رسائل


بقلم: إسلام حامد 

روت لى صديقة عندما رأت عبر صفحات فيس بوك، صورة فتاها السابق وهو يعقد قرانه على غيرها، اجتاحها نوع من الحسرة والغيرة والضيق الشديد، كونه يتمتع بحياته، غير مبالى، فيما تخشي هى أن تكون ندمت على مساندتها قرار أهلها حينما تقدم لخطبتها، بعدم التمسك به والانصياع لرغبة الاهل فى تركه، لأنه وفق تأكدها من خُلقه، «لن ينصلح حاله».

«نعم تركته، وتركت معه الم علاقة ارتباط دامت عامين، مع ما بها من مراوغات وكذب واستهتار»، هكذا كان قولها، وندمت هى أن تكون فرطت فى اعطاءه فرصة أخرى لمحاولة اصلاح حاله، مع ثقتها فى ان مستقبلها ربما كان يحمل فى طياته طابعا اسودا قاتما، هو لون حياتها المستقبلية معه، وفق المؤشرات التى اخبرها هو نفسه بها من باب التسلط والتعالى، وجعلته يبث فى نفسها الذعر من احلام المستقبل!.

مجموعة من الاوامر المستقبلية العنترية، فلا خروج من البيت الا وهو معها مطلقا، حتى ولو كان الى بيت اهلها، مع الالتزام بارتداء غطاء الوجه، وأخبرها أيضا أنه ربما وزيادة فى الامان سيغلق باب شقة الزوجية من الخارج بالمفتاح حال عدم وجوده هو، كنوع من الامان والخوف عليها، على حين يعبث هو بحياته وفقما يشاء، وقتما يشاء، مادامت «مركونة» فى البيت!.  

ربما مد الله عز وجل لهذه الصديقة، طوق نجاة أبدى من حياة متلاطمة الامواج، تسبقها محاذير الرهبة والخوف، وانقضاء الحياة مبكرا، كجسد يُدمى بلا روح أو بارقة امل فى زوح ومستقبل أسوياء، يحترم فيه هذا الفتى آدميتها، وكرامتها، وعقلها، وفكرها، ولا يتعامل معها أنها مجرد قطعة خشبية.

يقول أحد الصالحين: «ولا تدري كم صرف الله عنك من الأذى وأنت ببصيرتك المحدودة تبكي عليه».

ويقول آخر: «من الظلم أن تقيس حظك  بعدد الاشياء الجميلة التي لم تحصل لك ،  دون النظر إلى الأشاء السيئة التي لم تُصبك،  كن منصفاً حتى مع نفسك».

ويقول أيضا: «إنك لن ترى حكمة الله دائماً ولن تدرك كيّف يدبّر أمرك، هي الأيام ستُخبرك بالخير الذي خبّأه الله لك، والشر الذي صرفهُ عنك، حتى تمتلئ يقيناً به».

قد يُغير الله في لحظةٍ ما كل الذي تظنه لن يتغير، وستلتفت الى تلك الايام الموحشة بلا مبالاة وتضحك على اسرافك فى التفكير، وربك فوق العباد خبير بصير. 

فقط اختر الصواب متوكلا على الله ، وثق فى عطاءه، ومنحه الكثيرة، وحجبه لمكروه قد تظنه خيرا لك وهو يعلم انه شرا لك فيصرفه عنك، ثق فى ربك، فكل أقدارك خير، حتى لو كان ظاهرها شرا لك.