فى الذكرى الثانية لافتتاحها .. ملحمة قناة السويس الجديدة فى عيون الخبراء

انديانا خالد


 
فى مثل هذا اليوم من العام 2015 افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع قناة السويس الجديدة، وكان الهدف الرئيس من الانشاء لهذا المشروع العملاق "الملحمة الشعبية الوطنية" هو تلافي المشكلات القديمة لقناة السويس من توقف قافلة الشمال لمدة تزيد على 11 ساعة، وأيضًا بهدف استيعاب السفن العملاقة.
 
تبدأ قناة السويس الجديدة من الكيلو متر 61 إلى الكيلو متر 95 بطول 35 كم، بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بطول 37 كم، ليصبح الطول الإجمالي للمشروع 72 كم، من الكيلو متر 50 إلى الكيلو متر 122.
 
كما يسمح المشروع باستيعاب قناة السويس للسفن العملاقة بغاطس 65 قدما، مما سيساهم في زيادة دخل القناة فى المستقبل، وتمت عمليات الحفر من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والتي استعانت بـ17 شركة وطنية مدنية تعمل تحت إشرافها.
 
بدأت مرحلة الحفر الجاف بالمشروع في 7 أغسطس 2014، وشارك فيها 44 ألف مواطن مصري، بمصاحبة 4500 معدة، وإجمالي 84 شركة، وتمت إضافة كتيبتين من القوات المسلحة لإزالة الألغام ومخلفات الحرب، بالإضافة إلى كتيبتي طرق للمساعدة في عمليات الحفر.
 
واستطاعوا إنهاء الحفر الجاف بنسبة 100% خلال 9 شهور، عن طريق استخراج حوالي 250 مليون متر مكعب من الرمال، وتلاها بدأ أعمال تكسيات وتدبيش الأجناب بطول 100 كيلو متر لضبط أجناب القناة الجديدة بهدف منع ترسب الرمال مرة أخرى للمجرى المائي..
 
وبعد عامين من التدشين ترصد بوابة "صوت المال" آراء المحللين والخبراء والمسئولين فى هذا المشروع الهام على النحو التالى :
 
بداية تعافى حركة التجارة العالمية المارة بقناة السويس
 
بداية أكد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، أن عام 2017 شهد بداية تعافى حركة التجارة العالمية المارة بقناة السويس، حيث بلغت عائدات القناة فى الفترة "من مارس وحتى يوليو 2017" 2.167 مليار دولار مقابل 2.105 مليار دولار عن نفس الفترة من عام 2016 بزيادة 62.2 مليون دولار بنسبة زيادة قدرها 3.0% ، وأضاف مميش فى بيان له اليوم، أنه بلغ عدد السفن خلال تلك الفترة فى 2017، 7294 مقابل 7021 بزيادة 273 سفينة بنسبة 3.9 %، حيث بلغت عائدات القناة فى الفترة من يناير إلى يوليو 2017 مقدار 2.938 مليار دولار "تعادل 52.5 مليار جنيه" مقابل2.919 مليار دولار عن نفس الفترة من العام الماضى بزيادة 19 مليون دولار رغم انخفاض قيمة التجارة العالمية المنقولة بحرا عام 2015.
 
وتابع: " بلغ عدد السفن التى عبرت القناة خلال السبعة شهور الأولى من 2017 عدد 9949 سفينة مقابل 9745 سفينة عن نفس الفترة فى 2016 بزيادة 204 سفينة بنسبة 2.1%، كما بلغت الحمولات المسجلة عام 2017 عن نفس الفترة 585.6 مليون طن مقابل 561.5 مليون طن عن نفس الفترة من 2016 بزيادة 24 مليون طن بنسبة 4.3%.
 
سياسات تسويقية جديدة
 
ويؤكد طارق حسانين، المتحدث باسم هيئة قناة السويس، خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج "هذا الصباح" على فضائية "اكسترا نيوز"، اليوم الأحد، أن قناة السويس حققت خلال الفترة من شهر يناير 2017 وحتى يوليو 2017 أكثر من 2 مليار و300 مليون دولار، بزيادة 19 مليون دولار عن السنة الماضية، مشيرا إلي أننا اتبعنا سياسات تسويقية جديدة .
 
