اليوم الوطني السعودي .. عيد العرب

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز

هبة شكرى


قال أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية، إن اليوم الوطني الـ91  والذي يأتي هذا العام تحت شعار "هي لنا دار"، هو ليس عيدا للسعوديين فحسب وإنما عيد لكل العرب والمسلمين، ولكل محب للمجد والأمن والاستقرار نظرا لدور المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد في خدمة قضايا العرب والمسلمين فضلا عن  احتضانها الأماكن المقدسة كالكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف وقبر النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وشرفها الله سبحانه وتعالي برعاية وخدمة حجيجه ومعتمريه يؤمها المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها لزيارة الحرمين الشريفين.
 
وأضاف الديب، أنه في هذه المناسبة نتذكر بكل التقدير والفخر إنجازات ملوك السعودية الذين خلدهم التاريخ بما قدموه من إسهامات في بناء مستقبل للأجيال المقبلة بدء من المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه مرورا بالملوك الذين تعاقبوا على حكم المملكة العربية السعودية الشقيقة، فضلا عن الدور الرائد للمملكة العربية السعودية سياسيا وأمنيا واقتصاديا وإنسانيا فهي تقف كالسد المنيع الذي حفظ للأمة أمنها واستقرارها رغم التقلبات والتحديات العالمية، وستظل كذلك بمشيئة الله تحت قيادة حكامها من آل سعود.
 
وذكر أن المملكة العربية السعودية تحتفل باليوم الوطني لتوحيد المملكة في 23 سبتمبر من كل عام وهذا التاريخ يعود إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك المؤسس عبد العزيز برقم 2716، وتاريخ 17 جمادى الأولى عام 1351هـ، الذي قضى بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، وذلك ابتداء من يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351، والموافق يوم 23 سبتمبر، وفي يوم 5 شوال 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م تمكن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية من استعادة الرياض عاصمة أسلافه مؤسسي الدولة السعودية الثانية، والعودة بأسرته إليها وبعد استرداد الرياض واصل الملك عبد العزيز الكفاح لمدة زادت عن 30 عام من أجل توحيد المملكة، وتمكن من توحيد العديد من المناطق من أهمها: جنوب نجد وسدير والوشم سنة 1320هـ / 1902م، من ثم القصيم سنة 1322هـ/1904م، ثم الأحساء سنة 1331هـ/ 1913م، وصولاً إلى عسير سنة 1338هـ / 1919م، وحائل سنة 1340هـ/ 1921م إلى أن تمكن الملك المؤسس عبد العزيز من ضم منطقة الحجاز بين عامي 1343 هـ و1344 هـ الموافقة لسنة 1925م، وفي عام 1349 هـ / 1930م أكتمل توحيد منطقة جازان وفي السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351 هـ الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 1932م صدر أمر ملكي للإعلان عن توحيد البلاد وتسميتها باسم المملكة العربية السعودية اعتباراً من الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351 هجرية، الموافق 23 سبتمبر 1932م .
 
وأوضح أن البلاد حققت إنجازات تاريخية ومكاسب نوعية للشباب والمرأة والأطفال وكبار السن في عهد ملوك آل سعود، وسارت ومازالت تسير بخطى واثقة ومتسارعة نحو النماء والازدهار والنهضة وشهدت خطوات واسعة في التطوير والبناء في كل المجالات، سائرة علي نفس الطريق الذي رسمه لها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود مستعينة بالعدل والمساواة والشورى حيث نص النظام الأساسي للحكم على أن تحمي الدولة حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية .
 
وقال إنه بفضل الله ثم بدعم ورعاية وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله - بلغت المملكة مكانة دولية مرموقة وثقل واحترام على الساحة الدولية، والمتابع لتاريخ ملوك السعودية وسنوات حكمهم يدرك أنهم جاءوا مكملين لبعضهم البعض حيث يبدأون عهدهم بالحكم من حيث ما انتهى إليه الحاكم الذي سبقه وهو ما جعل أرض الحرمين أكثر استقرارا وتعيش في أمن واطمئنان.
 
وأكد أبوبكر الديب، أن فترة ولاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أحدثت تطورا مذهلا في شتي مجالات الحياة بالمملكة سواء اقتصاديا أو سياسيا، وجعلت المملكة تتربع علي عرش اقتصاد الشرق الأوسط وتمثل مع مصر ودولة الامارات العربية المتحدة محورا مهما لحل مشكلات المنطقة.
 
وقال أن المواطن السعودي يشهد مسيرة عطاء وتنمية، وإنجازات فى القطاع الاقتصادى والصحى والاجتماعى، متوقعا ازدهار المملكة العربية السعودية بشكل كبير، خلال العشرين سنة المقبلة، بسبب رؤيتي المملكة الإقتصادية 2030، و2040 التان أطلقهما "الشاب الطموح"، ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتتضمن خارطة طريق من عدة خطوات، لتحقيق أهداف السعودية في الإقتصاد والتنمية، خلال الـ 19 سنة المقبلة.
 
