هل نكدت عليهم اليوم ؟!


اسلام حامد 
 
فن زراعة الأمل فى نفوس البشر لا يتقنه الكثيرون ، ان تكون فاقدا للروح مضطربا تكاد تهوى فى براثن النكد والاكتئاب وتكالب الهموم والتفكير السلبي ثم ياتى من ينتشلك من كل هذا بكلمة طيبة ودعم نفسي وابتسامة مشجعة على تجاوز المحنة والاحباط وعبور "نغزات الشيطان " التى تريدك ان تحاط بالياس والقنوط من حاضرك ومستقبلك ومن رحمة الله الواسعة .
 
نعم سأبتعد عمن يبثون فى ذاتى كل الطاقات السلبية ويصدرون إلى الهموم واتجه مندفعا الى من يهونون ، ييسرون ، يحملون الحلم واليقين وباقات الطاقة الايجابية الى روحك وجسدك فتنفض عن نفسك غبار الكسل الذى يولده الاحباط وتشحذ عزيمتك الى فعل اى شئ يتجاوز بك الامك الى نسيانها . 
 
اصحاب الـ positive energy ، يشبهون تماما ملائكة الرحمة فى صناعة البهجة ، بداخلهم الام الكون وشقاؤه ولكن لا يظهرون ابدا اى استياء من هذا او تذمرا او ضيقا ، تسبقهم دائما كلمات الحمد والدعوة للصبر والنظرة لغد افضل ، وظيفتهم فى الحياة ان يجعلوك تنظر الى الافضل فى حياتك ، الى الاجود الى حياة بلا منغصات ، فربما كان هذا طوق نجاة وقطعة خشب تلتقطك فى بحر هائج متلاطم الامواج عنوانه الكرب . 
 
يقول الشيخ احمد شريف النعسان فى احدى خطبه :" المؤمنُ يُبث الأمَلَ في نفسِهِ من خِلالِ قولِهِ تعالى: ﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾. فمن المُحالِ دَوَامُ الحَالِ, فَاللهُ تعالى قَادِرٌ على أن يُبَدِّلَ خَوفَنَا أَمنَاً, قادِرٌ على أن يُبَدِّلَ هَمَّنا فَرَجاً, قادِرٌ على أن يُبَدِّلَ ذُلَّنا عِزَّاً, قادِرٌ على أن يُبَدِّلَ تَمَزُّقَنا جَمعاً, قَادِرٌ على أن يُبَدِّلَ فَقْرَنا غِنىً, قَادِرٌ على أن يُبَدِّلَ ضِيقَنا مَخرجاً, لأنَّهُ القائِلُ: ﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾" .
 
ويقولون فى تعريف الامل الأمل انه أمر معنوي عبارة عن شعور أو عاطفة تجعل الإنسان متفائلاً وإيجابياً اتجاه الحياة ومن فيها، مما يجعله قادراً على التعامل والتكيف مع كل ما يحيط به بالشكل التفاعلي ويبعده عن الشعور بالوحدة والعزلة، ويجعل الإنسان يرجو حدوث أمور إيجابية في حياته بالرغم من كل ما مر به من سلبيات وصعوبات، ويجعله يرفض المستحيل ويعمل على تحقيق ما يطمح له.
 
جرب ان تزرع وتبث أملا ولو حتى كاذبا فى نفس يائس او محبط او مريض فستجد الحال تغير وربما هونت كلماتك عليه ليلة صعبة كان سيقضيها فى تفكير ياكل رأسه . 
 
وليكن الشعار الدائم لنا "خليها على الله" ، " تبات نار تصبح رماد لها رب يعدلها " 
 
لنفتح نوافذ الحياة لبعضنا بالامل بالروح الطيبة بعدم الشكاية على اهون سبب ، فكم يلاقى غيركم قصم الظهور ولا يعرف غيرهم ما بهم سوى عنوان الابتسامة والرضا والحمد . 
 
اعطه طاقة ايجابية بلسانك حتى لو لم تكن تملك غيرها  .
 
- في معاني الطاقة الإيجابية

ـ الطاقة الإيجابية أعلى بحوالي ستة آلاف مرة من الطاقة السلبية ، فلو انتبهت لمريض وتعاطفت معه بمشاعر ألم ، تشحنا بعضكما بالطاقة السلبية فتزيده مرضا وتتأثر منه بالمرض . ولو انتبهت لمريض وأنت مملوء باليقين والراحة والتفاؤل تفيده وتشحنه بطاقة إيجابية تخفف عنه المرض وتسرع من تشافيه .
 
ـ جرب مرة وأنت تسير في الشارع ، انظر إلى السحاب ، أمعن النظر وابتسم وظل هكذا فترة بسيطة ، ستفاجأ أنك أخذت شحنة إيجابية رائعة  ، ثم جرب مرة انظر إلى مكان تجمع قمامة أو شيء سلبي ، أمعن النظر وتضايق ، ستفاجأ بأنك أخذت شحنة سلبية كبيرة .
 
ـ أغلق عينيك ، تخيل شيئا جميلا رائعا مريحا ، عش في الخيال وكأنك في المكان أو في هذه اللحظة (لحظة تفوق ، موقف إيجابي سعيد من الماضي أو توقع في المستقبل إيجابي) ستأخذ منه شحنة إيجابية رائعة تشحن بها طاقتك ، ثم جرب الآن : أعلق عينيك ، تخيل شيئا حزينا خانقا محبطا ، عش في الخيال وكأنك في المكان أو في تلك اللحظة (لحظة حزن ، موقف سلبي حزين من الماضي أو توقع في المستقبل سلبي) ستأخذ منه شحنة سلبية كبيرة تشحن بها طاقتك بصورة سلبية .
 
ـ المشاعر هي ترمومتر الطاقة وترمومتر الأفكار،، إن كانت مشاعر إيجابية فأنت طاقتك إيجابية وأفكارك إيجابية في هذه اللحظة ، وإن كانت مشاعر سلبية فأنت طاقتك سلبية وأفكارك سلبية في هذه اللحظة ، غير ما في نفسك يتغير ما حولك .