وأضاف ، أننا نحتفل الآن بمرور عامان على افتتاح قناة السويس الجديدة وهذا انجاز لمصر وقادتها.
 
استعادة مصر لريادتها العالمية
 
يقول القبطان فريد رشدي، كبير المرشدين بهيئة قناة السويس خلال لقائه ببرنامج "صباح البلد"، على قناة صدى البلد  إن أهمية المشروع تقوم على استعادة مصر لريادتها العالمية بعد فقدها لفترة طويلة استمرت لأكثر من 30 عاما، مشيرا إلى أن مصر كانت لسنوات لا تواكب تطور اقتصاديات النقل البحري وصناعة السفن على مستوى العالم ، وأكد أن إنشاء المشروع في عام واحد كان إبهارا للعالم الخارجي، ونجحنا بشهادة العالم في إنشاء قناة تقلل زمن عبور السفن وجذب العالم كله.
 
أهم ممر ملاحي في العالم
 
ويؤكد الدكتور عارف الدسوقي أستاذ الاقتصاد بجامعة السادس من أكتوبر في تصريحات لصحيفة "الوطن" إن وضع قناة السويس الجديدة اليوم، أثبت أن التفكير في المشروع من بدايته كان ممتازا، والتركيز حاليا على التطوير لأهم ممر ملاحي في العالم ، وأضاف: "الشعب المصري أثبت استطاعته تمويل المشروعات القومية ذات المردود الوطني والاقتصادي، وأتمنى أن تكون الخريطة الاقتصادية مستقبلا ذات مشروعات استثمارية ضخمة، وتكون الأولويات للمحافظات ذات الاحتياجات، ويراعى ترتيب الأولويات بالاحتياج الجغرافي، وربط المشروعات بالخريطة الاستثمارية مهم جدا، ووجود تسهيلات لمنافسة الدول الأخرى ليصبح مشروع تطوير محور قناة السويس مشروعا عالميا ضخما" ، وأكد أن الإسماعيلية الجديدة من مراكز الثقل القوية الجديدة التي تساعد في الموقف التنافسي، حيث تستوعب العمالة المشاركة في المشروعات داخل النطاق الجغرافي للمشروعات المرتبطة بتنمية محور القناة، لافتا إلى أن ضرورة إنشاء مراكز تدريب متقدمة في السويس والإسماعيلية وبورسعيد، لتخريج عمالة ثابتة تشارك في المشروعات الضخمة.
 
 
إثبات للإرادة المصرية
 
 
 
 
يقول اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية، أن قناة السويس الجديدة بداية طيبة لمشروع ضخم، وهو "مشروع تنمية محور قناة السويس"، حيث إن إشارة البدء كانت من على أرض الإسماعيلية، وقرار التكليف بالإنشاء في سنة بدلا من 3 سنوات، وهذا إثبات للإرادة المصرية ، وأضاف طاهر: "قناة السويس عمل عظيم اقتصاديا، والمحافظة تشهد طفرة كبيرة جدا بسبب المشروعات الضخمة وفق البرنامج الزمني المحدد لها، فالمرحلة الأولى من الإسماعيلية الجديدة، وافتتاح فندق ضخم على بحيرة التمساح، يصب في مصلحة التنمية السياحية ومشروع الأنفاق، وتطوير المرحلة الأولى من محوري محمد علي وأم كلثوم وكباري الإسماعيلية، ستنتهي في نهاية العام الحالي، أما المراحل الثانية من مشروعات عديدة أهمها الأنفاق ستنتهي خلال عام 2018".
 
