السعودية تعيد الحياة لليمن بمنحة مالية 17 مليار دولار


عكس مؤتمر المانحين لليمن لعام 2020م الذي عقد افتراضيا أمس، الثلاثاء، في العاصمة السعودية الرياض، استمرارا لجهود المملكة في خدمة الأشقاء اليمنيين إنسانيًا واقتصاديًا السعودية وتنمويًا، إذ تعد المملكة أكبر الداعمين لليمن، بإجمالي قيمة مساعدات إنسانية وتنموية بلغت حوالي 17 مليار دولار.
 
 
ويتبنى البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في مشاريعه التنموية حلولًا نوعية - طويلة وقصيرة المدى- كما تتوافق المشاريع مع المعايير والمواصفات السعودية لضمان استدامتها وتحقيق الاستفادة المباشرة للشعب اليمني بهدف توفير فرص حياة جديدة ومستقبل معيشي وصحي وبيئي آمن. 
 
ويواجه البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن خلال وجوده على أرض اليمن منذ مايو 2018م الأزمات الصحية والبيئية وغيرها، سواء الطارئة وغير الطارئة بمبادرات تنموية نوعية، لتحقيق أثر إيجابي وشامل.
 
 
 
ويتعاون «إعمار اليمن» من خلال مبادراته ومشاريعه التنموية المستدامة مع الحكومة اليمنية، وينسق أعماله ومشاريعه مع السلطات المحلية في المحافظات، ويشارك تجاربه مع المنظمات الدولية والمحلية ذات العلاقة للخروج بأفضل الممارسات التي تعود بالنفع مباشرة على المواطن اليمني.
 
 
 
وتتفاقم الحاجة في اليمن، خصوصًا خلال جائحة فيروس كورونا المستجد COVID-19 إلى وجود بنية تحتية صحية قادرة على مواجهة هذه الجائحة العالمية، فساهمت مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في رفع مستوى الصحة والبيئة أيضًا والحدّ من انتشار فيروس كورونا، من خلالها تجهيز المختبرات الحديثة في المستشفيات والمراكز الطبية، إضافة إلى تأمين الأجهزة والمعدات الطبية والأدوات الطبية والأدوية.
 
 
 
وساعدت مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الداعمة لقطاع الصحة في اليمن في رفع كفاءة القطاع الذي يعد خط الدفاع الأول ضد الجائحة، كما عملت المشاريع على بناء قدرات وكوادر يمنية لتقديم الرعاية الطبية لليمنيين.
 
 
 
واستبق البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن تسجيل أول حالة في اليمن بإطلاق حملة الوقاية والتعقيم بالتعاون مع وزارة الصحة اليمنية وصندوق النظافة في محافظة حضرموت، شملت أعمال الرش والتعقيم في الأماكن العامة والأسواق والتجمعات السكانية أيضًا في مدن ساحل حضرموت؛ انطلاقًا من المكلا.
 
 
 
ويعد خطر انتشار الجائحة قائمًا، ويعد الاستمرار في المشاريع التنموية المكملة للأعمال التوعوية والإنسانية والإغاثية للمنظمات والجهات الأخرى، أحد أهم الحلول للتخفيف من أثرها.
 
 
 
ووصلت خدمات البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الطبية لمختلف المحافظات اليمنية بمدنها وجبالها وصحرائها وسواحلها وجزرها، واتخذ البرنامج من تعاونه مع السلطات المحلية والحكومة اليمنية جسرًا للوصول إلى المرضى المحتاجين للخدمات في مناطق نائية وليس فقط في المدن المكتظة بالسكان.
 
 
 
وسهّلت المشاريع الطبية لهذه الجزر والمناطق الريفية والنائية الحصول على الرعاية الطبيّة والعلاج العادل للجميع، وساهمت بشكل ملحوظ في زيادة فرص العلاج، وتحسّن الخدمات الطبيّة لمرضى لم تصلهم هذه الخدمات أبدًا من قبل.
 
 
 
ويقدم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مشاريع طبيّة خاصة لعلاج التخصصات الدقيقة مثل أمراض القلب والكلى.
 
 
 
وشملت المشاريع الطبية محافظة أرخبيل سقطرى، وذلك من خلال تأهيل مركز الأمومة والطفولة في سقطرى وتجهيزه، وترميم وتجهيز مركز صحي نوجد ترميم وتجهيز مركز صحي عمدهن، وتصميم مستشفى سقطرى الذي تبلغ مساحة 9 آلاف متر مربع وسعته 95 سريرًا.
 
 
 
وفي محافظة المهرة، عمل البرنامج على بناء وتجهيز مركز غسيل الكلى، وإنشاء مبنى العناية المركزة والعمليات بمستشفى الغيضة المركزي.
 
 
 
أما عدن، فعمل البرنامج على تجهيز مركز الكلى، وتوفير ومحطة تحلية وتجهيزات طبية في المستشفى الجمهوري، بالإضافة إلى تأهيل مستشفى عدن العام، وإنشاء مركز القلب.
 
