الشنطة الغبية!


بقلم: انديانا خالد 

مشهد الصغار الى مدارسهم صباحا، بقدر ما يحمل معانى الاشراق والتفاؤل فى غد افضل باذن الله، بقدر ايضا ما يحمل دواعى الاسي والحزن والخوف على صحتهم من عبئ غبي ثقيل اسمه شنطة المدرسة .

رأيت طفلة الجيران الصغيرة فى الصف الرابع الابتدائي، ذات قامة هزيلة، صباح اليوم، وهي تحمل الحقيبة وظهرها منحنى، فحملتها عنها شفقة بها، وسألتها «الشنطة دى فيها ايه؟»، فردت فى اسي: «ماما حطت فيها 5 كتب كبيرة، و10 كشاكيل ، حصة وواجب، والمقلمة، وكيس الطعام وزجاجة مياه».

عاودت سؤالها، «ليه كل ده؟»، فردت على فى حزن: «الجدول كده يا طنط»، ولا اعلم حقيقة المعيار الذى يتخذه بعض المدرسين معدومى الرحمة من إلزام كل طالب بحمل كل مستلزمات مادته.

ويؤكد الدكتور محمد منير ريان، رئيس قسم الروماتيزم بكلية الطب جامعة الأزهر، أن عظام الطفل تتعرض للكثير من الأعراض المرضية مع بداية الفصل الدراسى بسبب الحقيبة المدرسية التى يرتفع وزنها إلى عدد كبير من الكيلوات تؤثر على العمود الفقرى، والقدمين، والأكتاف، منتقدا غياب الوعى الصحى عن الإدارات المدرسية التى تفتقد وضع الجداول المدرسية، والمحافظة على الصحة العامة خاصة فى المرحلة الابتدائية.

فيما يؤكد الأطباء أن «شنطة المدرسة» فى أغلب الاحوال لا يجب ألا يتعدى وزنها 2 كيلو جرام، خاصة لأطفال المرحلة الابتدائية والإعدادية، التى لا تزال عظامهم فى مرحلة النمو، لأن كثرة الاحمال على ظهورهم وتجاوز وزن الشنطة تلك النسبة (2 كيلو جرام) إلى الضعف والضعفين، يسبب الإصابة بالإنحناء فى العمود الفقرى، وإصابات الفقرات القطنية والعنقية عند الطفل والآلام المباشرة على قدميه، والتهاب فى الأوتار، وتمزق فى عضلات الكتف خاصة عند حمل الشنطة على كتف واحد، والتنميل فى أطراف الطفل، مثل الأيدى والأصابع.

ويرى خبراء التربية أن الأطفال قد يكرهون المدرسة؛ بسبب هذه الحقيبة الثقيلة، وكم كانت فرحتى انا وقريناتى حينما وصلنا الى المدرسة الثانوية وبدأنا فى التخلى عن تلك الشنطة، والاكتفاء باكلاسير جلدى احمل فيه الكتب مع كشكول كبيرا يكفى لاستيعاب الدروس.

وهو ما أطالب به الإدارات المدرسية، بنشر هذا الوعى الصحى، والزام المدرسين بعدم تحميل الاطفال أعباء اضافية فوق ظهورهم، بالاكتفاء بكشكول واحد يدون به الطالب كافة ملاحظات الدروس، مع الابقاء على الكتب التى لا يحتاجها فى المنزل، فى خزانة خاصة فى الدرج الخاص به مغلقة، حتى اليوم التالى، وهكذا ربما نرى تحسنا فى حالة الأطفال المزاجية ايضا اضافة الى حالتهم الصحية بعد ان تخلصوا من هذه الشنطة..... رفقا بالأطفال لوجه الله أرجوكم.