الحدائق الصغيرة تنبت ثقافة كبيرة

إسلام حامد


فى مشروع ال CBD بالعاصمة الإدارية الجديدة، يتجسد منظرين فى غاية الجمال، الأول في المقدمة هو الموقع الذى لا يتوقف عن العمل قط، والزخم الكبير للمعدات التى لا تتوقف -أصوات الماكينات-.
 
وعلى الجانب الآخر، ترى منظر للحياة الكاملة، الفراش يطير والعصافير تغنى ويتخلل ذلك العمال الصينيين مطورين حديقة الخضروات.
 
“الحدائق الصغيرة تنبت الثقافة الزراعية”
 
منذ بدأ العمل بالمشروع وحتى الآن قام العمال الصينيون بزراعة أربع رقع زراعية تصل مساحتها إلى 1800متر مربع، فقد قاموا بوضع خطة صارمة فى كل مكان يحيط بالسكن، وكل زاوية قاموا بالزراعة فيها، وزرعوا النباتات المصرية والصينية كالفلفل الحامى، والكرات، والكرنب، والأعشاب كالبقدونس، والكسبرة، والانتظار حتى ينبت الزرع وريه بشكل مستمر.
 
ومع مرور الوقت، ينبت الزرع ويقومون بحصاده، ويتجسد فى ذلك الروح الجميلة بين كل من الصينيين والمصريين، معا يتعلمون كيفية الزراعة لجعل المنطقة غنية بالحدائق الجميلة، وفى الخير يسعون لزراعة جانب الطريق الواصل بين المحطة الخرسانية والسكن بنبات الذرة.
 
“الحدائق الصغيرة تنبت الثقافة الخضراء”
 
قبل البدء فى تنفيذ المشروع، كان المكان عبارة عن صحراء تكسوها الرمال من كل مكان، وكان العمال الذين يعملون هنا غالبا ما يعانون من مشاكل بصرية بسبب الرمال الصفراء، ومن تجل السيطرة على هذا الأمر قام القسم المتخصص بالشركة الصينية بنقل التربة الطينية عالية الجودة من المناطق المجاورة لنهر النيل، وبعد التخطيط والإدارة الصارمة أصبحت الحديقة الصغيرة نسخة طبق الأصل من الحديقة العادية.
 
وبعد تناول الطعام، سار الموظفون فى الهواء الطلق مستنشقين رائحة التربة والخضروات، مستمعين إلى زقزقة الطيور مما ساعدهم على الهدوء النفسى، وأصبحت المشاكل اليومية تكاد تكون منعدمة.
 
مصطفى شعبان إبراهيم، موظف مصرى بعد إنتهاء الدوام يتوجه إلى الحديقة للزراعة فهو يشعر بسعادة كبيرة عند القيام بذلك الأمر.
 
“الحدائق الصغيرة تنبت ثقافة حفظ الموارد وترشيد الاستهلاك”
 
فى الصحراء تعتبر المياه سلعة غالية الثمن، ومن أجل حفظ المياه لرى الحدائق، تروى ثلاث مرات فى الأيام الحارة، أما الأيام الباردة تروى مرة واحدة فقط.
 
وقد أوضح ليان فوخى، رئيس الفرع المصرى بالمشروعان، منظر الخضروات فى الحديقة أنه من أكثر المناظر جذبا للنظر ، ليس ذلك فحسب بل أن الموظفين المصريين غالبا ما يأتون إلى هنا ليتذوقوا الخضروات الصينية.
 
تجسد الحديقة، العمل الشاق والجهود التى يقوم بها الموظفين من الصينيين والمصريين معا، إن حديقة الخضروات تلك لا تثرى فقط الحياة العملية للموظفين، بل أيضا تتيح للمصرين فهم ثقافة الزراعة الصينية.
 
والأهم من ذلك، أن الكثير من الناس قد تعزز لديهم الوعى بترشيد الإستهلاك، وحفظ الموارد لتكوين صحراء فريدة من نوعها، وتعزيز ثقافة زراعة الحدائق.