في كتاب موسوعي أصدرته هيئة الاستعلامات: قناة السويس رمز دائم لقدرة القيادة وقوة الإرادة المصرية


أكد الكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أن قناة السويس كانت منذ حفرها قبل أكثر من قرن ونصف القرن، حتى اليوم، مؤشراً معبراً عن كثير من جوانب الواقع السياسي والاقتصادي في مصر، وجزءاً من معارك استقلال القرار المصري، كما كانت دائماً في قلب مشروعات النهوض الوطني في كل المراحل.
فقد كانت معركة تأميم القناة هي معركة تأكيد استقلال مصر السياسي والعسكري والاقتصادي، وبالمثل فإن ملحمة إنجاز قناة السويس الجديدة خلال عام واحد، في شبه إعجاز هندسي وإداري واقتصادي، هي رمز لحكمة القيادة، ودليل على روح مصرية جديدة، وعزيمة قوية، وإرادة حاسمة، فتحت الباب لما تشهده مصر حالياً من نهضة شاملة في كل ربوعها وفي كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
جاء ذلك في تقديم رئيس هيئة الاستعلامات للكتاب الذي أصدرته الهيئة بعنوان: "قناة السويس: الماضي والحاضر والمستقبل".
وعن هذا الكتاب يقول الكاتب الصحفي ضياء رشوان: إنه كتاب موسوعي شامل، أصدرته هيئة الاستعلامات بالتعاون مع الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ومؤسسة الصالون البحري المصري، ويقع الكتاب في (581) صفحة من القطع المتوسط، ويضم (28) دراسة علمية معمقة بأقلام نخبة من أقدر الاساتذة المتخصصين في الاستراتيجية والعلوم السياسية والدراسات التاريخية والعلوم البحرية وعلم الاجتماع من مختلف الجامعات المصرية، كما اشتمل الكتاب في مقدمته على مقالات معبرة بأقلام كل من الفريق بحري مهاب مميش مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانيء البحرية، وكذلك المهندس محمد عزت عادل رئيس هيئة قناة السويس سابقاً وأحد أبطال معركة تأميم القناة، الذي أرسل مقاله إلى الهيئة العامة للاستعلامات وتوفي الى رحمة الله أثناء مثول الكتاب للطبع، إضافة إلى مقال للواء بحري محمود متولي، أمين عام مؤسسة الصالون البحري المصري، ومقال للدكتور خلف الميري أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس.
وعن فصول الكتاب يقول رئيس هيئة الاستعلامات، يضم الكتاب (8) فصول، يتناول الفصل الأول منها ثلاث دراسات عن الخلفية التاريخية لفكرة شق القناة، منذ عصر الدولة الوسطى في مصر الفرعونية، وصولاً إلى العصر الحديث، وفي الفصل الثاني دراسات عن العمالة المصرية في حفر القناة، وعن الحفل التاريخي لافتتاحها عام 1869، وفي الفصل الثالث أربع دراسات عن دور القناة في التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة والعالم منذ حفرها حتى تأميمها. 
أما الفصل الرابع فيضم سلسلة من الدراسات العلمية التاريخية غير المسبوقة عن المواقف الدولية من قرار مصر بتأميم القناة عام 1956، خاصة مواقف الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفيتي، وألمانيا، واتحاد جنوب أفريقيا، وكذلك مواقف الدول العربية ، وتأثير قرار التأميم على الصراع الدولي بين القوى الكبرى في منطقة الشرق الأوسط.
وفي الفصل الخامس خمس دراسات عن تطوير القناة بين حربى 1956 و 1967، ووضع القناة خلال فترة الإغلاق بين عامي 1967 و1975، ثم ملف موسع عن مشروع قناة السويس الجديدة التي تم افتتاحها عام 2015، ومحور القناة والمنطقة الاقتصادية، وهو ملف بالأرقام والجداول التي تعكس حجم العمل الضخم الذي تم لتحقيق هذا الهدف في زمن قياسي.
وفي الفصول الثلاثة التالية، يضم الكتاب شهادات معاصرة لعدد من الرموز الوطنية الذين ارتبطت اسماؤهم بالقناة، ودراسة شيقة عن قناة السويس في الوجدان الشعبي المصري، ثم عرض متحفي للوثائق والطوابع البريدية المتعلقة بالقناة على مدى عشرات السنين.
وأشار رئيس هيئة الاستعلامات في ختام حديثه إلى أن هذا الكتاب يوزع مجاناً- كسائر إصدارات الهيئة- على الجهات المتخصصة، والمهتمين، والباحثين، وكل من يتطلع إلى الحصول عليه في نسخ ورقية، أو رقمية، كما تم نشره على مواقع هيئة الاستعلامات على الانترنت لاتاحته لأكبر عدد من القراء.