بقولك يا هندسة..


بقلم: سهى الضاوي 

«يا بيه كان على أيامنا البنت من دول ماتقدرش تفتح بوقها بكلمة، اتجوزى ده تتجوزه من غير ما تشوفه حتى، دلوقتى تلاقيهم قاعدين يختاروا وينقوا على مزاجهم».

بهذه الكلمات أفتتح سائق سيارة الأجرة حديثه مع الزبون الجالس الى جواره، متعجبًا من حال الفتيات هذه الأيام وما وصلن إليه من تحرر فكرى وقدرتهن الاعتماد على أنفسهن دون الحاجة للرجال،  بل والأكثر من ذلك تأجيلهن فكرة الزواج، تقليدًا للغرب وحرية الأستقلال وبناء الشخصية، وما ساعدهن على ذلك الفكر (المنحل) ـــــــ على حد قوله ـــــــ ووسائل الإعلام والبرامج التى تخاطب المرأة على وجه الخصوص.

أضاف السائق: «يابشمهندس اسمعنى ده فيه مذيعة طالعة فى المقدر جديد مش عارف أسمها ايه مخلية النسوان ماشية وراها وعمالة تقويهم علينا، ومش هتهدى غير لما تطلق الرجالة نسوانها وتروح تتجوز هى».

الحقيقة أن هذا الموضوع عرضت به وجهات نظر مختلفة، ما بين نظرة ترى أن المرأة أنفلت حالها نتيجة هذا التحرر، وبين أنه حق لها أن تعيش حياتها بالطريقة التى تناسبها مثلها فى ذلك مثل الرجل.

ما العيب فى أن تعتمد الفتاة على نفسها وأن تبنى مستقبلها وتحقق ذاتها، ويجعلها هذا تفخر بنفسها ويفتخر بها من حولها، طالما أن ما تقوم به لا يتعارض مع الدين والعرف وتقاليد المجتمع؟.

يقول الله فى كتابه الكريم {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}، وقال تعالى {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً}.

حث الله تعالى الشباب فى كتابه العزيز على الزواج، ولم يحدد سنًا معينًا له سواء في ذلك الرجل أو المرأة، ولكن ذكر أن أساس الزواج السليم المودة والرحمة، وما أكثر من حالات الطلاق التى نراها يوميًا لإفتقادها ما حثنا الله عليه.

ما المانع أن تختار المرأة الوقت الذى تراه مناسبًا لها لأن تبدأ فيه حياتها العائلية بعيدًا عن تقاليد المجتمع و عاداته؟.

من وجهة نظرى المتواضعة، فكرة اختيار الوقت، وأن لا يكون محددا بسن، قد يلغى مصطلح «العنوسة» الممقوت ويعطى عملية الزواج المقدسة فرصة للاختيار الجيد الناضج .