صانع الهاشتاج


بقلم : وائل الغزاوى

تحول الرئيس بقدره قادر إلى صانع للهاشتاج لعدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ولمن لا يعرف معني التريند أو الهاشتاج فهو اختيار كلمة من كلام المتحدث واستخدامها في مواضع ساخرة أو اختتام الجمل بها.. فحين تختزل كل الانجازات والصعوبات الموجودة على ارض الواقع في عدد من الكلمات لحصد عدد لا حصر له من اللايكات والبوستات التافهة فان الازمة فينا حتما .
 
نشكو من غلو الاسعار التي هي بالفعل التي ارتفعت بقدر كبير جدا وفي بعض السلع ارتفع سعره لاكثر من 100% في اقل من ثلاث سنوات ونري ان الحكومة فاشلة وغير قادرة على ايجاد الحلول وغير مسئولة وان الرئيس غير قادر على جذب الاستثمارات وأن البرلمان عبارة عن برفان.. هذا ما يتم ترديده همسا الواقع اننا استهلكنا كل ما نملك من مدخرات واموال في سلع تافهة واكسسوارات سيارات والعاب تافهة قدرت بالمليارات بالاضافة لتفاح مستورد وعدد من الفواكة المستوردة ونهيك عن القمح وغيرها من السلع الاساسية التي نستوردها جميعا.
 
وللاسف لم نلم انفسنا ابدا اننا نستورد كل شئ وكأن من يستهلك شعب اخر غيرنا.. وكأن الرئيس والحكومة يمتلكون العصا السحرية لحل كل المشاكل التي نرتكبها نعاني من ازمة وشيكة في المياه ومازلنا نرش الشوارع بالخراطيم نعاني من استهلاك زائد في الكهرباء ولا يضيق صدرنا في استخدام التكييف على اقل الدرجات طوال الوقت.. نعاني ونعاني ونعاني ونلوم القادة بانهم السبب.
 
نحتاج أن نتوقف مع انفسنا قليلا لنبدأ عملا صغيرا فلنعلم من حولنا وننحي السخرية جنبا لبعض الوقت التعليم سئ لكن ما هو اسوأ ان من قبل بدء الدراسة وانت تسمح لابنائك ان يسجلوا اساميهم في مراكز التعليم الموازي.. لما لم تصدروا حملة لمقاطعة الدروس الخصوصية او حملة لمقاطعة المراكز لنتيح الفرصة امام المدرسين ذوي الضمائر النظيفة في ان يدرسوا لابنائنا في المدارس.
 
بدلا من استخدام الانترنت في جذب اللايكات الساذجة على مواقع التواصل الاجتماعي التي يعتقد البعض انها هي منتهي الانترنت فمن الممكن ان تبحث عن افكار لتطور بها مهاراتك وهذه ليست نظرة وردية للامور لان هذا ما فعلته النمور الاسيوية الفرص متاحة لنستعيد امجاد الماضي التي نتشدق بها.
 
لكن الامجاد لن تعود في سيارة اجرة ستعود بالعمل والتكاتف والتوقف عن المصالح الخاصة لتتحول للمصالح العامة فما العقبة في ان نستيقظ في السادسة كما يفعل الامريكان والاوروبيون والصينيون واليابانيون وغيرهم من الجنسيات التي حققت نجاحا كبيرا واصبحت دول صناعية كبري.. ما العقبة ان يطور الموظف من نفسه ليس ببيع الجلاليب الحريمي أو البرفانات أو الشربات أو التليفونات المحمولة بالتقسيط بل ان يجد لنفسه عملا مناسبا غير ان يكون سائق تاكسي عملا انتاجيا يضع فيه طاقته المفقودة والتي يقضي حياته كلها بحث عن نصف ساعة عمل يوميا او أقل.
 
انتشار المخدرات ليس دور الحكومة فقط بل هو دورك عزيزي المدمن صاحب الدماغ المتكلفة توقف عن التعاطي الذي تعتبره هو ظبط للدماغ توقف عن استنزاف دخلك ودخل الدولة التي تعاني من اسعارها ولا تعاني من ان تدفع نصف دخلك ايا كان الرقم في تعاطي خلطات من المواد الكيماوية مع عدد من ادوية الصرع والاعصاب والتي حتما ستكون نتيجتها اكثر روعة مع الوقت.
 
المشروعات الانتاجية لا تحتاج إلى ملايين لبدايتها لا احد يطلب منك ان تكون مستثمر غدا ابحث حولك عن افكار وحلول وابتكارات وافكار قابلة للتنفيذ بما يتناسب مع امكانياتك لتسد العجز.. لان ما نعانيه في الواقع هو عجز.. اننا لانفعل وننتظر العصا السحرية لا ننتج كما اننا لا نبحث عن مقومات الانتاج او حلولها او ابتكار اننا فقط نستهلك بنهم وشراهة فقط.
 
سيادة الرئيس ما عليك فعله هو تحويل عدد كبير من المدارس الحكومية إلى ورش للاهالي المناطق للانتاج والتصنيع في الفترة المسائية وان يتحول عدد اخر من المدارس إلى مراكز تعليم تطوعي لسد العجز ولغلق باب الدروس الخصوصية التي تعتبر نزيف من الدخل القومي.
 
اننا لا نفعل شئ على الاطلاق ونريد من الرئيس والحكومة ان يجعلونا اليابان غدا او استراليا وما اكثر البوستات على مواقع التواصل التي تتحدث عن الرفاهية التي يعاني منها شعوب الارض واننا لا نجد كيس سكر.. فهل سألت نفسك كم ساعة يعمل الشعب الالماني أو الياباني أو الصيني أو أي شعب على وجه الارض وكم ساعة انت تعمل؟؟؟.. لنبحث عن هاشتاج جديد ونظل كما نحن عليه ونلوم الرئيس والحكومة.