مصر ولاّدة


يقلم: شيرين سيف الدين 

على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء

أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء..

مصر عن حق هي بلد الفن والفنانين على مر العصور ، أجيال تسلم أجيالا ووجوه تلحق بوجوه دون أن تطمسها أو تمحو أثرها ، نعم قد تظهر على الساحة وجوه ليست بالمستوى المطلوب لكنها سرعان ما تختفي وتبقى الوجوه الجديرة بالبقاء هي المتربعة على العرش .

تعد القوى الناعمة سلاحا قويا وله مفعول السحر في التأثير على الثقافة والشعوب المختلفة ، وتمتلك مصر هذا السلاح لذا لا تجد مواطنا عربيا يصعب عليه فهم اللهجة المصرية وكثير من الأخوة العرب يتحدثونها بطلاقة وكيف لا وهم تربوا على الأفلام والمسلسلات والأغاني المصرية ، حتى أن أي فنان عربي يستطيع بسهولة ويسر المشاركة في الأعمال المصرية ، وإذا ما ابتسم له القدر وحظي بقبول الجمهور المصري نجده باقيا على أرض مصر الحبيبة المحتوية والمحتضنة لكل عربي باعتباره إبنا من أبنائها دون أي تفرقة .

جاء افتتاح مهرجان الجونة السينمائي مبهرا ومشرفا بداية من أغنية الافتتاح والمناظر الجميلة لمدينة الجونة الساحرة التي تضاهي أجمل مدن العالم بل قد تزيد ، بالإضافة لمستوى التنظيم  والتقديم ومستوى الحضور وإطلالاتهم الملفتة .

جميلة هي بداية المهرجان .. مبشرة ومبهجة تليق بقيمة مصر وتبعث للعالم برسائل قوية مفادها أن مصر آمنة مستقرة .. جميلة وساحرة .. تتلألأ على تاج الفن العربي ، والرسالة الأهم هي أن مصر باقية رغم كيد الكائدين ، فمهرجان كهذا يعد أكبر دعاية سياسية وسياحية لمصر نتمنى أن يستمر ويتألق عاما بعد عام حتى يصبح في مصاف المهرجانات العالمية فمصر تستحق .

عندما ننظر لوجوه الحضور من ممثلين ومخرجين وكتاب نشاهد أجيالا مختلفة لكل منها أثرها وعلامتها الباقية في السينما وفي قلوب الجماهير ، ومن الجميل أننا كلما شعرنا أن هناك وجوها نضجت واختلفت أنواع الأدوار التي تليق بسنها نجد بشكل تلقائي وجوها أخرى قوية وموهوبة ظهرت على الساحة واستطاعت جذب الجمهور  ، لذا فإن أهم ما نتمناه ونطالب به صناع السينما والمسؤولين عن القوى الناعمة هو ضرورة الاستفادة من تلك الميزة في المساعدة في النهوض بالمجتمع عن طريق الأعمال الراقية التي نحتاجها بشدة في تلك المرحلة .

بمتابعة المهرجان ووجوه الحضور المصريين والعرب وسعادتهم وفخرهم بالمشاركة في مهرجان سينمائي مصري تملكني شعور بأن أي فنان عربي محق في أمنيته أن يشارك في عمل مصري وفي حلمه بالقبول من الجمهور المصري فلا يلقب الفنان بنجم إلا بظهوره على شاشة السينما المصرية وحصوله على شهادة النجاح من جمهورها منذ عصر الأبيض والأسود مع كامل الاحترام لجميع الدول العربية ، فكم من فنان عربي برز اسمه وأصبح علامة فنية ونجم بمجرد مشاركته في الأعمال المصرية برغم تواجده لسنوات في أعمال أخرى .

جميلة مثل تلك الفعاليات والأحداث ذات المستوى العالمي حيث إنها تعيد لنا شعورنا بالفخر والسعادة والأمل .

يا سادة مصر مهما مر بها الزمان ستبقى  الغالية العالية ولنا الحق بأن نفخر بمصريتنا دائما وأبدا ولا عزاء لمن يعشقون الدونية وجلد الذات .

رسالة هامة أخيرة لمن يهمهم الأمر ( مصر تمرض ولا تموت ) .