‎رسالة من الأقصر


فاروق جويدة 

وصلتنى هذه الرسالة تعقيبا على ما كتبت عن قضية الفساد فى مصر من السيد بدوى أبو شنب المحامى بالاقصر.. 

لقد طالعتنا جريدتكم الغراء بتاريخ 29/6/2018 تحت عنوان «توريث الفساد..وأخلاق الفضيلة» والذى تساءلتم عن أسباب الفساد وعن حلم المدينة الفاضلة..الخ والحق أقول آثار انتباهى كلمة”توريث”وأنا فى نهاية العمر جاهدت كثيراُ لمعرفة أسباب ظاهرة الفساد فى مصر.. إن كلمة “فساد” إذا كان معناها أو كان نتيجتها الفقر أو الضنك لا يعرف معناها ولا يعيش واقعها العملى إلا “صعيد مصر”ولذلك عندما أتكلم عن الفساد أو الفقر فاننى أتكلم عن واقع عملى وليس من ترف القول أو ترف العيش..

فى طفولتى فى الستينيات من القرن الماضى قرأت على غلاف كراسة الواجب فى المدرسة الابتدائية أن من مبادئ ثورة يوليو 52 القضاء على الفساد ومحاربة الإقطاع الذى مص دم الفلاح وقالوا لو تم تأمين قناة السويس سيحول دخلها إلى هذا الشعب ليرتع فى رغد العيش وقالوا لو تم بناء السد العالى سيصبح استهلاك الكهرباء للمواطن شبه مجانى والأرض الزراعية ستزرع أكثر من مرة ويعم الخير على ربوع البلاد وقالوا لوتم الصلح مع إسرائيل سنوفر ثمن السلاح والمجهود الحربى لأنه لا صوت يعلو على صوت المعركة فهل تحقق شىء من ذلك؟ ..

إن الفساد فى مصر بالنسبة لى كمواطن أعيش فى صعيد مصر الواجهة العملية لآثار الفساد فى مصر أقول أن الفساد منظومة لا علاج لها الا إرادة السماء «ليس لها من دون الله كاشفة» صدق الله العظيم ودليلنا فى ذلك قالوا لنا فى نعومة أظافرنا أن الملك فاروق فاسد وان أسرة محمد على فاسدة وان الملك أهدر أموال الشعب على لعب القمار فهل بعد ذلك يتم ضبط رئيس الشركة القابضة للسلع الغذائية وكان يعمل سابقا فى جهة سيادية برشوة ثم يضبط كبار مستشارى وزير التموين فى قضايا رشوة ثم يضبط أخيرا رئيس مصلحة الجمارك .. هل الفساد فى مصر منظومة دولة أو طالع دولة من الدولة الفرعونية حتى يومنا هذا ؟!
 
نقلا عن الاهرام