في البشر أيضا طيور جارحة


فاروق جويدة
لا أحب المرأة الجارحة إنها تشبه الطيور التى تنقض على فريستها وتتركها أشلاء ممزقة ورغم أن الرقة والحنان والرحمة من أهم صفات المرأة إلا أن
البعض يتخلى عن كل هذه الأشياء وتغريه القسوة..وهذا النوع من النساء نشأ وتربى فى ظروف صعبة تعرضن فيها لأنواع من العذاب النفسى وأصبح كارها لكل شىء..والمرأة بطبيعتها وتكوينها لا بد أن تحب رجلا تأوى إليه وتجد فيه الملاذ والسكن والحماية وإذا كانت غير ذلك فلابد أن هناك ضغوطا تعرضت لها أفقدتها كل هذه المشاعر..
إن من سوء حظ اى رجل أن يقع فريسة امرأة جارحة لأنه لا يعرف متى تغرس مخالبها فيه ومتى يرى دماءه تسيل بين يديها..والقسوة فى المرأة مرض طارئ لأنه يتنافى مع كل صفاتها الأنثوية إن المرأة يمكن أن تجيد أساليب الحيل ويمكن إن تدور حول فريستها حتى تسقط بين يديها ولكنها قليلا ما تلجأ إلى اقتحام الأشياء أن لديها كبرياء يمنعها وعزة نفس تصنع سدودا بينها وبين الآخرين..والمرأة التى تقتحم حدود الرجل لكى يعلن استسلامه تدرك من البداية أنها أمام رجل يمكن أن يسقط صريعا تحت أقدامها..ولكنها تدرك أيضا أن الرجال يختلفون فى كل شىء وان الاقتحام ليس دليل قوة ولكنه نوع من الاستخفاف وقد يتحول إلى هزيمة ساحقة ماحقة أمام جبروت امرأة أخطأت فى الحسابات..
إن غرور المرأة أحيانا يجعلها تسقط فريسة إحساس كاذب بالقوة وهى عادة تختبر قوتها مع رجل تحبه ومهما حققت المرأة من نجاحات فى الحياة فإن اكبر انتصار لها فى رجل تحبه واكبر هزيمة لها فى قصة حب تخسرها..وأنا لا أطيق المرأة المغامرة إنها تذكرنى بنوع من الرجال الذين يجيدون الصيد فى الماء العكر وهؤلاء ينتظرون الفرص وينقضون على فريستهم فى مياه مظلمة..إن المرأة بطبيعتها مسالمة ومحبة للحياة وهى تضع المشاعر فوق كل شىء فإذا رأيتها إنسانة أخرى جارحة ومغامرة تجيد التحايل واللف والدوران فاعلم أن خلفها تاريخا وظروفا صعبة جعلت منها شيئا مختلفا فى السلوك والأخلاق ما أكثر الطيور الجارحة فى دنيا البشر.
 
نقلا عن صحيفة ” الأهرام”