حق القلوب


بقلم: محمد أبو العيون
 
«اللي تحسبه موسى يطلع فرعون»؛ مقولة دارجة على ألسنة المصريين يصفون بها من ظهرت حقيقته وكُشف باطنه، وفي هذا المعنى نقرأ لـ«زهير بن أبي سلمى»، بيت شعر أكثر من رائع حدد فيه الداء ثم وصف الدواء، هذا البيت يقول:
 
ومهما تكن عند امرئ من خليقة..  وإن خالها تخفى على الناس تُعرف
 
هذا البيت معناه:
إن أي إنسان يُظهر عكس ما يُبطن؛ سيأتي يوم ويُفضح أمره..
 
إن أي منافق وإن تحرى الدقة في كل أفعاله وأقواله ليرسم صورة غير حقيقية عن شخصيته؛ سيأتي يوم ويُفضح أمره..
 
إن أي نصاب وإن تلبس بكل معطيات ومكتسبات ووسائل الذكاء ليأخذ من الناس ماليس بحقه؛ سيأتي يوم ويُفضح أمره..
 
لا تعبأ بـ«صاحب الوجوه الكثيرة» لأن أمره سُيفضح طال الزمان أم قصر؛ فقط كن أنت كما خلقك الله «صاحب وجه واحد»..
 
مخطيء من ظن يومًا أن للثعلب دينًا..
 
هذا البيت يقول لنا:
كونوا على طبيعتكم تأمنوا وتؤتمنوا..
 
لا تخجلوا من واقعكم، ولا تستغلوا طيبة الناس لتأخذوا ماليس بحقكم..
 
كن أنت تسعد وتهنأ.. تكن حبيبًا ومحبوبًا..
 
كن أنت وراعي حق قلوب فتحت أبوابها لك، ليس لشيء سوى أنها قلوب نقية تُحسن النية في كل من يطرق أبوابها..
 
وتذكر:
أن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يُرى..

احترس