ننشر نص كلمة الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف

متابعات ووكالات


 
هنأ الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف.
 
وشدد الرئيس السيسي - خلال كلمته أمام الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف - على ضرورة تصويب الخطاب الديني وتحديثه على أساس الفهم الصحيح للدين الإسلامي الحنيف، وقال الرئيس “إن من أحد التحديات التى تواجهنا اليوم هو انفصال الخطاب الديني عن الإسلام”.
 
وفيما يلي نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف:
 
بسم الله الرحمن الرحيم
كل سنة وأنتم طيبين جميعا وكل التحية والتقدير والاحترام لكم ..
“بسم الله الرحمن الرحيم” .
“فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف السادة العلماء والدعاة الأجلاء..السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اسمحوا لي في البداية أن أتوجه بالتهنئة لشعب مصر ولكافة الشعوب العربية والإسلامية بمناسبة ذكرى مولد نبينا الكريم صلوات الله عليه وسلامه..وأدعو الله سبحانه وتعالي أن يعيد هذه الذكري بالخير على الشعب المصري العظيم وكل مسلم ومسلمة في كافة ربوع الأرض.
“إن احتفالنا بذكرى نبي الرحمة والهدي هو مناسبة طيبة للتعمق بهدوء وسكينة في أحوالنا، مقارنين بين الأمس واليوم وقاصدين الإجابة عن أسئلة العصر الذي نعيش فيه مستلهمين في ذلك عظمة تراثنا ودروسه الخالدة..وأقول لكم بكل صراحة ووضوح أن طريقنا طويلا.. إن طريقا طويلا ينتظرنا إذا ما أردنا إحياء حقيقيا لذكرى النبي العظيم، أنه طريق من العمل الشاق مع الأمل في غد أفضل، ومن الصبر على مشقة الطريق مع التطلع إلى جزاء الصابرين المجتهدين، ومن الجلد على مواجهة الشدائد مع الإيمان بالنجاح في مسعانا نحو التقدم والازدهار”.
“خلال هذا الطريق يجب أن نعلم أننا نحتاج إلى مقاربة شاملة لجميع قضايانا وتحدياتنا، وأن التركيز على جانب واحد لا يجدي نفعا، فالرسول عليه الصلاة والسلام قاد ثورة هائلة مع التحولات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ونحن إذ نقتضي بسنته العطرة نأمل في أن نواجه قضايانا بنفس الجرأة والشجاعة التى تحلي به النبي الكريم صلوات الله عليه وسلم” .
 
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الكلمة التي ألقاها في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف “إن أول التحديات التى نعاني منها منذ فترة هو انفصال خطابنا الديني عن جوهر الإسلام ذاته وأن احتياج عصرنا الحالي إننا تحدثنا من قبل في هذا الأمر وأجمع علماؤنا ومفكرونا على احتياجانا الماس لتحديث الخطاب الديني وتصويب ما تراكم داخله من مفاهيم خاطئة سواء تراكمت بفعل مرور الزمن وتعاقب السنين أو بفعل فاعلين أرادوا إخفاء نوايا الشر بداخلهم وراء غطاء مقدس..يبررون به إرهابهم للأبرياء من خلق الله ويعطون لأنفسهم حصانة من العقاب وهو أت لهم لا ريب فيه بقدر ما أفسدوا في الأرض وتسببوا في كثير من الأذي والدمار والألم”.
 
“إننا مطالبون اليوم بوقفة مع النفس نستلهمها من سيرة النبي الكريم ونواجه فيها بجراءة وشجاعة ما نعلم جميعا أنه دخيل على ديننا الحنيف، فنصوبه إلى صحيح الإسلام وأصل رسالة الله سبحانه وتعالي للبشر”.
 
واستطرد الرئيس: “وقفة مع النفس نرفض فيها ما يعادي العقل ويعادي الإنسانية، نقوم بتحديث التفسيرات التى اجتهد فيها من سبقونا، فنجتهد نحن بدورنا لنصنع السلام داخل بلادنا بالإيمان والعلم كي نشهد الله ونشهد العالم أن الإسلام كما هو دين عظيم فإنه قد خلق أمة عظيمة، كذلك تستطيع تجديد ذاتها والمساهمة في تطور الحضارة الإنسانية بما يليق بعظمة دينها”.
 
