ذبح الشوارع وقتل الأضاحي!


بقلم: محمود محمدى

مع حلول عيد الأضحى كل عام، تقام أسواق الأغنام -المؤقتة- في العاصمة المصرية، كأن العشرون مليون نسمة الذين يسكنون القاهرة ينقصهم ما ينغص عليهم حياتهم، فتأتي أسواق المواشي برائحتها الكريهة لتختلط مع عوادم السيارات ورائحة القمامة، وتصنع مزيجًا جديدًا من التلوث.
 
هذا المزيج يزداد سوءًا خلال أيام العيد؛ حيث يحل موعد نحر الأضاحي، فتمتلئ الشوارع بالدماء، وتتناثر أحشاء الحيوانات على جنبات الطرق، في مشهد مؤذي لكل المارة، إضافة إلى أن الدين الإسلامي والرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي ننحر الأضاحي إعمالًا لسنته، لم يأمرنا بمثل تلك الأفعال، كما أن الإسلام عظّم من قيمة النظافة العامة والخاصة.
 
صور التلوث هذه، سببها الأول ذبح الأضاحي في الشوارع، ورغم توفير الحكومة للمجازر بالمجان، إلا أن المواطنون فضّلوا الذبح أمام المنازل، حتى أن بعض المجازر لم تشهد ذبح أضحية واحدة في أول أيام عيد الأضحى، وفق تصريحات مسؤول حكومي للتلفزيون المصري.
 
الحكومة المصرية سعت جاهدة لوقف عمليات الذبح العشوائية، وفرضت غرامات مالية على من يخالف قرار «منع الذبح في الشارع»، لكن على ما يبدو فإن هذا القرار لم يترافق معه حملة كافية ليصل لكلّ الناس.
 
على جانب آخر، عملية الذبح نفسها التي تتم في الشوارع، في كثير من الأحيان لا تكون على الطريقة الإسلامية، فنجد عدم مراعاة لمشاعر الحيوانات؛ حيث يذبحون المواشي أمام بعضها البعض، رغم أن الإسلام ينهي عن إخافة الأضحية أو حتى حدِّ الشفرة أمامها.
 
كما يجب عدم القسوة في الضغط عليها وإيلامها وجرها من موضع إلى آخر، فقد روي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه «رأى رجلًا أضجع شاة، ووضع رجله على صفحة وجهها وهو يحد الشفرة، فضربه بالدرة فهرب الرجل، وشردت الشاة».
 
لا أعرف كيف يمكن أن يحدث ذلك، لكن أتمنى أن تنتهي مشاهد الذبح الجماعي التي تشهدها الشوارع، ولا داعي أيضًا لتلطيخ الجلاليب البيضاء بالدم، وكذلك لا أجد جدوى من الرقص وسط أنهار الدم برؤوس الماشية والسكاكين، فتلك الأفعال مشينة لا تدعو للتفاخر، والنحر يكون على السنة النبوية وليس على الطريقة الداعشية.