اتحاد ألعاب القوى.. هرم مصر الرابع «يتهاوى»


بقلم: ياسر علي

تمثل ألعاب القوى أحد أهم الألعاب التي تحصد مصر بسببها عشرات الميداليات والبطولات السنوية.. وإنجازات الاتحاد التاريخية لا يمكن لأحد إنكارها.. وخرج من مصر مئات الأبطال الدوليين الذين حصدوا ميداليات عالمية وأوليمبية وعربية.. وحطموا مئات الأرقام القياسية.. بل إن بعض أولئك الأبطال التاريخيين لم يتمكن أحد من كسر أرقامه حتى الآن.. حتى أننا بكل ثقة نستطيع أن نقول أن ألعاب القوى في مصر هي هرم مصر الرابع.
 
رغم تلك الإنجازات.. فإن ألعاب القوى لا تحظى بشعبية  في مصر مثل رياضة كرة القدم.. على عكس دول كثيرة يهتم مواطنوها بألعاب القوى اهتمامًا يليق بها.. انجازات الأبطال المصريين في ألعاب القوى تحظى بشعبية عالمية للأسف لا تتوفر في الداخل المصري.
 
مؤخرًا.. بدأ الهرم الرابع في التهاوي.. بداية التهاوى.. لا يشترط اتحاد ألعاب القوى في انتخاباته أن يكون العضو المرشح لمنصب في مجلس اتحاد ألعاب القوى حاصل على بطولات دولية.. على عكس اتحاد رفع الأثقال الذي يشترط في انتخاباته أن يكون المرشح بطلا دوليا.. فجاء مجلس إدارة اتحاد رفع الأثقال بالأبطال أعضاء في مجلس إدارته.. على عكس مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى الذي لا يشترط شرط "البطولة" رغم توفر مئات الأبطال العالميين والدوليين  وكان بعض أعضاء مجلس الإدارة الحالي من غير "الأبطال".
 
أبطال ألعاب القوى بدأوا من الصفر وبمجهودهم أصبحوا أبطالا عالميين بعضهم يكرم في محافل دولية حتى الآن.. مسيرتهم توجب عليهم معرفة هموم الاتحاد واللاعبين المدربين.. لأنهم مارسوا كل الأدوار.. عاشوا وعانوا كلاعبين وكمدربين وكأبطال.. يعرفون هموم اللاعبين ومشاكلهم وحلولها.. ومعاناة المدربين وكيفية تلافيها.. واحتياجات الأبطال وكيفية توفيرها.. همهم إعلاء راية مصر عالية وراية اتحاد ألعاب القوى في جميع المحافل العالمية والأوليمبية والدولية.. يسعون حثيثًا حتى لا يتهاوى هرم مصر الرابع الذي بدأ في التهاوي.
وقائع كثيرة مستنداتها متوفرة نعتبرها بداية الفيضان الذي يقتلع كل ما في طريقه.. وأول الفيضان غيث طفيف.. ندعوا إلى تلافيها حرصًا على اتحاد ألعاب القوى "هرم مصر الرابع" من التهاوي والإنهيار.. فإن بداية الغيث قطرة.. وقطرات المياه تذيب الصخور الشامخات.
 
من باب الأمثلة لا الحصر.. أحد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد دون معرفة الاتحاد نظم دورات في الغربية لألعاب القوى لإعداد مدربي ألعاب القوى بعيدا عن الاتحاد.. متعاقدا مع هيئة تدريبية خارجية.. بمبالغ لم توجه حصيلتها إلى الاتحاد ولا يعلم الاتحاد عن حصيلتها شيئًا.
في الفيوم.. أرسل أحد أعضاء مجلس الإدارة بفرع الاتحاد بالفيوم خطابًا بوقف أحد أبطال مصر العالميين عن التدريب لمدة سنتين، صدر القرار بخطاب موجه من اتحاد ألعاب القوى فرع الفيوم في حق الكابتن عبد المنعم محمد عبد المنعم.. الملقب بصانع الأبطال وأحد مدربي المنتخب الدولي لمصر لألعاب القوى دون تحقيق ودون علم من اتحاد ألعاب القوى.. ودون معرفة اللجنة الأوليمبية المختصة بالمنازعات ودون تحقيق أو انتظار نتائج التحقيق.
 
