حياة عبد العزيز تكتب: صديق عفيف حصن الأمان


لا اتذكر الفترة الزمنية، بينما اتذكر مواقفنا سويًا، كلما جلست لأكتب خواطري اليومية، لابد ان يكون لكِ نصيب من حبر قلمي على أوراقي المبعثرة، فلم انسى يومًا واحدًا من جدعنتك يا صديقتي العزيزة.

مررت بشدائد لم يعلمها الكثير، ولكنك علمتيها من مجرد نبرة صوت، وضحكة مكتومة، وكلمات قليلة عبر وسائل الاتصال الاجتماعي، أتذكر صوت امي دومًا بدعائها المستمر "ربنا يقرب منك الصديق الصالح"، فلتكون النتيجة صديقة مثلك.

أطلقت عليكِ "الحيطة"، ربما يكن اللقب غير ملائم لكونك انثى ولكن لم اعثر على لقب يحمل طباعك المحببة لقلبي إلا ذلك، فأنتِ قاربي التي تصارعين معي امواج الحياة التي لا تهدأ الا بالقرب منكِ، ربما اكتئابي ظل لفترة طويلة، ربما بكائي لم يعلمه أحد، ربما كسرة قلبي لم يضمه الا دعاء أحدهم بالغيب، ولكنك كنتِ هنا دومًا، كنتِ معي في الضراء والسراء، كنتِ السند الذي حملت عليه الكثير بدون الشعور بالحرج او الخوف من الخذلان.


انكِ الوجه الذي لا يصدأ أبدا، يمر الزمان وتتغير الأقدار، وتبدأ وتنتهي علاقات إنسانية، ولكن بريق علاقتك في حياتي لا يصدأ بل يزداد لمعًا، يزداد بكل موقف فيه اثبات انك صديقتي ليس مجرد زميلة او معرفة في مكان ما، ربما يجمعنا الله بمن يشبهنا لنتكيف معًا، وربما يجمعنا بمن يختلف معنا لنكمل بعضنا البعض، لتمر الأيام واكتشف أنك الإختلاف الذي يكملني، والتشابهه الذي يطابقني.

مرت على أذني الكثير من الكلمات التي لا فائدة منها مثل الحجج والظروف، كلمتان انهت الكثير من العلاقات، ولكن معك لم اعلم عنوانهم، قانون الصداقه لديكِ ان الظروف تتعدى لوحدها مش تتعدى بينا، الظروف ملهاش آخر ولكني لم اهاب منها طالما انتِ هنا.

خير الأصدقاء من يأخذ بيديك إلى باب الجنه، لتكونين انتِ خير الاصدقاء يا رفيقتي، أتذكر دعاءك لي وقت انهزامي، الوقت الذي يكون الكل يدعون المثالية، كنتِ تدعين لي بقلب صافٍ، فتواعدنا بختم القرآن، والحفاظ على الصلاة، وأن نكون عونًا لبعضنا.

 انتِ آماني، وسري، ورفيقتي، انكِ حصن الأمان الذي يقف حاجزًا بين انكساري وبين الجميع لاقوم مجددًا دون علم أحد سواكِ.