 
 
وفي محافظة حجة اليمنية، قام البرنامج بتأثيث وتجهيز المركز الصحي بجزيرة الفشت، وتأمين سيارة إسعاف مع جميع تجهيزاتها الطبية.
 
 
 
وفي حضرموت، وفر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن 5 سيارات إسعاف، كما وصلت خدمات البرنامج إلى محافظة مأرب من خلال تجهيز العناية المركزة لمستشفى كرا العام مع توفير سيارة إسعاف، وتجهيز العناية المركزة لمستشفى 26 سبتمبر مع توفير سيارة إسعاف، وتجهيز العناية المركزة لمستشفى هيئة مأرب مع تأمين سيارة إسعاف.
 
 
 
وتفاقمت مؤخرًا في عدد من المحافظات اليمنية مشكلات بيئية كبيرة كان أبرزها في العاصمة المؤقتة عدن، وتمثلت تلك المشكلات في تكدس المخلفات والنفايات في أحياء المدينة ومناطقها، والتي انتشرت بسببها الأمراض بين السكان، واستدعى ذلك تدخل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن عبر تقديم عدد كبير من المعدات والآليات، دعمًا للمحافظة، لرفع المخلفات المتكدسة في الأحياء والمديريات، عبر خطة مدروسة بمشاركة عدد من منظمات المجتمع المدني والجهات الرسمية في المدينة.
 
 
 
وأطلق على الحملة «عدن أجمل» التي دخلت المرحلة الثانية من عمرها الممتد لثلاثة أشهر، وحققت منذ انطلاقتها إنجازًا كبيرًا في الشهر الأول وذلك بإزالة المخلفات والقمامة المتكدسة بنسبة (222%) من إجمالي الكمية المتوقع إزالتها خلال المرحلة الأولى من المشروع.
 
 
واستفاد من حملة «عدن أجمل» 120.155 مستفيد مباشر، و341.744 مستفيد غير مباشر من المواطنين والمواطنات في المحافظة
 
 
وتخطت الحملة الأهداف المرسومة لها، وذلك بإزالة 21.755 متر مكعب من القمامة والمخلفات، فيما كان الهدف المتوقع للمشروع هو إزالة 9000 متر مكعب من القمامة والمخلفات المتراكمة في الشوارع والأحياء السكنية.
 
ويعد توفير المياه النظيفة المأمونة وخدمات الإصحاح البيئي أمرًا حاسمًا في مكافحة الكوليرا وغيره من الأمراض المنقولة بالمياه.
 
وتساهم مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في تقليل مخاطر استخدام المياه غير النظيفة وذلك بالوقاية من بعض الأمراض ومنها الكوليرا.
 
ويعد تأمين المياه الآمنة من أهم التحديات أمام خطر انتشار كورونا والأمراض والأوبئة؛ لذا يستمر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في توفير المياه وصهاريج المياه الناقلة لها، إضافة إلى حفر الآبار، وتطوير قطاع المياه بمشاريع متعددة.
 
ويتعاون البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن مع الحكومة اليمنية إضافة إلى التنسيق مع السلطات المحلية وتبادل الخبرات مع المنظمات الدولية والمحلية مما ساهم في تناسق وتكامل الجهود، إضافة إلى أن الاتصال الفعال مع المنظمات ذات العلاقة بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتخفيف الصعوبات في العمل التنموي. 
 
واستفاد البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن من التجارب السابقة للممارسات الدولية والمحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، مما ساعد على تثبيت عمل البرنامج التنموي وجعل تلك التجارب حجرًا أساسيًا في البعد والعمق التنموي.
 
 
وخففت مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن من تأثير الأزمة الحالية على الأسر والمجتمعات في اليمن، وساعدت على الاستمرار والعودة للإنتاج الغذائي عبر المشاريع الزراعية والسمكية، والمشاريع الأخرى عبر أثرها المباشر وغير المباشر.
 
 وساهم البرنامج عبر مشاريع التنمية في توفير الأمن الغذائي ودعم قدرات المجتمعات المحلية والرفع من كفاءتها الإدارية والإنتاجية من خلال دعم تلك المشاريع.
 
ويدعم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن عبر مشاريع ومبادرات مختلفة ضمن جهود تكاملية مع المنظمات الدولية والمحلية وبالتعاون مع الحكومة اليمنية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص تمكين الشباب والمرأة ودعم الفئات الضعيفة والمهمشة وخلق فرص عمل وتوفير الاحتياجات الأساسية حسب طبيعة كل محافظة على حدة، للمساهمة في تعزيز السلام وإنعاش التعافي الاقتصادي.
 
ويأخذ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في الحسبان الأزمات المناخية التي تحدث في المحافظات اليمنية، ضمن خطة الاستجابة للأزمات والطوارئ، بالتزامن مع تنفيذ المشاريع التنموية؛ وذلك لأجل مواجهتها وعدم إعاقة العمل التنموي في اليمن، إضافة إلى حلها والوقوف مع أهالي المحافظات المنكوبة التي تقع تحت أخطارها المناخية.