بالباقى لبان!


بقلم: أنديانا خالد 

خبر عابر طالعته اليوم وادهشنى للغاية فى بحث الحكومة عن حلول بعيدة جدا لمشكلات يومية نعانى منها يوميا، كمن يعالج فقيرا معوزا، بأن يقدم له وجبة كافيار فاخرة، وأطباق من السيمون فيميه، ولا زالت مشكلته الاصلية الفقر والعوز والمرض موجودة .

يقول الخبر ان وزارة المالية قامت بتركيب وتشغيل ماكينة للصراف الآلي تتيح للمواطنين الحصول على العملات المعدنية (الفكة) بمحطة مترو الشهداء، حيث يضع المواطن في الماكينة الفئة الورقية بقيمة ( 5 – 10 – 20 ) ويتم سحب مقابلها بعملات معدنية فكة فئة الجنيه المعدني ويتم التغذية المستمرة لهذه الماكينة بالتعاون والتنسيق بين مصلحتي الخزانة العامة وسك العملة على مدار 24 ساعة لاستمرار تزويدها بالعملات المعدنية الفكة مما يسهل الحصول على تذاكر المترو دون طوابير على شباك التذاكر بسبب نقص الفكة .

انتهى الخبر المدهش، وتساءلت فى نفسي بديهيا، لماذا لا توفر الحكومة اصلا الفكة لصرافى المترو بدلا من طريقة "ودنك منين" فتخلق طابورا أخر على الماكينة إضافة الى طابور شباك التذاكر الاصلى، ويصبح الزحام زحامين !.

ليس المترو فقط هو من يعانى نقص الفكة، ولكن مواطنين وتجار واسواق تعانى هذا الامر يوميا، واصبحت الجملتين، "مافيش معاك فكة؟"، أو "خد لك بالباقى أى حاجة عشان مافيش فكة" ، هى الشائعة. 

لماذا لا توفر وزارة المالية بالتعاون مع مصلحة صك العملة، والبنك المركزى "اكشاك للفكة" فى كل محطات المترو الرئيسية والتى يكثر بها الزحام وتشتهر بمشكلات الفكة، وتوفير الاكشاك ايضا فى اماكن معروفة بالاحياء مؤمنة للمواطن لكى يتعامل من خلالها بتداول الفكة واحتياجات تعاملاته منها ، مثلما الحال مع من يريد بالذهاب الى مقر البنك المركزى وتبديل ما يشاء.

فلو نفذت الحكومة هذه الفكرة، ستخلق حالة من الانسيابية فى تخفيف زحام شبابيك المترو خاصة، والقضاء على جشع بعض التجار الذين يستغلون نقص الفكة أو ادعاء نقصها فى "تلبيس" المشترى اى شئ كى يهرب بالباقي، او اما ان ينتظر الباقى لما ربنا يفرجها على مذهب "خد بالباقى لبان". 

نتمنى حلولا اكثر واقعية وانجازا