الحصول على دخل متزايد باطراد، والخدمات الطبية الجيدة، والفرص التعليمية المتكافئة، وتحسين السكن، والهواء النقي..."
 
وقال شي جين بينج في تقريره إلى المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني: "إن الغاية الأصلية للشيوعيين الصينيين ورسالتهم هما السعي من أجل سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية، كما هما قوة محركة أساسية لتشجيع الشيوعيين الصينيين على التقدم إلى الأمام باستمرار". وأشار هاو لي شين، عميد كلية الماركسية في جامعة رنمين الصينية، إلى أننا يجب أن نتشبث بمبدأ اعتبار الشعب محوراً كي نفهم الحقيقة الروحانية والمحتويات الغنية لأفكار شي جين بينج عن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.
 
إن المجلد الثاني من كتاب ((شي جين بينج حول الحكم والإدارة)) يُعد مثالاً حياً للممارسة العظيمة التي تتحد فيها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ونواتها شي جين بينج، مع كل أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وتقودهم في مواصلة وتطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. وبوصفه نشرة موثوق بها لفهم أفكار شي جين بينج عن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وروح المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني، قدم هذا الكتاب الحكمة الصينية والحلول الصينية التي ساهم بها الحزب في سبيل بناء مجموعة المصير المشترك للبشرية وتعزيز السلام والتنمية في العالم.
 
يهدف هذا الكتاب إلى مساعدة المسؤولين وجمهور الشعب في تعلم وفهم النظريات المبتكرة للحزب، وكذلك عرض التطورات الإيجابية التي شهدتها الصين المعاصرة والحزب الشيوعي الصيني، فضلاً عن مساعدة المجتمع الدولي على فهم أفضل لمسار ومفهوم ونمط تنمية الصين.
 
وتوضح صفحات الكتاب الموسوعي إن الصين حققت إنجازات أكثر من أي دولة أخرى في مكافحة الفقر والذى يُعد أحد المجالات التي يمكن لبقية دول العالم أن تحتذي بالصين فيها. مثلما يمكن أن تستفيد دول العالم من التجربة الصينية في مجال كيفية مكافحة الفساد.
 
وتشير ما تضمنته صفحات هذا الكتاب من كلمات وخطب عن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس شي في عام 2013، إلى أنها ترمي إلى مساعدة الدول النامية على تحقيق التقدم عن طريق المنفعة المتبادلة، وإذا نجحت هذه المبادرة، فإنها سوف تغير آفاق ومستقبل العديد من الدول الفقيرة وكذا الدول النامية.
 
ومن أقوال الرئيس شي في هذا الكتاب: "يمكن كسر الحجر، ولكن لا يمكن تغيير صلابته، ويمكن طحن الزنجفر، لكن حمرته باقية". و"المياه يمكنها أن تحمل القارب، ويمكنها أن تقلبه أيضاً". هذه الحقيقة لابد أن نحفظها جيداً، ولا يمكن نسيانها في أي وقت.. أبناء الشعب هم السماء والأرض، إذا نسيناهم وانفصلنا عنهم، أصبحنا مياهاً بدون منبع وشجرة بدون أصل، ولن ننجز أي شيء". ومقولته "إذا رمى كل واحد عوداً في النار ازداد لهيبها وأوارها". الصين مستعدة لتقديم فرصاً ومجالات للدول المجاورة".
 
ويتعرض الكتاب لكافة جوانب حياة الصينيين والصين وعلاقتها بالخارج في شتى المجالات.
 
وفي هذا الإطار، يقول الرئيس: "علينا أن نتعلم من حكمة التاريخ. لقد أكد المؤرخون منذ فترة طويلة أن التنمية الاقتصادية السريعة تجعل التغير الاجتماعي ضرورياً، ومن السهل أن تحصل التنمية الاقتصادية على الدعم، بينما يواجه التغير الاجتماعي معارضة دائماً. رغم ذلك، لا يمكننا أن نتردد في طريق تقدمنا، بل ينبغي أن نمضي قدماً متغلبين على كل الصعوبات. وينبغي أن نحصل على الإجابات من الواقع". "الإصلاح ثورة تحتاج إلى مثابرة وعزيمة لا تلين".
 