وأضاف الديب أن السعودية تملك 3 نقاط قوية لا ينافسنا عليها أحد، فهي العمق العربي والإسلامي والقوة الاستثمارية والموقع الجغرافي.
 
وقال إن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، اتخذ خطوات كبيرة في الإصلاح الاقتصادي والتشريعي، لتعظيم اقتصاد البلاد، وتنويع مصادر الإيرادات، والتبادل التجاري مع العالم، وفتح الأسواق، وحماية الصناعات الوطنية من الممارسات الضارة، وتعظيم مكاسب المملكة من عضويتها في المنظمات الإقليمية والدولية، وتفعيل وتوجيه مفاوضات واتفاقيات التجارة الحرة مع الدول الأخرى والتجمعات الإقليمية، بعيدا عن مبيعات النفط، التي ظلت لعقود المورد الرئيس لميزانية المملكة.
 
وأضاف أنه منذ تولي الملك سلمان الحكم والمملكة العربية السعودية في ازدهار مستمر، حيث قامت المملكة بعقد الكثير من المؤتمرات العالمية، وكان لها انجازات اقتصادية وسياسية وعسكرية كبيرة، وتقدمت المملكة عدة مراتب في التصنيف العالمي لاكثر الدول قوة اقتصادية مقارنة بوضعها السابق، وعلى الصعيد الداخلي زاد دخل الفرد الى الضعف تقريبا وزادت الخدمات العامة الى ان وصلت الى حد الرفاهية، وقد تولى الملك سلمان الحكم عن عمر يناهز 68 عام حيث كانت له خبرة كبيرة في تقاليد الحكم كونة احد افراد الاسرة الحاكمة، وظل الخطاب الملكي يؤكد دائما أن الإنسان السعودي هو المحور الرئيس للتنمية الوطنية، ولا تخلو كلمة أو حديث لخادم الحرمين الشريفين دون أن يؤكد من خلالها على مكانة المملكة بوصفها منطلق الإسلام ومهد العروبة وقبلة المسلمين التي تقف بكل حزم وعزم مع الدول الإسلامية والعربية لأخذ حقوقها كاملة دون نقصان.
 
وقال إن المملكة العربية السعودية تمثل نموذجا مهما ومتفردا في الحرية الاقتصادية، مؤكدا أن الحريات الاقتصادية في المملكة معتدلة وتتحسن عاما بعد عام.
 
وأضاف، أن المملكة تتقدم بشكل متسارع في مجالات حرية العمل والتجارة والسياسات الضريبة والكفاءة التنظيمية والتكنولوجيا المتطورة، والحرية النقدية، ولديها سلطة القانون وحكومة ذات كفاءة تنظيمية عالية وأسواق مفتوحة، وضمان حقوق الملكية والكفاءة القضائية ومحاربة الفساد وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج الإجمالي، ورفع إنتاجية وكفاءة المرافق الحكومية وزيادة الصادرات غير النفطية وإطلاق صندوق سيادي ليكون الأكبر عالميا بأصول يتوقع أن يبلغ تريليوني دولار، متوقعا أن تصبح المملكة ضمن أفضل 10 اقتصاد في العالم.
 
وأوضح أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 و 2040 تعزز بشكل كبير الحرية الإقتصادية بالمملكة وترفع كفاءة وفعالية الاقتصاد السعودي بالانفتاح على الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة ومنع الاحتكارات وإعطاء منشآت القطاع الخاص فرصة تنافسية أكبر ومساهمة في إجمالي الناتج المحلي لتنويع الاقتصاد غير النفطي.
 
وأشار إلي أن مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي السعودي ارتفعت إلى 44.1 % خلال الربع الأول من العام الجاري، مقابل 41 % في الفترة نفسها من العام الماضي متوقعا اتجاه القطاع الخاص للنمو بشكل متسارع خلال الفترة المقبلة حيث تعول رؤيتي 2030 و 2040 عليه كثيرا كمحرك رئيسي للاقتصاد، بفضل حكمة وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
 
واستشهد الديب بتقرير بنك جولدمان ساكس الذي رفع توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للسعودية إلى 4.5 % للعام الجاري، مقارنة بـ 2.5 % في وقت سابق ورفع البنك توقعاته لنمو الناتج المحلي للعام المقبل 2022 إلى 7 % مقارنة بتوقعات 5.7 % سابقا وسط ارتفاع أسعار النفط بما يزيد على 70 دولارا للبرميل، ومن المتوقع ارتفاع إنتاج النفط السعودي بنحو 500 ألف برميل يوميا، ليصل إلى عشرة ملايين برميل بنهاية عام 2021 و10.5 مليون برميل في عام 2022.
 
وهنأ الديب الشعب السعودي، بمناسبة اليوم الوطني للمملكة قائلا: "أسأل العظيم أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم علي السعودية وعلى المسلمين جميعا نعمة الأمن والأمان.