ترابيزة أم عبده !


اسلام حامد 

 لا يوجد أي معيار مطلقا لحدود وحرم السكة الحديد فى مصر... من ٣ سنوات كنت في أحد أسواق القاهرة ... وكان الباعة يفترشون بضاعتهم على حواف قضبان القطار الذى يخترق السوق وفوقها ... ونادى منادى : القطر جاااااااى 
 

بدأ الكل يقومون فى تكاسل بشع ... شيلي يا حاجة الترابيزة دى .... شيل يا أحمد الكرسي ده ... زحزح الكنبة دى شوية
عشان القطر يعدى .... وقفت أنتظر هذا الوحش القادم لالتهام الكل ... وجاء من بعيد بنفيره الفظيع معلنا : أنا جاي اوعوووووووا .. ولكن لم يكترث به احد !.
 

انتظرت قليلا حتى مر هذا الوحش الحديدي فى سلام مع دعوات الحاجة أم عبده لانه حرك لها الترابيزة بتاعة البضاعة شوية وهاتضطر ترتب البضاعة تانى مع دعوات أن اللي يولع ده يتشال من هنا لانه بيضايق البياعين كل شوية لما بييجي.
 

وقفت مذهولا فالقطار  دائما أنظر إليه بنوع من الرهبة منذ كنت طفلا ومازلت واعلم أن له حدود امنة تسمي بحرم السكة الحديد لا يجب التعدى عليها من أجل الحفاظ على الارواح وسلامة الحركة.
 

الاهمال قاسم مشترك دائما بين المواطن والحكومة ولكن احيانا يكون المواطن صاحب اليد العليا فى اى حادث بشع يتسبب فى فقدان الارواح والممتلكات .
 

ماذا لو لم يكترث احمد ولا ام عبده وحركوا  بضاعتهم قبل مروره ... وقتها سنقول على سائق القطار انه ارعن لانه اهمل ولم يتفاداهم  .

 
معظم النار من مستصغر الشرر .. وترابيزة ام عبده قد تكون سبب مصرع العشرات لو توقف السائق فجاة او جاءت ام عبده نفسها تحت العجلات .
 
عذرا ام عبده ... فلابد ان تعلم الحكومة سائق القطار عمل الشقلباظات لكى يتفاداكى ... وعذرا ايضا لك لان الحكومة لم تستطع ان توفر لك مكان امن للقمة العيش وتركتك فريسة للوحش الحديد ... فهل راعينا حدود وحرم السكة الحديد... وبالمرة نراعى حدود ترابيزة ام عبده ؟! .