ويعبر شي جين بينغ عن إيمانه بالتعليم قائلاً: "التعليم يقرر حاضر ومستقبل البشرية. التعليم الأساسي ذو مكانة أساسية ورائدة في منظومة التعليم الوطني. الإنصاف التعليمي أساس هام للإنصاف الاجتماعي". الرئيس شي أيضاً يضع حماية البيئة في بؤرة اهتماماته فيقول: "ينبغي أن نضع حماية البيئة الإيكولوجية في مكانة أكثر بروزاً، ونحميها مثلما نحمي عيوننا، ونعاملها مثلما نعامل الحياة". ويستلهم شي جين بينغ ماضي الصين القديم والحديث، ويعلم قدر ومساهمات قادة البلاد. يقول: "في أول أكتوبر 1949، ومن بوابة تيانآنمن، أعلن الرفيق ماو تسي تونغ للعالم بمهابة: تأسست جمهورية الصين الشعبية! فارتفع لأول مرة العلم الأحمر ذو الخمس نجوم إلى السماء فوق بكين. فأشرقت على الشعب الصيني الذي خاض نضالاً صعباً لأكثر من مائة سنة في العصر الحديث، حياة جديدة للأمة الصينية أخيراً.
 
ويقول الرئيس: "يبزغ الفجر مع صياح الديك". بولادة جمهورية الصين الشعبية، أصبح مئات الملايين من الشعب الصيني سادة بلادهم ومجتمعهم ومصيرهم، وبدأوا مسيرة عظيمة لتحقيق رخاء وقوة البلاد ونهضة الأمة الصينية وسعادة الشعب، مفعمين بالاعتزاز والحماسة. شي جين بينغ يتذكر كذلك مهندس إصلاح الصين وانفتاحها دنغ شياو بينغ قائلاً: "العصر العظيم يربي شخصيات عظيمة. الرفيق دنغ شياو بينغ رجل عظيم نشأ في النضالات العظيمة التي خاضها الشعب الصيني والأمة الصينية خلال العصر الحديث".
 
يتحدث عن العولمة، فيقول: "من وجهة النظر الفلسفية، ليس هناك شيء مثالي في العالم، إذا اعتبرنا شيئاً مثالياً بسبب وجود مزايا له، هذا الاعتبار ليس شاملاً، وإذا اعتبرنا شيئاً لا فائدة له بسبب أوجه القصور فيه، هذا الاعتبار ليس كاملاً أيضاً. بالفعل، جلبت العولمة الاقتصادية مشكلات جديدة، ولكن لا يمكننا أن نقضي عليها بضربة شديدة، بل ينبغي أن نتكيف معها ونعبر عنها جيداً، ونزيل تأثيرها السلبي، لتحقق الخير لكل بلد وأمة بشكل أفضل". ويقول أيضاً: "يجب علينا أن نجرؤ على السباحة في محيط السوق العالمية، وإذا لم نجرؤ على مواجهة العواصف والأمواج في البحر، سنموت غرقاً في البحر يوماً ما. لذلك اتجهت الصين بشجاعة إلى السوق العالمية. في هذه العملية، اختنقنا بالمياه، وواجهنا دوامات وعواصف وأمواجا، ولكننا تعلمنا مهارة السباحة أثناء السباحة. هذا خيار استراتيجي صائب".
 
يؤكد شي جين بينغ أن مبادرة الحزم والطريق أيقظت الذاكرة التاريخية للدول الواقعة على طولهما. ويقول: "في ظل الظروف التاريخية الجديدة، طرحنا مبادرة الحزام والطريق بهدف توارث ونشر روح طريق الحرير، وربط التنمية في بلادنا بالتنمية في الدول الواقعة على طولهما، وربط حلم الصين بأحلام شعوب مختلف البلدان الواقعة على طولهما، لإضفاء دلالات عصرية جديدة على طريق الحرير القديم".
 
