حماية المستهلك «1»


محمد حسن البنا

إتلطشت في مخي وقلت أجرب الخطوط الساخنة التي تقدمها الأجهزة والوزارات المختلفة لتقديم خدمات علي الخط مباشرة للمواطن on line، بدلا من بهدلة المواصلات، طبعا تجربة سيئة ومريرة مع جهاز مهمته حماية المستهلك من تغول الشركات وجشع التجار، ويرأسه رجل مجتهد ومحترم هو اللواء عاطف يعقوب.
 
والله هذا حصل، رفعت سماعة التليفون الأرضي حوالي الساعة الثالثة بعد ظهر الإثنين الماضي، طلبت رقم 19588 علي الخط أنسر ماشين، يعني رسالة مسجلة بصوت فتاة حالمة، ترحب بك، فرحت لأول وهلة، وطالبني الصوت الرقيق المسجل بالفاتورة الأصلية حتي أنجز، وكانت في يدي والحمد لله، ثم فاجأتني بجملة مسجلة أيضا تشاءمت منها، قالت : » عفوا.. جميع الخطوط مشغولة، يرجي الانتظار، وسوف يقوم أحد ممثلينا بالرد عليكم »‬!، وطبعا ليس أمامي سوي الانتظار، تمر الدقائق، وتعاود الرسالة صدمتي بالتكرار، وهكذا حوالي 15 مرة فيما يقرب من نصف ساعة، ولا أحد يرد، قلت في نفسي هذه مؤامرة من جهاز حماية المستهلك لتغريمي مكالمات أرضية مدتها نصف ساعة، وشربت المقلب، وأغلقت السماعة وأنا أشعر بالقهر، جاءتني فكرة الدخول علي موقع الجهاز وكتابة شكواي، وكتبت www.cpa.gov.eg ووجدت صفحة الجهاز، بحثت عن الشكاوي، وضغطت عليها بالماوس، ظهرت لي صفحة كئيبة تطلب مني بيانات عديدة، دعوت ربي أن يلهمني الصبر، واستجاب سبحانه، وبدأت ملء البيانات، حتي الرمز الذي يطالبي الجهاز برسمه في الخانة كتبته وكلما أضغط لإرسال الشكوي تعود الصفحة تخبرني بفشل الإرسال، وتقدم لي رمزا جديدا، وأكرر التجربة دون جدوي، وبعد محاولات مضنية حصلت مع قرب أذان المغرب علي رقم تسجيل الشكوي 698287 حمدت الله علي ما وصلت إليه، ورفعت يدي إلي السماء داعيا حسبي الله في الجهاز والحكومة، نسيت أنا كنت عايز جهاز حماية المستهلك في إيه ؟! بكرة نكمل.

منقول من بوابة الأخبار