وتابع الرئيس السيسي: “إننا وإذ نؤكد عزمنا خوض هذه المعركة الفكرية الكبري، معركة تصويب الخطاب الديني وتحديثه، لا تفوتنا الإشارة إلى أننا سنستكمل بنفس العزم، الذي لا يلين، باقي جوانب المعركة، ونؤكد أنه لا مكان للإرهاب وجماعاته وأفكاره وممارساته داخل مصر، وأن مواجهتنا إياه بالوسائل العسكرية والأمنية ستستمر وستظل تضحية أبنائنا من القوات المسلحة والشرطة المدنية مصدر إلهام وإعزاز لكل مصري ومصرية، ولن تضيع هدرا بل ستستثمر وطنا آمنا آبيا ننعم فيه وينعم أبناؤنا بالحياة الكريمة”.
 
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: اسمحوا لي أن أخرج عن نص هذا الخطاب..إننا تحدثنا عن موضوع تصويب الخطاب الديني كثيرا ..ونحن لا نتحدث عن ترف أو رفاهية وإنما عن موضوع يجب التوقف عنده منا جميعا..حتى نرى ما يحدث وما نفعله وما هو المطلوب في هذا الخصوص”.
وتابع الرئيس السيسي قائلا: “منذ عدة أشهر تحدثت مع الدكتور محمد مختار جمعة ووزير الأوقاف عن الخطاب الذي يتم تناوله في خطبة يوم الجمعة على مستوى مصر بالكامل”.
 
واستطرد الرئيس كلمته في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، قائلا “نتحدث في أمر جلل وعظيم فهو أمر دين..ونحن لا نتحدث في أمر دين الإسلام فقط وإنما في فكرة الأديان كلها التى تنتهك اليوم، ويتم التراجع عن فكرة الدين نفسها وليس فكرة الإسلام..وما يراه العالم الآن، جعل بعض الناس تكفر بفكرة الأديان، ونحن لا ندافع عن الإسلام فقط، وإنما نتصدى للذين يحاولون أن يجعلوا الناس تنكر كل الأديان.. القضية التى نتحدث عنها بالغة الأهمية، ونعتبرها من أهم قضايا على الإطلاق”.
 
وأضاف: خلال حديثي مع الدكتور مختار جمعة أوضحت أن تصويب الخطاب الديني لن يكون هناك مس للثوابت، فلا أحد يمكن أن يمس الثوابت..لكن نحن نتكلم هنا عن ضرورة مواكبة مفردات عصرنا، بما يوجب صياغة الفهم الحقيقي للدين، وأن يكون ذلك على مستوى الدولة ككل، علينا أن نستفيد مما قام به الأخرون عندما تصدوا لقضاياهم وفهموها وتعاملوا معها واجتهدوا فيها”.
 
وأردف الرئيس بالقول: أنا أتصور أنه في ضوء حالة التشرذم الموجودة، فلا يمكننا أن نترك هذه القضية الخطيرة المتمثلة في ضرورة صياغة الفهم الصحيح للدين الحقيقي والخطاب الواجب على مستوى الدولة ككل مع كل التقدير والاحترام لاجتهاد الخطيب”.
 
وتابع الرئيس “قلت لوزير الأوقاف حتى يمكنا الوصول لهذا الأمر فنحن بحاجة لتشكيل لجنة من كبار رجال علماء الاجتماع والنفس والأخلاق وكبار علماء الدين ونجلس سويا لندرس ونتباحث كل الموضوع بسلبياته وكل نقاط القوة والضعف في مجتمعنا المصري، ثم نقوم بعمل خريطة طريق من جانب كبار علماء الدين والاجتماع”.
 
واستطرد: السنة فيها 52 أسبوعا، يتسجل في الـ 52 أسبوع، أهم المناسبات ويتم وضع أجندة خاصة بموضوعات خطب الجمعة على مدار العام، بهدف صياغة فهمنا لديننا الحقيقي في كل أنحاء مصر.. إن ذلك لا يترك فقط لاجتهاد خطيب مع كل التقدير والاحترام لخطيب الجمعة، فهذه أمة يعاد صياغتها بعد حالة تشرذم لسنين طويلة مضت ونتج عنها ما نحن فيه الآن”.
 
وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في الاحتفال بذكرى المولد النبوي، عن أسفه للفهم الخاطئ لصحيح الدين للحد الذي يدفع البعض من المسلمين إلى قتل بعضهم البعض باسم الإسلام، قائلا “خلي بالكم الناس بتقتل محمد، ومحمد بيقتل محمد، وعبدالرحمن بيقتل عبدالرحمن، بيقولوا الله أكبر..إحنا والله هنتسأل، وأنا لثالث مرة بتكلم هنا وأفاجأ بعد ذلك، أن يقال أنت هتحرم الخطباء من الاجتهاد، وأنا هرد عليكم رد بأن علينا أن نراعي المصلحة، يعني اجتهاد 100 ألف (خطيب) ولا المسلمين من 90 مليونا. في إشارة إلى أن الأمر أوسع من أن يترك فقط لخطباء المساجد.
 
واستطرد الرئيس “يعني اجتهاد 100 ألف اللي أقدر أعوضوا بندوات ودراسات ومسابقات أعملها، ولا أشرذم فكر وعقل من يدخل المسجد، اللي معه دكتورة في الطب وغيره والرجل البسيط”.
 
وأضاف الرئيس قائلا “أنا تفاجأت بعد ذلك بالدكتور مختار (وزير الأوقاف) طلع يقول هنعمل خطبة موحدة، ولكني أقول نحن بذلك نختزل الموضوع”.
واستطرد الرئيس قائلا “أنا عارف دور الأزهر كويس وحريص عليه بشدة..وكل الناس النهاردة ينظرون للأزهر في العالم كله، ويقولوا إن الأزهر هو القلعة المستنيرة التى من الممكن أن نعتمد عليها في أن تحييّ صحيح الدين”.
 
وتابع: “أرجو أنكم متفهموش جديتي في الكلام غير أنه عبارة عن غضبة في الله..ولا يجب أن نقدم الدين بطريق تفزع الناس وتروعهم ولايقبلها الله وتجعل الناس يقتل بعضهم بعضا، ويصور البعض ذلك الخراب والدمار في كل مكان على أنه نصر لله ، وهو بالتأكيد ليس من عند الله”.
 
وأردف: “تصوروا أن فيه ناس مش بقلها شهور بس، ولكن من تاريخ 3/7، بتسعى لهدم الدولة..وعندها استعداد تضيع الـ 90 مليونا من أجل أفكار ليس لها - والله - مكانا حقيقيا، ولديها استعداد لترويع النساء والشيوخ والأطفال” .
 
وأضاف الرئيس السيسي “أنه خلال الشهر الماضي كان هناك رهانا على أن هذه الدولة خلاص راحت..تخيلوا لما الأموال تنفق في هدم البشر وخراب الأمم”.
وقال الرئيس “كانوا الشهر الماضي بيقولوا خلاص راحت مصر، وأنا عايز أقول لهم (إن الله معنا)..ونحن لم نتآمر أبدا على أحد ولن نتأمر..ولا قتلنا أحدا ولا سوف نقتل..ولم نخن ولن نخون..وهنفضل نبني ونعمر ونصلح، وإذا كان ده يرضي ربنا..فاللي يقدر على ربنا يقدر علينا”.
 
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي ، خلال كلمته “أرجو أن كلامي وصدقي يصل إلى كل الناس، فالظروف الآن صعبة والأسعار مرتفعة، هذا كل جهدنا، لكن ما يجب توضيحه أننا تأخرنا كثيرا “قوي قوي” في الإصلاح لدرجة إننا اضطررنا.. وأنا دائما أقول - لزملائنا - أثناء اللقاءات التى نجريها، كان أمامنا “أن نعبر ترعة صغيرة صعبة بس ننجح أو نستنى ونعبر بحرا لا يمكن ننجح فيه”.
 
وأضاف الرئيس “الأمانة تقتضي أن أقول لكم كان الخيار أن نبدأ الآن أو نؤجل الأمر “لغيري”، متسائلا إنه في حال تأجيلها “لغيري ولا قدر الله راحت، أنا قدام ربنا هأبقى مسؤول ولا لأ ؟ طب ما أنا كنت عارف أنها لو اتسابت كده هتضيع بس عشان ميتقالش أنها ضاعت معايا؟ لا والله، والله ما كان في خيار آخر غير اللي بنعمله الآن”.
 
وتابع: بقالنا 6 سنين ثمنهم غالي قوي علينا كلنا، الست سنين الماضية من أول 25 يناير (2011) وحتى الآن تكلفتهم كثيرة علينا وبندفعها دلوقتي مع سنين طويلة قبل كده للإصلاح ده”.
 
