الوجه المشرق للحكومة

متابعات ووكالات


عماد الدين حسين
 
فى هذا المكان انتقدت الحكومة مئات المرات، بسبب سياسات أراها خاطئة. اليوم أتحدث عن جانب مشرق رأيته بعينى لهذه الحكومة أمس الخميس، حينما لبيت دعوة كريمة من وزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى لحضور افتتاح مشروعات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ووزارتى الإسكان والنقل، والتى حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسى وكبار المسئولين بالدولة.
 
المشروع الأبرز هو طريق روض الفرج ــ الضبعة، وهو جزء من محور أكبر هو «الزعفرانة ــ مطروح»، الذى يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط وطوله 537 كم مربعا، وينقسم إلى 3 قطاعات، وفى القاهرة يبدأ من كوبرى الفنجرى إلى الأميرية والزاوية الحمراء إلى الخلفاوى ثم روض الفرج ومنها يمتد كوبرى فوق النيل إلى الوراق بالجيزة، ثم يلتقى مع الطريق الدائرى، ويتوازى مع محور 26 يوليو، ويتقاطع مع طريق مصر ــ الإسكندرية الصحراوى، ثم يتجه غربا وصولا إلى الضبعة على الساحل الشمالى.
 
هذا الطريق سيجعل المتجهين من القاهرة إلى الإسكندرية والساحل، لا يستخدمون المحور بالمرة، وبالتالى يخف الضغط عليه لمصلحة المنتقلين بين شرق ووسط القاهرة وبين أكتوبر.
 
الطريق الثانى عند سندوب وهو عبارة عن كوبرى ضخم من ثلاث مستويات لحل مشكلة التقاطعات الناتجة عن تقاطع أربع طرق رئيسية تربط محافظة الدقهلية بكل من محافظات الشرقية والغربية ودمياط والقاهرة، وهو يوفر ساعتين لآلاف المواطنين، كانوا يهدرونها، وهم يمرون قرب المنصورة.
 
فى هذا اليوم أيضا تم افتتاح ازدواج طريق الواحات البحرية والفرافرة بطول ١٤٠ كم، ثم طريق يربط منطقة شلاتين على ساحل البحر الأحمر بمنطقة سوهين على الحدود مع السودان، وهو ما يعنى ازدهار التبادل التجارى بين البلدين، وعدم حاجة مواطنى البلدين للبحث عن المدقات والطرق الجبلية الوعرة.
 
كان هناك أيضا طريق بطول ٩٠ كم يربط سيوة فى الواحات البحرية بمنطقة جغبوب على الحدود مع ليبيا، وهو يسهل التجارة بين البلدين، ويغنى عن الطرق والمدقات الوعرة.
 
كان هناك أيضا افتتاح مشروعات إسكان متنوعة منها ٤٣٧٢ وحدة سكنية فى الدقهلية و٢٠١٦ فى البحيرة و٤٠٣٣ فى بورسعيد و١٧٧٦ بالمنيا و٤٣٢ بقنا و٧٢٠ فى الأقصر، وبدء الاستعداد لإنشاء مدينة ناصر غرب أسيوط على أحدث المواصفات.
 
كما تم الإعلان عن المرحلة الثانية من محطة تحلية مياه البحر بالرميلة فى محافظة مطروح، وكثيرون منا لا يعرفون أن عددا كبيرا من سكان مطروح كانت المياه تأتى إليهم بالسيارات أو القطارات، وكانت تنقطع لأيام طويلة.
 
وتم الإعلان أيضا عن العديد من الكبارى الجديدة، ومشروعات صرف صحى تحتاج إلى مليارات الجنيهات وهى بلا عائد اقتصادى بل هى مشروعات اجتماعية، وتحتاج إلى صيانة دائمة.
 
وخلال اللقاء عرفنا ان الرئيس طلب من اللواء محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية، ضرورة أن تراجع الهيئة ومعها «الفنية العسكرية» هذه المشروعات للتأكد من سلامتها قبل الإعلان عن افتتاحها.
 
فى العامين الماضيين نجح الدكتور محمد شاكر فى حل مشكلة انقطاع الكهرباء تماما، وفى الفترة الأخيرة نجح الدكتور أحمد عماد فى تخفيف حدة مرض فيروس «سى». واليوم نجح د. مصطفى مدبولى فى عملية التوسع فى مشروعات الإسكان خصوصا الاجتماعى منه، كما نجح الدكتور جلال مصطفى سعيد فى مشروعات الطرق، ولعبت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة دورا متميزا بقيادة اللواء كامل الوزير فى إنجاز العديد من المشروعات فى قطاعى النقل والإسكان، الذى كشف عن أنه وخلال العامين الماضيين شارك ٢ مليون عامل و١١٠٠ شركة و٤٠٠ مكتب هندسى مدنى فى هذه المشروعات.
 
هذه الطرق والمدن الجديدة هى شرط جوهرى لأى عملية تنمية واستثمار فى المستقبل، هى توفر الجهد والوقت والمال، بل وتوفر الأرواح لأنها تقلل من الحوادث.
 
هذه المشروعات الكبرى قد لا يشعر بها كثيرون، لكنها تحل مشكلات العديد من المواطنين، الذين سمعنا ورأينا بعضهم فى فيلم تسجيلى أعدته الشئون المعنوية للقوات المسلحة خلال الاحتفالات.
 
إذا كانت الحكومة قد نجحت فى قطاعات الكهرباء والإسكان والطرق، فالسؤال هو: متى تنجح فى الصناعة والتجارة، بما يطفئ لهيب الأسعار المشتعل ويوفر أكبر قدر من فرص العمل للعاطلين، والأهم متى تنجح فى تخفيف الاحتقان السياسى؟!..
 
نقلا عن صحيفة ” الشروق” المصرية