لم يكن الكابتن عبد المنعم صانع الأبطال أول من يحدث ذلك معه في الفيوم.. حدث ذلك مع أربعة من أفضل مدربي ألعاب القوى دون أسباب.. وإن كانت هناك أسباب فإننا نطالب بإعلانها ورد اعتبارهم إن لم تكن الأسباب كافية  أو غير موجودة، ومعاقبة من تسبب في أذاهم رياضيًا ونفسيًا وماديًا فمزاولتهم للتدريب مصدر دخلهم الوحيد.
 
واقعة أخرى.. من شروط خوض انتخابات ألعاب القوى.. ألا يمارس العضو المرشح التدريب قبل الانتخابات بسنة على الأقل، ولا يمارس التدريب أثناء عضويته.. إلا أن بعض أعضاء مجلس اتحاد الألعاب القوى خاضوا الانتخابات وهم يمارسون التدريب، وما زالوا يمارسونه رغم عضويته في مجلس إدارة الاتحاد بالمخالفة للوائح الاتحاد.
من ضمن الوقائع التي نسردها على سبيل المثال لا الحصر أحد لاعبات مصر الدوليات من ثغر الإسكندرية.. تمكنت بفضل مدربها من أن تصل للعالمية.. إلا أنها لأسباب لا نرغب في خوضها.. نقلها الاتحاد للتدريب في نادٍ آخر غير ناديها الذي تبناها ومدربها الذي صقل مهاراتها.. قد لا نرى في ذلك مشكلة.. لكن المشكلة أن المدرب الجديد في النادي الجديد الذي ستتدرب فيه تاركة ناديها ومدربها بعلم الاتحاد صادر في حقه قرار وقف دولي لمدة 4 سنوات بدء من شهر يوليو 2017، بسبب تعاطيه المشطات.
على رأس هرم مصر الرابع "اتحاد ألعاب القوى" الدكتور الخلوق سيف الله شاهين.. رجل لا يشك أحد في جهده وإخلاصه وأمانته ونزاهته وحرصه على بلاده وعلى هرمها الرابع.. ومن تلك المنطلقات ندعوه للتحقيق في تلك الوقائع ووقائع أخرى لم نذكرها بحسم وحزم.. حرصًا على هرم مصر الرابع.. وبداية منه في ترميم ما انهار منه.
 
كما ندعوه إلى العمل على زيادة شعبية ألعاب القوى في مصر بما يراه مناسبًا من خطوات.. وإن سمح لنا الدكتور الخلوق سيف الله شاهين، رئيس اتحاد ألعاب القوى أن نقترح، فإننا نقترح عليه أن يتبنى مبادرة كان لنا أن نقترح، فإننا نقترح علي المبادرة التي أطلقها منذ شهور بطل مصر والعالم يوسف أحمد يوسف.. صاحب الأرقام القياسية والبطولات الدولية.. وسُجل كأصغر لاعب في العالم يفوزبسباق المائةمتر للدرجة الأولى حينما كان عمره 16 سنة وحقق وقتها رقمًا قياسيًا عالميًا رغم صغر سنه بكسر حاجز المائة متر في 10.5 ثانية.. الأمر الذي أذهل العالم وقتها.
 
أطلق البطل المصري العالمي يوسف أحمد يوسف –وهو بالمناسبة أحد صقور مصر الحارسة على أمنها وسلامتها والمضحية بدمائها من أجل مصر وترابها- مبادرة دعا فيها اتحاد ألعاب القوى بعمل بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم لتدريب ألعاب القوى بمدارسها بدءً من المرحلة الإبتدارئية.. وإدخال ألعاب القوى ضمن الأنشطة العملية بالمدارس.. لصناعة الأبطال واكتشافهم صغارًا وتعميم ألعاب القوى التي هي صلب الروح والبدن وحماية لأولادنا بصورة وقائية من أخطار التدخين والمخدرات والتطرف.
 
السيد الدكتور سيف الله شاهين.. رئيس اتحاد ألعاب القوى الخلوق.. ننتظر منك الكثير!