نصائح مهمة لمرضى القلب أثناء أداء شعائر الحج


مجموعة من النصائح لحجاج بيت الله الحرام عليهم اتباعها عند أداء كل شعيرة، وذلك من منطلق الوقاية خير من العلاج، يقدمها الدكتور ممدوح الطحان، أستاذ ورئيس قسم القلب بكلية الطب بجامعة الأزهر. 

واشار إلى أنه عند القيام بالعمرة بعد الوصول إلى مكة المكرمة يذهب الحجاج مباشرة لأداء العمرة، وعلى مرضى القلب والأمراض المزمنة الأخرى أن يقوموا بتقسيم المناسك وعدم بذل الجهد المطلوب دفعة واحدة، فلا يجب على المريض القيام بمناسك العمرة بمجرد الوصول للأراضي المقدسة بل يجب أن يأخذ قسطا من الراحة ولو قليل محتفظا بإحرامه ويشرب المياه الغازية لمد جسمه بالأملاح المطلوبة ثم التوجه لأداء العمرة. ويستحب أن يكون ذلك بين المغرب والفجر، ويجب عدم التزاحم، واستخدام الكرسي المتحرك. 

وأضاف الطحان فى بيان له حصل «صوت المال» على نسخة منه ، أنه عند صلاة الظهر والعصر على المرضي الاقتراب من مكان الإقامة فلا داعى للإرهاق لأن مكة كلها حرم. 

كما يمكن الدخول والخروج من الحرم ساعتين قبل أو بعد الصلاة لتجنب الزحام علي الأبواب، أما في وقفة عرفة يجب عدم التعرض للشمس المباشرة ولفترات طويلة ومن الأخطاء الشائعة تقليل شرب المياه للحفاظ علي الوضوء وهذا قد يؤدي إلى كثير من الأضرار مثل الإجهاد الحراري وقد تصل إلى حد ضربة الشمس والتي تعد صدمة حرارية لا يستطيع الكثيرون من المرضي أو حتى الأصحاء تحملها. 

وبالطبع يجب التنبيه على مرضى القلب تحديدًا بالحذر من الحر الشديد لأن القلب هو أكثر عضو يبذل مجهود لضخ الدم لتبريد كل سطح الجسم. فلابد من شرب الماء البارد كوب كل ساعة طوال يوم عرفة، مع الأخذ في الاعتبار أهمية تجديد الوضوء حيث يساعد على تخفيف حرارة الجسم وأفضل كثيرًا من عواقب الإجهاد الحراري.

وتابع قائلاً: "في منى لا يجب أن يمتنع الحاج عن تناول الطعام بحجة حفاظه علي الوضوء. فمريض القلب مثلا لا يتحمل الجوع الشديد وكذلك مريض السكر، وفي الوقت نفسه فإن ملء المعدة بالأطعمة خطره بالغ مع المجهود المبذول أثناء الحج.

فيجب العمل بالحديث الشريف ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث انفسه ، وأثناء رمي الجمرات يحدث تزاحم شديد، ويحدث كثير من الإصابات والحالات المرضية وبعضها خطير أثناء أداء هذا المنسك.

ومن ثم يجب على الحاج أخذ الرخصة في رمي الجمرات على مدار الساعة وللمريض أو من لا يتحمل الزحام يجب أن يستخدم رخصة توكيل من ينوب عنه، ويجب عليه تجنب الزحام الشديد ، وفى طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج ولكن موعده مفتوح طوال الشهر الحرام، فلا يجب أن يقوم الحاج بطواف الإفاضة وهو مرهق أو فى الحر الشديد كما يمكن استخدام رخصة ضمه لطواف الوداع. فليس من الحكمة أن يُرهق الحاج نفسه وهو يعلم ضرر ذلك عليه، بحجة أن الله أمر بذلك مع العلم أن الله تعالى قال: "ولا تلقوا بأيديكم ‘لي التهلكة".

واستكمل: "يجب على مرضى الأمراض المزمنة الالتزام بتعاطي الأدوية الخاصة بهم في مواعيدها وعدم الانسياق وراء الاعتقاد أنه أصبح معافيا ولن يحتاج إلى أي أدوية لأن ذلك الشعور مؤقت وسببه الفرحة برؤية الأماكن المباركة ولكن يجب الأخذ بالأسباب وتناول الأدوية لضمان دوام التمتع بتلك الأماكن وبكل المناسك ، ولا يجب على المريض الذي يتداوي بمدرات البول أن يوقف العلاج خشية عدم سهولة الذهاب لدورة المياه أثناء المناسك. 

ولكن يمكن تناولها بين صلاة الفجر وصلاة الظهر لأن تأثيرها يدوم لمدة ساعتين من استخدامها ، ولمرضى القلب عند الشعور بأي أعراض مثل ثقل في الصدر مصاحب بعرق وامتداد الألم للكتف الأيسر يجب التوجه مباشرة إلى طبيب الحملة أو التوجه إلى المراكز الطبية المنتشرة في كل أماكن المشاعر وجميعها تقدم الإسعافات العاجلة والخدمة الطبية للحجاج بالمجان، ويجب الاحتفاظ ببعض الأدوية الضرورية مع الحاج طوال مناسك الحاج".

وواصل قائلا فى بيانه: "من الأخطاء الشائعة تناول مأكولات بملح شديد مثل الجبن القديمة لتعويض أملاح الجسم، لكن تعويض الأملاح يكون بشرب كوب مياه غازية مع كل وجبة مع شرب كثير من الماء، وعند الشعور بأعراض الإجهاد الحراري يجب اللجوء إلى أقرب مكان لتقديم الخدمة العلاجية ومن أعراض الإجهاد الحراري: (الصداع - التعرق الشديد غير المعتاد بالنسبة لطبيعة الشخص - الشعور بالبرد والرعشة - الشحوب أو الدوخة والشعور بالعياء - اختلاف النبض عن المعتاد "زيادة أو ضعف النبض" – نهجان - الشعور بالغثيان أو الرغبة في القيء)، ويجب الحفاظ على الجسم رطبا بسكب الماء البارد على الجسم وشربه باستمرار، وما أحلى أن يسكب الحاج علي رأسه ماء زمزم المباركة ما دامت متاحة له".