وأردف بالقول: “أقول لكم باختصار شديد..لما تترفع المرتبات للقطاع الحكومي من 80 مليار جنيه لـ 230 مليار جنيه يعني 150 مليارا زيادة (سنويا)..هل جاءت موارد للدولة تغطي هذا المبلغ؟ بالطبع لأ، وأنتم تعرفون الظروف، الـ 150 مليار جنيه تأتي عبر الاقتراض في 6 سنوات تقريبا بإجمالي مبلغ يصل إلى 900 مليار جنيه.
 
وقال الرئيس السيسي “لاحظت خلال الأيام الماضية شائعات كثيرة عن وجود اتجاه لرفع سعر رغيف الخبز..إن رغيف الخبز كان يكلف - قبل الإجراءات الاقتصادية الأخيرة - من 35 إلى 40 قرشا وأصبح الآن يكلف من 55 إلى 60 قرشا”، مؤكدا أن سعره “لم ولن يمس”. وقال: هناك سلع ازداد سعرها على الدولة عما كانت عليه بأكثر من 50 إلى 60 % ، لكن الدولة حرصت على ثبات سعره”.
 
ووجه التحية والتقدير للشعب المصري وقال إنه ضرب مثلا رائعا “الدنيا كلها كانت محتارة الشهر الماضي ليه الناس متحركتش، وعندما سئلت عن ذلك قلت لهم لأنه شعب عظيم وأنا لا أجاملكم في ذلك”.
 
وخاطب الرئيس السيسي، المصريين قائلا “أنتم ما وقفتوش جنبي أنا..أنتم وقفتم جنب مصر.. وماحافظتوش عليّ أنا، أنتم حافظتم على مصر”.
ومضي يقول “الكل كان يراهن الشهر الماضي، أنا لا أحب التعبيرات غير المنضبطة التى تقول (هنقلب البلد دي) 90 مليون مصري وإلى عمرها 7 آلاف سنة، كان صعب عليّ وأنا أسمع هذا الكلام، والأجهزة تخبرني أن هناك دولا بتصرف ليس لتخفيف معاناة الناس وتقديم المساعدة، وإنما للهدم والتدمير.. ونقول لهم: سيبونا في حالنا بس وإحنا إن شاء الله هنبقى كويسين “.
 
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في الاحتفال بالمولد النبوي أن “رؤية مصر لمنطقة الشرق الأوسط تقوم على احترام سيادة الدولة الوطنية وعلى حس المجتمع الدولي على التكاتف من أجل القضاء على جماعات الإرهاب وعلى عدم التفرقة بين الأخطار التى تمثلها تلك الجماعات ومعاملاتها جميعا بمعيار واحد”.
 
وقال الرئيس :” إن الجرأة والشجاعة التى واجه بها نبينا الكريم قضايا عصره تقتدي منا التدبر بعمق في حقيقة بسيطة وواضحة هو أن كثيرا من مشكلاتنا المعاصرة تفاقمت نتيجة التردد في مواجهتها..وإنه لو تم التعامل الجاد مع مشكلاتنا في مهدها لما كانت قد تشابكت وتعقدت وارتفعت تكلفة حلها اليوم”.
 
وضرب الرئيس السيسي مثالا بـ “الوضع الاقتصادي فمن المعلوم لدي خبراء الاقتصاد منذ عقود أن اقتصادنا في حاجة إلى إصلاح هيكلي يصل إلى جذور بنيته ولا يكتفي بالفروع والقشور، ونعلم جميعا كمصريين، كما يعلم معنا العالم أجمع أن قرارات الاصلاح الاقتصادي تلك ليست نزهة أو مهمة سهلة، وانما مشقة وصبر وتضحية”.
 
وتابع: “إنه بدون هذا الدواء فأننا نستمر في إضعاف أنفسنا وصولا - لا قدر الله - للتوقف التام وهو ما لم ولن نسمح به أبدا..لقد بدأنا طريقا صعبا قررنا فيه نحن المصريين جميعا بشجاعة أن نسير فيه وأن نواجه صعابه بقلوب ثابته معتمدين فيه على أنفسنا وعلى الله سبحانه وتعالي”.
 
واستطرد: “نصنع أملا للأجيال القادمة وننقذ أنفسنا من واقع اقتصادي صعب لو تركناه دون مواجهة لطغي علينا ونال من مستقبلنا ومستقبل أولادنا.. أننا معا نقود تحولا ضخما يسير على خطي مدروسة لا تطبق أجندات اقتصادية نمطية، بل نتبع منهجا علميا يراعي بدقة المتطلبات الخاصة لاقتصادنا في هذه الظروف” .
 
