الشباب في شرم الشيخ علي طريق.. «ابدع.. انطلق»


بقلم : جلال دويدار 

كل الترحيب والإشادة بمبادرة عقد مؤتمر الشباب الذي يحضره ويرعاه الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت شعار »ابدع.. انطلق»‬. إنه تأكيد علي حتمية تواصل هذه المناسبات سعياً إلي المشاركة الشبابية في بناء مصر. إنها فرصة لتفعيل دور الشباب باعتبارهم ذخيرة المستقبل في جهود النهوض بالدولة المصرية. تحقيق هذا التلاحم هو بداية خروج هذا الشباب من العزلة المجتمعية والاندماج في الواقع المعيشي الذي يجعله يقبل عليالعمل والإنتاج لشق طريقه في الحياة.

علي ضوء تجربة السنوات الأخيرة فإن هذا الشباب يحتاج لأن تُتاح له فرصة الانطلاق والابداع واستثمار ما يملكون من حماس وفكر متطور يتوافق والعصر الالكتروني الذي نعيشه واصبحوا جزءا أصيلا منه. لابد ان تتحول هذه التجمعات الشبابية الي مناسبات لإحياء روح الانتماء والتحدي وتعظيم الإيمان بالقبول والاقتناع بأن أي عمل منتج خلاق هو لمصلحة الوطن وصالحه.
يجب ان يكون هناك إدراك بصعوبة البداية وأهميتها لبناء المستقبل مهما كانت متواضعة. إن تحفيزهم علي الاقدام علي هذه الخطوة الأولي يتطلب أن تُعرض أمامهم نماذج وقصص هذه البدايات بالنسبة للمشاهير والبارزين في كل دول العالم.

أليس مطلوبا أن يحرص الكبار والذين هم آباء وإخوة  لهذا الشباب عندما يلتقون معه أن ينقلوا ما اكتسبوه من خبرة السنين ومراعاة التخلي عن التكبر أو توجيه اللوم للسلوكيات السلبية؟ عليهم أن يفتحوا لهم قلوبهم وأبواب الامل وأن يؤكدوا لهم أن من جد وجد وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا وأن يغرسوا فيهم الامانة والتجويد ويذكروهم بالقيم والمبادئ التي كان عليها اجدادهم وآباؤهم.

إن الشباب المصري الذي اثبت وجوده وعبقريته في كل المجالات خاصة في الخارج اذا ما اتيحت له الفرصة في حاجة إلي تعظيم مشاعر الأمل في المستقبل وتنحية كل ما يؤدي به إلي اليأس والإحباط. إن القدوة والاحترام المتبادل بين الأجيال هو الوسيلة المثلي للوصول الي هذا الهدف.

ليس مطلوباً من المتحدثين في الجلسات التي سيعقدها مؤتمر شرم الشيخ (23 جلسة تشمل جميع القضايا والموضوعات).. أن تكون اللقاءات علي شكل دروس ومحاضرات. وحتي تؤتي ثمارها فإنها لابد ان تكون ساحة للمناقشة والاستماع لكل الآراء دون أي عوائق أو قيود. الشباب مطالب بالتعبير عن نفسه وعن تطلعاته وطموحاته وأن يكون دور اصحاب العلم والخبرة إلقاء الضوء والتفهم لكل ما يتم طرحه من أفكار بالصورة التي تدفع الشباب المستمع الي القبول والاقتناع أو حتي الرفض.

من ناحية أخري فإن علي الشباب الذين هم أولادنا وإخوتنا وأحفادنا أن لا يفوتوا أي فرصة لإثبات وجودهم وإمكاناتهم في أنشطة مفيدة تُبرز جوانب تميزهم. عليهم ان يفخروا بأنهم كانوا وراء ثورة 25 يناير 2011 التي استهدفت النهوض والتقدم بمصر وتوفير الحياة الكريمة لكل من يعيش علي ارضها.. إنهم وهم ايضاً الذين شاركوا بفاعلية في ثورة تصحيح المسار والتمرد يوم 30 يونيو 2013 رفضاً لعملية السطو التي قامت بها جماعة الارهاب الإخواني علي ثورتهم والتصدي لتآمرهم علي الهوية المصرية.

كم أرجو أن يكون مؤتمر.. »‬ابدع.. انطلق» بداية للتمازج بين الشباب ومجتمع وطنهم إيذاناً ببدء مرحلة جديدة هدفها الانطلاق بمصر المحروسة الي آفاق التقدم والازدهار.

نقلا عن "الاخبار"