من أجل بلدنا


بقلم: إسلام حامد 
 
أفعال الخير الخفية، صدقات تُعطى لتعود فيما بعد بالنفع على اصحابها ومقدموها فى المقام الاول، فمن يتصدق، هو فى أمس الحاجة الى النفع، والفائدة، من المتصدق عليه، فيساهم، ويبذل، ويعطى قدوة ونموذج لغيره ، فى العطاء الخفى والمساهمة بقضاء حاجة محتاج. 

إعلان قرأته عبر صفحة جمعية «من أجل بلدنا» بقرية ميت يعيش، مركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، والتى اعتز بكونى أحد أبناءها، عن إعلان الجمعية استعدادها التام لتوفير نفقات أو مستلزمات العلاج المختلفة لغير القادرين من أهل القرية، سواء كانت،  كشف طبيب، أو مصروفات تحاليل طبية أو آشعة، أو نفقات دواء، أو مواصلات، وناشدت الجمعية أهالي القرية إبلاغ الجمعية فورا عن أي حالة تحتاج هذا، للتواصل معها أو مع ذويها بشكل مباشر، وسرعة إنجاز مطلبها، من فيض الخير ومحبيه.

ومنذ فترة رعت الجمعية أيضا فكرة كبرت ونمت بمرور الوقت، تقوم على جمع الدواء الفائض عن الاحتياج من المريض القادر على شراء الدواء، ووضعه فى صيدلية خيرية مخصصة للفقراء والمحتاجين والغير قادرين، ويتم فرز الادوية حسب الصلاحية والفائدة الطبية والاستخدام، بمعرفة نخبة من أبناء القرية الاطباء والصيادلة المتطوعين، بهدف صرفها مجانا لمن يحتاجها، باستشارة الطبيب المعالج وبعد التأكد من فعاليتها، كما تضم كراسي مجهزة وأدوات طبية مساعدة، بغرض الاستفادة الانسانية منها بلا أى مقابل، وتكون قائمة على تبرعات أهل الخير من أبناء القرية أو من خارجها وبمعرفة وزارة التضامن الاجتماعى، وتحت رقابتها ايضا. 

ايضا تتكفل تلك الجمعية بتوفير مستلزمات الزواج للفتيات الغير قادرات واليتيمات من القرية عن طريق توفيرها لهم بالمجان وفى حدود القدرات المالية المتوفرة للجمعية، وبما يضمن لهن أيضا، المستلزمات القيمة التى لا ترى فيها أى عروس حرجا ان تكون فى منزلها، وهذا بخلاف أنشطة تكريم الطلاب المتفوقين والاكاديميين من أبناء القرية سنويا، وأنشطة  توفير كسوة الشتاء والملابس لغير القادرين، وتوصيل مياه للمنازل التى لا يوجد بها مياه، أيضا توصيل خدمات الصرف الصحى للمنازل التى لا يوجد بها، وتسديد ديون المتعثرين، وترميم منازل الغير قادرين. 

راقنى شعار التزمت به تلك الجمعية الا وهو، «البنك الوحيد الذي لديه فروع في الدنيا والآخرة هو بنك الصدقة تودع منه بدنياك وتسحب منه بآخرتك» .
 
هذه الجهود المجتمعية الحثيثة التى تتم تحت الرقابة الوزارية، والرقابة الاهلية، تضمن نجاعة التكافل الاجتماعى وتأثيره البالغ فى النفع العام، وعلى الغير قادرين، فيشعرون بالامان، ويدب الامل فى أنفسهم من جديد، فى أن هناك من يحس ويشعر بالامهم ، قلوب رحيمة ليست ببعيدة عنهم، فالدنيا هكذا، يوم لك وآخر قد يكون عليك، فأدى ما لك من أجل أن يؤدى ما عليك، أعان الله الجميع على التواصل الاجتماعى والتراحم والترابط وحب الخير فيما بينهم.