مشروع شامل ومتكامل
 
قال الدكتور على مسعود، عميد كلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بنى سويف والخبير الإقتصادى، إن مشروع تنمية محور قناة السويس هو مشروع شامل ومتكامل ولا يقتصر على فرع قناة السويس الجديدة فحسب، بل شدد أن المشروه يهدف لتنمية عدد محافظات على المدى القصير خصيصاً محافظات القناة «الإسماعيلية وبور سعيد والسويس».
 
وأوضح مسعود، أن المشروع يهدف لعمل مركز لوجيستى متكامل، موضحأ أنه من أهم المشروعات وأكبرها التى تمت فى الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية، والذى أسهم فى إنعاش الإقتصاد من حالة الركود التى عانى منها الإقتصاد خلال الفترة الماضية.
 
وأكد  أن المشروع ساعد في تحسين البنية التحتية وتنشيط الودائع المختزنة داخل البنوك المصرية، مششدا على أن نتائج المشروع واضحة وينقصها تسليط الضوء الإعلامى عليها، مضيفًا أن المشروع قلل من عدد ساعات الإنتظار اثناء مرور السفن والذى تبعه تقليل التكلفة على السفن وشركات النقل.
 
تنمية ضاحية الأمل
 
من جانبه قال الدكتور وائل النحاس، إن المشروع استطاع أن يحافظ على حجم الإيرادات الذى كانت تنتجه القناة، وذلك بالرغم من تراجع مستوى التجارة العالمى، مؤكدا أن المشروع ضخم وشامل عدة مشاريع تهدف لجذب الإستثمارات لمنطقة قناة السويس بشكل عام.
 
وأوضح النحاس، ان المشروع مهم جدا للإقتصاد المصرى فى الفترة الحالية والقادمة بالرغم من تأثره بالتقلبات السياسية والحروب الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط، وأن أداءها لم يتأثر بالرغم من توترات المشهد السياسي.
 
وفى إطار مشروع التنمية الذى أطلقه الرئيس، يهدف المشروع لتنمية ضاحية الأمل، وهي منطقة تقع على مساحة 2744 فدان على الطريق الإقليمي القاهرة/بورسعيد، ويحدها من الجهة الشرقية المجرى الملاحي لقناة السويس أمام جزيرة البلاح على بعد 15 كم شمال مدينة الإسماعيلية، و130 كم من مدينة القاهرة، و65 كم من ميناء غرب بورسعيد، و10 كم من كوبري السلام، مما يجعلها من المناطق المتميزة جغرافياً بإقليم قناة السويس.
 
منطقة لوجيستية
 
ويري عمار زبادى الخبير الإقتصادى، إن المشروع ساهم فى جذب العديد من الإستثمارات بالمنطقة لإقامة منطقة لوجيستية مشابهه لأبراج كابيتال بدبي، موضحاً أنالمشروع زاد من اتساع القناة لاستقبال عدد اكبر من السفن وتقليل ساعات الإنتظار اثناء المرور.
 
وأكد الخبير، أن المشروعات المحورية المصاحبة لمشروع القناة مهمة جدا وستحدث نقلة فى الإقتصاد المصرى والتى ينقصها الدور الإعلامى، والتى ساعدت في تنشيط المناطق المحيطة وجذب العديد من المستثمرين العرب لاستصلاح الصحارى المجاورة.
 
ونوه إلى العاصمة الإدارية حيث أوضح أنها تنافس الطراز الأوروبي الحديث، مؤكدا على نية الشركات الكبرى مثل «جرنوفا كابيتال وابراج كابيتال» نيتهم للمشاركة في استثمارات جديدة فى المنطقة.
 
 قضى على التخوفات
 
يرى هشام محجوب مهندس بحري وقائد فريق بورسعيد 2020 أن مشروع قناة السويس  قضى على التخوف من انشاء قنوات بديلة مثل قناة بنما وهي حل لما قد يواجه مصر من أزمة مستقبلية مع تزايد حجم التجارة العالمي خاصة وأن القناة القديمه لم تسجل عبور 100 سفينة في اليوم مما يجبر السفن علي الانتظار لمدة قد تطول لأربعة أيام.