نعم قادرون باختلاف


بقلم: شيرين سيف الدين

ليس من جلس على كرسي متحرك ولم يستطع السير على الأرض هو المعاق، ولا من اختلف في تكوينه البدني أو العقلي هو المعاق، بل المعاق هو معدوم الأخلاق والضمير، وهو من حباه الله بصحة وعقل واستخدمهم في الشر أو لم يستخدمهم في ينفع به نفسه أو غيره .

كم هو رائع وبديع وإيجابي الفيديو الأخير الذي عُرِض تحت عنوان (قادرون باختلاف) والذي يُظهر  قدرة ذوي الإختلاف على تحقيق الذات وعلى التغلب على أية (إعاقة) بدنية أو فكرية ويؤكد أنه لا مكان لهذه الكلمة فالمعاق الحقيقي هو الشخص المتكاسل والثابت في مكانه دون أية محاولة للإنجاز .

جميل ومشرف ومبهج أن نجد في الأندية الرياضية آباءً وأمهات يهتمون باصطحاب أبنائهم  ممن يعانون من متلازمة داون أو ممن هم مختلفون في تكوينهم البدني للتمارين بشكل دائم وبالتزام ، حتى أن العديد منهم حصل على بطولات دولية لم يحصل عليها من هم في أعمارهم بفضل مثابرتهم وعزيمة الأهل على دمجهم مع المجتمع ومساعدتهم في تحقيق نجاحات شخصية ، وحثهم على الاعتماد على النفس، كما أن هناك اهتمام من الأندية بإيجاد مدربين مؤهلين ومتخصصين لتدريب كل من هو مختلف فيما يعد إشارة إيجابية لأننا نحيا في مجتمع سوي ومتعاون .

ذوي القدرات الخاصة إن تم التعامل معهم بشكل طبيعي وباهتمام يستطيعون الإنجاز ربما بشكل أكبر من ذوي القدرات العادية فقد حباهم الله برعايته وغرس فيهم الرغبة في إثبات الذات ومواجهة أيه إعاقة.

العديد ممن فقدوا أحد اطرافهم أو كليهما لم يستسلموا بل بالعكس تغلبوا على هذا الوضع وقهروه بإصرارهم وجلدهم فقط، وهم بحق يستحقون التقدير كما أن الآباء والأمهات الذين وقفوا بجانب أبنائهم وساعدوهم على تخطي الصعاب يستحقون رفع القبعة والإشادة ، لأنهم نظروا للظروف بإيجابية وتفاؤل واستوعبوا فكرة الاختلاف وأصروا على تنشئة أبنائهم تنشئة سوية وسليمة .

وهناك ضرورة مجتمعية لاستيعاب الآخر المختلف وأيضا هناك حاجة لأن يفهم الجميع أن نظرة العطف والشفقة لا تفيد بل تؤذي، فليس بالضرورة أن من يختلف عن الأغلبية يشعر بنقص أو ضعف بل بالعكس قد يتميز عن غيره بالعاطفة النقية والنفس السوية والإرادة والعزيمة، وفي أغلب الأحيان هم لا يحتاجون من أحد شفقة ولا عطاء بل يكونون هم نبع ومصدر العطاء والحب الذي نحتاج إليه بشدة ..

الجسد السليم وحده لا يكفي ولا يميز صاحبه فبماذا ينفع الجسد والعقل بالي ، وبماذا ينفع الجسد والقلب قاسي ، وبماذا ينفع الجسد من لا يقدر قيمته .