وقال “نهدف لجعل مصر دولة تنموية نفتح بلادنا للاستثمار الجاد الذى يتيح فرص عمل لشبابنا وينقل الينا تكنولوجيا حديثة متطورة نهدف لصنع تعاون خلاق بين الدولة والقطاع الخاص المصري والأجنبي..ولا نتوانى عن مكافحة الفساد بصرامة وحسم ونعمل بعزم لا يلين على ضمان تكافؤ الفرص بين جميع أبناء الوطن”.
 
ووجه الرئيس السيسي التحية للرقابة الإدارية على جهدها، وقال: إحنا بنواجه الفساد بجد، بس بنكون دائما حريصين على استخدام آليات القانون عشان ميبقاش فيه تجاوز أو مظالم، وده أمر مش بسيط فإذا كان فيه حجم فساد ضخم في بلادنا فمواجهته مش بس بالإرادة السياسية ولا حتى جهد مؤسسات لكن لازم يكون فيه قناعة لدى الرأي العام ولدى الشعب المصري بضرورة مواجهة الفساد لأن اللي بيقوم بالموضوع ده إحنا كلنا، إحنا كلنا بنواجه الفساد، مفيش مجاملة”.
 
وأضاف الرئيس :”أنا بأطلع كل شهر خطابا من الرئاسة للوزراء أن مفيش مجاملات ولا محسوبية لحد، وبعدين أتفاجيء بيقولك أصل ده قريب فلان، إيه الكلام ده ! والله العظيم أنا لم أحاب أحدا حتى أولادي في شغلهم.. يا جماعة من فضلكم كل مسئول في وزارة أو مؤسسة عليه أن يلتزم بذلك..أنا بألاقي الرقابة بتقبض على مدعي أن هو سكرتير في الرئاسة بيأخد 100 ألف جنيه عشان مش عارف يعمل إيه وهو ولا عندنا ولا أي حاجة..أنا لو عايز منكم حاجة هأكلمكم شخصيا .. إيه اللي بيحصل ده ؟ إزاي تقبلوا كده على نفسكم، فين المسئول وثقته بنفسه، وقبل ثقته بنفسه ثقته بربه، يقبل إزاي أنه يحابي ويجامل، مفيش كلام من ده من فضلكم”.
 
وتابع :”أنا بأكررها عشان آجي يوم القيامة أقول يا رب أنا قلت مرتين .. لو فيه حد بيتجامل عشان خاطر الوظيفة أو شيء من هذا القبيل ده فساد .. يعني إيه حد على مقربة من الرئاسة أو مجلس الوزراء أو الوزير يتجامل ؟ هنا مفيش حد أعلى من حد كلنا زي بعض، كلنا زي بعض، كل واحد ياخد حقه بس مش أكتر من كده، أرجو أن الرسالة دي تكون واضحة لينا كلنا”.
 
وأضاف: “خلال كل ذلك نسمع صوت الألم الذى يتسبب فيه الإصلاح الحقيقي نشعر به ونعمل جاهدين على تخفيفه من خلال التوسع في شبكات الحماية الاجتماعية نتعاطف مع كل من يكافح بشرف وبطولة لتوفير حياة كريمة لنفسه وأولاده وأسرته .. نؤكد له أن الدولة - بكافة أجهزتها ومؤسساتها - تبذل قصاري الجهد لتوفير حياة أفضل لكل مصري ومصرية ونؤكد لكل المكافحين بشرف على أرض مصر أننا معكم..وأننا نسير معا على الطريق الصحيح لن ينال مع عزيمتنا المشككون .. ولن نسلم عقولنا كمصريين لمن يتمنون عودتنا الى الوراء..سنستكمل ما بدأناه وسنصل بعون الله وتوفيقه إلى وجهتنا .. مصر عزيزة قوية مزدهرة .
 
واختم الرئيس السيسي كلمته قائلا: أدعوكم جميعا لنستلهم صفات النبي العظيم، نبي الرحمة المهداة، فيما تحلى به من حكمة وصبر على المكاره، وفيما امتلأ به قلبه من شجاعة نابعة من الثقة المطمئنة في الله سبحانه وتعالي، وفي رحمته وعطفه على الضعيف وحزمه وشدته امام الطاغي المفسد في الارض.