نافذتى


بقلم: آية ابراهيم 

أحدثكم الليلة عن نافذتى ربما لأنها رفيقة أوقات الخلوة الخاصة بي، كما أنها تفعل من أجلى ما يجعلنى سعيدة فهى تسمح بأن يزورنى القمر في ليالى اكتماله، نعم يزورنى القمر ونتبادل الأحاديث والنظرات، أُطيل النظر إليه بابتسامة كالتى ترتسم على وجوه المحبين عند رؤية أحبائهم..لا لا أنا أنظر لقمرى بحب أكبر من ذلك حتى أننى أتمنى لو ينظر إلى أحدهم كما أنظر أنا إليه..

بينما يسألنى قمرى عن حالى وأحكى له تأتى بعض السحب فتخبئه بداخلها وأظل أنتظر ظهوره لنُكمل حديثنا وأشعر بشيء من الغيرة من تلك السحب لأنها تأخذه منى في لحظات انهماكى في الحديث، لكن لا بأس ها هو يظهر من جديد لأجلى.

في ليالى اكتمالك أجعل غرفتى مظلمة تمامًا إلا من ضوءه الخافت الذى ينير بقعة صغيرة في الغرفة أجلس عندها تحديدًا، وأقول لنفسى إنه يهدينى ضوءه هو يعلم كيف أحبه..يُنسينى أشياء كثيرة مُرة ويفصلنى عن أصوات الزحام في الشارع، لكننى أنظر إلى أعلى حيث قمرى والسماء ونجومها 

-تحديدًا حيث أحلامى ومُناجاتى وأسرارى-.

أقول لقمرى إننى في ليلة ما سأكون جالسة مع من أحب أشاركه أسرارى وخواطرى عنك، ربما سيشعر بالغيرة من شدة تعلقي بك لكن أرجوك لا تغارأنت أيضًا، سيكون صعب علىّ إرضاءكما معًا، ربما في هذه الليلة سأنشغل بالنظر إليه عنك، بالتأكيد ستأسرنى عيونه كما كنت تأسرنى في ليلة تمامك. 

ها هو الصبح يقترب وأوشكت أن ترحل وتأتى الشمس فتستقر مكانك، أحب ضوءها لكن لا أنظر إليها وأراقبك في النهار وأراك شيء شفاف يحيط به ضوء أبيض يأكله ضوء النهار،

أعلم أن الجميع يحبونك في الليل ويستمتعون بنورك في ليالى السمر  لكن أخبرنى من منهم يبحث عنك في النهار -أنا أفعل- 
أخبرت إحدى صديقاتى يومًا ما أننى أراك في النهار سخرت منى وعندما أشرت إليك في السماء وقد كنا في الواحدة ظهرًا تعجبًّت كثيرًا، تُرى هى لا تبالى بك لا ليلًا ولا نهارًا و تقول إننى مجنونة وربما أبالغ بعض الشيء، لا يهمنى أنا أعرف جيدًا كيف أستمتع بذلك الجنون وماذا سيُجدى إن أخبرتها أنك رفيقى و سر شعورى بالأمل و الهدوء في ليالى كثيرة..يكفينى أن أعرف أنا ذلك وأن لا أنسى أبدًا كيف تُشعرنى بالونس حينما تطُل على نافذتى، ولا أنسى أيضًا كيف تسع نافذتى الصغيرة أحلامى الكبيرة.
 
هلا قمرى؛ سأذهب للنوم الآن وأنتظرك مجددًا ليلة غد لا تتأخرهناك أشياء كثيرة لم أحكيها بعد.