إن مفهوم شي جين بينغ حول "المصير المشترك للبشرية"، الوارد في هذا الكتاب، هو التحليل الأكثر ترابطاً من الناحية الفكرية لمعالجة قضايا العالم. يؤمن الرئيس شي بأن: "علينا... أن نبني نموذجاً جديداً للعلاقات الدولية يتسم بالتعاون المتبادل المنفعة، وأن نخلق رابطة المصير المشترك للبشرية. ولتحقيق هذا الهدف، نحتاج إلى إحراز تقدم في المجالات التالية: أن نبني شراكات تتعامل فيها البلدان مع بعضها البعض على قدم المساواة، وتنخرط في مشاورات مكثفة، وتعزز التفاهم المتبادل. مبدأ المساواة في السيادة يشكل الأساس لميثاق الأمم المتحدة. ينبغي أن تتشارك جميع البلدان في رسم مستقبل العالم. جميع البلدان متساوية، لا يحق للدول الأكبر أو الأقوى أو الأغنى الإساءة لتلك الأصغر والأضعف والأفقر. إن مبدأ السيادة لا يتجسد فقط في حرمة سيادة جميع الدول ووحدة أراضيها، بل أيضاً في احترام حق جميع الدول في اختيار النظام الاجتماعي ومسار التنمية الخاص بها".
 
كتاب شي يقدم مفهوماً متكاملاً يمتد من الأسس الاقتصادية إلى الاستنتاجات المباشرة حول العلاقات بين الدول، ومن ثم يوفر أساساً راسخاً وطويل المدى للسياسة الخارجية الصينية بطريقة تتوافق مع مصالح الدول الأخرى. السياسة الخارجية للصين لا تنطلق من مبادرات غير مترابطة، بل تستند إلى نهج واستراتيجية متماسكة.
 
كما يعكس المجلد الثاني للكتاب رؤية وممارسات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها "شي جين بينج" بما يعكس التطور والمحتويات الرئيسية لأفكار الرئيس شي جين بينج حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وهو يقدم الحكمة والمشروع الصيني لتطوير مجتمع المصير المشترك للبشرية وكذلك لتعزيز السلم والتنمية.
 
وقد تضمن الكتاب (29) صورة للزعيم الصيني، تعكس اللحظات التاريخية التي أجرى فيها الرئيس شي زيارات ميدانية في المناطق المحلية وتفقد مشروعات البنية التحتية الرئيسية وحضر مراسم هامة ومؤتمرات دولية واجتمع مع قادة وزعماء وملوك الدول خلال السنوات الثلاث الماضية.
 
باختصار، فإن هذا الاصدار يوفر مقدمة شاملة ودقيقة لوجهة نظر الرئيس الصيني شي جين بينج حول الفلسفة والإدارة والحكم والإصلاح والماضى والحاضر والعلاقات مع دول العالم والأفكار الأساسية عن وحول نظام الحكم في الصين.
 
** قالوا عن الكتاب:
 
كتاب موسوعي عنوانه: ((شي جين بينج حول الحكم والإدارة)) (المجلد الثاني) يتحدث عن رؤى في السياسة والإدارة ليس فقط لشخصية في حجم ومكانة الرئيس الصيني "شي جين بينج"، بل أيضاً لدولة كبرى في حجم جمهورية الصين الشعبية، تتقدم بخطى واثقة نحو تبوؤ المكانة التي تستحقها بين الأمم الكبرى في العالم، من الطبيعي أن يحظى باهتمام كبير من قبل العديد من الشخصيات الهامة في العالم وكذا العديد من وسائل الإعلام الأجنبية.
 
ففي معرض تعليقه على الكتاب، قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر: "الرئيس شي يعرض سلسلة من الإجراءات الإصلاحية التي تغير المجتمع الصيني بصورة غير مسبوقة. وقد حقق نجاحاً غير مسبوق في تنفيذ إجراءاته المتعلقة بمكافحة الفساد وتعزيز بناء النظام القانوني وحماية البيئة ونمو الاقتصاد الصيني."
 
