كيف تستثمر أموالك بعد تعويم الجنيه؟


خسر المواطنون المودِعون أموالهم في البنوك وكل من يتعامل بالجنيه المصري، ما يقرب من 50 % من حجم مدخراتهم خلال الشهر الحالي فقط بعد قرار “تعويم الجنيه”، وارتفاع الأسعار بشكل مهول.
 
وحسب صحيفة” هافينجتون بوست” الأمريكية، ارتبكت الكثير من عمليات التجارة مع ارتفاع وهبوط أسعار الدولار والذهب بشكل مضطرب، مما أضر صغار المدخرين والمستثمرين. ومع هذا الاضطراب والارتباك الذي تشهده السوق، تساءل الكثير من المصريين الذين يخشون على مدخراتهم الصغيرة التي تبخّرت نسبة كبيرة منها: كيف نستثمر أموالنا للحفاظ عليها وعدم فقدان قيمتها؟.
 
في هذا الإطار، قدم العديد من المستثمرين وخبراء الاقتصاد “روشتة”، بشأن كيفية قيام شريحة الطبقة المتوسطة التي تمتلك مبالغ قليلة من المال تتراوح بين 50 ألفاً إلى 200 ألف جنيه مصري على سبيل المثال، لاختيار الوعاء الاستثماري المناسب.
 
المشاريع الصغيرة والمتوسطة

أجمع خبراء الاستثمار والاقتصاد على أن الأفضل للشاب أو المواطن المتفرّغ والعاطل عن العمل، أن يتجه للإنتاج والاستثمار في أمواله عن طريق المشاريع الصغيرة.

الدكتورة عالية المهدى، العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، تقول إن الاستثمار في المشاريع البسيطة أفضل الحلول، بشرط الدراسة والتخطيط الجيد، وأضافت أن شباب القرى والأرياف الزراعية لديه بعض الفرص المتاحة لاستثمار أمواله في “تربية المواشي”، التي لا تحتاج سوى قطعة أرض “تمليك أو إيجار” لاستخدامها في المشروع مع وجود علف المواشي المتوافر بتلك المناطق.
 
ونوهت إلى أن شاب المدينة لديه العديد من الفرص أيضاً؛ مثل مشروع مخبز صغير لإنتاج “الكعك والبسكويت”، أو “افتتاح سوبر ماركت”، أو متعهد توزيع بضائع على المحلات يشترى جملة ويوزّع على محلات التجزئة وكذلك لديه إمكانية شراء سيارة تاكسى داخلي أو سيارة أجرة على الخط، أو تأجير “كافتيريا” داخل إحدى المدارس أو الشركات، مشيرة إلى أن تلك الإجراءات لا تكلفه أكثر من 100 أو 200 ألف جنيه. بعد إصداره الرخصة الخاصة بالمشروع.
 
وعن العديد من المواطنين الذين يمتلكون أموالاً ولديهم وظيفة أو مشغوليات تمنعهم عن متابعة المشروع، توضح المهدي أن أفضل طريقة هي الاستثمار في العقار أو “الذهب”، مع توزيع المدخرات في أكثر من جهة مختلفة حفاظاً عليها حال الخسارة في طريق معين.
 
الاستثمار العقاري والبورصة

نوه الخبراء إلى أن الاستثمار في العقارات يحتاج لأموال باهظة تصل إلى ملايين، لكن لو توافر أقل من 200 ألف جنيه فعليه الاتجاه لشراء قطعة أرض بالشراكة أفضل من شراء “الوحدات السكنية”؛ لأن الأرض تزيد قيمتها مع الوقت بعكس الوحدات والشقق السكنية التي تكون مستهلكة ومن الممكن ألا تزيد على قيمتها الأصلية.
 
أحمد تركي، رئيس لجنة الاستثمار والتمويل بجمعية شباب الأعمال، أكد أن الاتجاه للاستثمار في العقارات من أفضل الحلول للحفاظ على المدخرات الفترة الحالية، مشترطاً أن يكون المستثمر لديه خبرة في المناطق العقارية، وكذلك القيمة الإيجارية.
 
حسابات ادخارية في البنوك

اتفق جميع الخبراء على أن الشاب أو المواطن المتفرغ للعمل، عليه الاتجاه للإنتاج والحركة والاستثمار، وأن يبتعد عن ودائع البنوك أو التجارة في الذهب والدولار، وأنه في حال لجوئه للبنك، فيجب أن يكون على دراسة جيدة بأوعية الادخار.
 
نهاية عصر الذهب والدولار

توقع التركي انتهاء عصر التجارة في الذهب أو الدولار، موضحاً أنه أكثر فترة شهدت فيها مصر تضخماً وارتفاعاً في الأسعار الفترة الحالية، وأن أي اتجاه لكنز الذهب وورقة الدولار والتجارة فيهما الفترة المقبلة يعد مجازفة، ومن الممكن هبوط أسعارهما لاحقاً.
 
وأوضح تركي أنه في حال أراد شخص المجازفة في تجارة الذهب فعليه الاتجاه لعيار 21؛ لأنه الأكثر تداولاً واستخداماً، مشيراً إلى أفضلية شرائه بالسعر المستعمل؛ لأن “الصائغ” يزيد على الجرام الواحد نحو 9% “مصنعية”.