صورة بطاقتي!


بقلم: هبة شكري 
 
صدمة وألم شديدين، وحسرة بالغة على سنوات العمر التى مضت، وذلك حينما قررت تجديد بطاقة الرقم القومى، التى انتهت فترة صلاحيتها، فاصبح لزاما على التجديد، والا توقفت كل مصالحى، وهو ما حدا بى لشراء الاوراق، والشروع فى الذهاب الى فرع مصلحة الاحوال المدنية، للسير فى اجراءات التجديد.
 
وبعد انهاء اجراءات مراجعة الاوراق وصلت إلى حجرة التصوير، والتى كانت تجلس بها موظفة تيبدو الوجوم الشديد على وجهها، وهى تخبرنى أن أرفع وجهى الى الاعلى قليلا، حتى تظهر الصورة واضحة، قائلة بنبرة صارمة: «وشك فوق يا مدام».

كنت فى قمة خوفى ورعبي أن تخرج صورة البطاقة بشكل أحمق يظهرنى بلهاء، أو آتية من خلف الأسوار، وتم التصوير فعليا على حين غفلة منى، وباغتتنى موظفة السجل بلقطة جهنمية، مع توقعاتى بان تحيل الصورة حياتى الى نوع من الخجل المتواصل لمدة سبع سنوات ، كلما أرى او أستخدم بطاقتى. 
 
وتسلمت البطاقة فعليا ، كنت ذاهبة للاستلام، وانا اقدم قدما وأؤخر الاخرى، داعية الله أن يمن على بالستر وأن يكون وجهى قد نال قبول موظفة السجل، فرأفت بحالى، وبحال أسرتى وراعت جلال امومتى فى أعين أطفالى، والتقطت صورة تحتفظ لى ببقايا شبابى.   
 
وكما توقعت وكدت اسقط من هول الصدمة، فلم أكن أنا بل كنت أقرب إلى «المسجلة خطر نشل وسرقات» فى برنامج «المواجهة» وهى تٌجتر الى الحبس، مع كل مشاعر الأسي والحزن الدفين وانا اسارع بدس البطاقة فى حافظتى سريعا كى لا تلمحها احدى سيدات طابور الاستلام فتتندر علىّ. 
 
مؤخرا صرح السيد مدير الإدارة العامة لمصلحة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية، خلال أحد البرامج التلفزيونية، بأن السبب الحقيقي الذي يجعل صورة البطاقة سيئة وقبيحة الشكل، هو أمور تأمينية، حيث تم إحراق الصورة بالليزر من خلال الطبقات المختلفة للبطاقة الشخصية، مؤكداً أن البطاقة الشخصية مؤمنة بشكل كامل، ومن الصعب جداً تقليدها بإستخدام أي ماكينات أو برامج خارج الوزارة، مضيفا أنه خلال الفترة القادمة سوف يتم العمل علي تحسين البطاقة الشخصية من خلال تمكين وضع صور ملونة في البطاقة الشخصية للمواطنين، بدلاً من تلك الصور التي تخرج قبيحة الشكل، وتثير حفيظة المواطنين وغضبهم من أشكالهم الغريبة فيها. 
 
وإذ اشيد بجهود مصلحة الاحوال المدنية فى تيسير وتسيير الخدمات المقدمة للجمهور وتقليل فترات الانتظار، ادعو أيضا للاستعانة بصور شخصية لطالب البطاقة «ستوديو»، على غرار الصورة المستخدمة فى استخراج جواز السفر، والتى تكون فى ابهى حُلة للفرد وعلى درجة عالية من الجودة والهندام والمظهر المقبول لانه قدمها طواعية وباختياره، وتم الاعداد لتصويرها لتخرج بشكل يريح صاحبها نفسيا، ولا يكون مدعاة لحرجه امام الناس، على أن يتم أيضا اتخاذ كافة عوامل واحتياطات التأمين اللازمة ضد التزوير أو التلاعب، وبما يضمن بطاقة بمظهر حسن مقبول لا نخجل ان نتعامل بها مطلقا.
 
ولمدام «حسنات» موظفة كاميرا السجل سؤالا خاصا ومهمّا: ترضيها على نفسك ياست الستات؟