وذكر السيد فرانك - يورغن ريشتر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة ((هوراسيس)) للبحث والفكر السويسرية، أن الكتاب يناقش مستقبل الصين وبعض الأفكار الجديدة حول الحكم. وقال إن الرئيس شي لم يركز على الصين فحسب، وإنما أيضاً دعا العالم كله إلى بناء آلية حوار متعددة الأطراف تقوم على الثقة المتبادلة والصداقة. الأكثر من ذلك، أن الكتاب يرسل إشارة متفائلة بأن الحلم الصيني هو أيضاً حلم للعالم أجمع.
 
ومن جانبه، وصف الأمير آندرو دوق يورك في  كلمة ألقاها - بلندن - كتاب الرئيس الصيني شي بالكتاب المعلم، مبدياً ثقته في أن الكتاب سيقدم للقراء مزيداً من الإلهامات للتفكير في مكانة الصين واتجاه  تقدمها، متمنياً أن يحرز الكتاب النجاح الكامل في معرض لندن للكتب.
 
أما مارتن البرو الخبير في الأكاديمية البريطانية للعلوم الاجتماعية،  فقد أكد أن المجلد الثاني للكتاب يبرز التطورات الجديدة لأفكار شي جين بينج حول الحكم والإدارة، ويسجّل طموحات الصين واتجاه تقدمها نحو تحقيق حلم النهضة العظيمة للأمة الصينية.
 
ورأى رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق ماريو مونتي، أن المجلد الثاني للكتاب أوضح للناس بشكل كامل أفكار الزعيم الصيني الأعلى حول الحكم والإدارة والرؤية العالمية، ويتحلى بمغزى كبير بالنسبة إلى القراء من مختلف دول العالم.
 
أما رئيس الوزراء الأسباني الأسبق فيليبي غونثاليث، فقد أكد أنه يمكن للدول الأوروبية الاستفادة من الكتاب لمعالجة العلاقات بينها والمشاركة في عملية العولمة وبناء علاقاتها مع الصين.
 
وبدورها، أبدت وسائل الإعلام في جنوب أفريقيا اهتماماً كبيراً بالكتاب، واصفة إياه بأنه الأكثر منهجية وموثوقية لمعرفة "الحلم الصيني" والنهضة العظيمة للأمة الصينية. وأشارت في تقرير لها عن الكتاب إلى أن كلمة "الشعب" تكررت أكثر من 1200 مرة في الكتاب الذي يزيد عدد صفحاته عن 600 صفحة.
 
وقال صحيفة  ((The Star))الجنوب أفريقية، إن النظام العالمي قد تغير وحان الوقت لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، وذلك في إشارة إلى "مشروع الرئيس شي جين بينج الحزام والطريق".
 
وفي حقيقة الأمر، فإن نشر هذا الكتاب بلغات مختلفة تُعد من المسائل التي تمثل أهمية كبرى، وتحقق عدة أهداف، من أبرزها: المساهمة في تفسير مفاهيم ومبادئ إدارة قيادة الحزب الشيوعى الصينى، ومساعدة المجتمع الدولى على معرفة المزيد عن الأفكار الصينية والفهم الأفضل لها، ولاسيما أسلوبها فى التنمية، وسياساتها الداخلية والخارجية، واستجابتها للأمور الدولية، وبالتالي إزالة أية شكوك أو مخاوف قد تساور المجتمع الدولي بشأن خطط ونوايا الصين المستقبلية. ولا ينفصل عما سبق تنظيم وإقامة ندوات وحلقات نقاشية بمشاركة المتخصصين لمناقشة مضامين الكتاب للتعرف بصورة أكثر تفصيلاً وشمولاً عن الصين وقيادتها وتجربتها في الحكم والإدارة والتي تُعد بحق من التجارب الرائدة لكونها تعكس طبيعة وخصائص الشعب الصيني لأنها نابعة من قيمه وعاداته وثقافته وتعبر في الوقت ذاته عن أهدافه وطموحاته ورؤيته لذاته ولعلاقته مع الآخر.
 
** خبير في الشأن الصينى، المستشار الإعلامي المصري السابق بالصين