هم وأنياب الزمن!


بقلم: شيرين سيف الدين
 
مأساة يعاني منها الأيتام أبناء دور الرعاية الاجتماعية، بعد وصولهم للسن، المفترض فيه مغادرة  تلك الدور التي لم يعرفوا لهم مأوى سواها .

يضطر هؤلاء الشباب والشابات لمغادرة الدور دون أن يساعدهم أحد في تحديد مصيرهم الذي عادة ما ينتهى بهم إلى التشريد في الشوارع، فأين يذهب هؤلاء؟ ولا أهل لهم، ولا مسكن يأويهم، ولا مال لهم بعد المغادرة، وغالبا لا عمل أيضا، وإن وجد العمل أين يقيمون؟ فراتب أي خريج جديد بالكاد سيكفي طعامه وملبسه على أقصي تقدير، أما السكن فيحتاج لميزانية لن يمتلكها أمثال هؤلاء المساكين.

لا أعلم حقا ماهو مصير هؤلاء، ولماذا لا يتم انشاء مشروعات سكنية خاصة، بمواصفات مناسبة، لخريجي دور الرعاية حتى ولو كانت على هيئة تصميم ستوديو (محدود المساحة للمعيشة الفردية)، مكون من غرفة ومطبخ وحمام يحتمون بين جدرانه، وتفعيل برامج وخطط لتوفير فرص عمل تساعدهم على حياة كريمة .

من الضروري الاهتمام بتعليم أبناء الدور حرفا، يتقنونها والاستفادة منهم في المشروعات المختلفة ، فمصر تنقصها الأيدي العاملة الماهرة الدارسة للحرف المختلفة ، وحال تدريب هؤلاء الشباب والفتيات وإكسابهم خبرات ستستفيد منهم الدولة ويستطيعون تأمين حياتهم وإيجاد فرص عمل بعد مغادرتهم دور الرعاية .

هؤلاء الشباب أمانة في عنق الحكومة وعنقنا نحن أيضا كأخوة وشركاء في وطن واحد، وعلينا التكاتف من أجل مساعدتهم أثناء تواجدهم بالدور، وأيضا بعد الخروج منها حتى نحميهم من ضياع مستقبلهم وتشريدهم في الشوارع .

أتمنى أن تضع الدولة هؤلاء الشباب الذين لا حول لهم ولا قوة ولا أهل ولا عائل في قائمة اهتماماتها وخططها المستقبلية إذا أرادت لهم الاستقامة والسير في الطريق الصحيح .