هوامش حرة .. عودة فتح وحماس


فاروق جويدة

تشهد القاهرة الآن مرحلة جديدة من العلاقات بين فتح وحماس لكى تعود للشعب الفسطينى وحدته التى مزقتها الخلافات والصراعات سنوات طويلة فرقت بين أبناء الشعب الواحد .. فى القاهرة الآن يجتمع رموز العمل الوطنى الفلسطينى كل الأسماء الكبيرة فى الساحة الفلسطينية تلتقى الآن من اجل استعادة وحدة الصف الفلسطينى بعد مواجهات عنيفة .. كانت الخلافات بين فتح وحماس هى أسوأ ما أصاب القضية الفلسطينية لم تفرق الفلسطينيين فقط ولكنها كانت سببا فى تشويه صورة النضال الفلسطينى داخل الشعوب العربية ..

لم يكن احد يتصور أن القضية الفلسطينية التى جمعت يوما الأمة كلها سوف تتحول إلى ساحة للصراعات حتى وصل الأمر للتخلى عن القضية نهائيا وكانت هذه اكبر خسارة لحقت بالشعب الفلسطينى .. ولم يكن احد يتصور أن يرفع الفلسطينى السلاح فى وجه شقيقه أو ابن قريته أو جاره ولكن هذا ما حدث حين دخلت القضية صراعا مسلحا بين الفصائل الفلسطينية داخل غزة وخارجها .. لقد عاد رفاق النضال إلى القاهرة بعد أن أدركوا أن الجميع تخلى عنهم وان مصر ستبقى الحصن والأمان للشعب الفلسطينى وان غزة كانت دائما جزءا عزيزا من ارض سيناء وان الدماء المصرية فى يوم من الأيام سالت من اجل القضية الفلسطينية وان الذين تاجروا بهموم الشعب الفلسطينى قد تكشفت أمام الجميع مؤامراتهم التى فرقت أبناء الشعب الواحد ..

إن حماس تدرك أن علاقتها بمصر لا يمكن الاستغناء عنها وان ما حدث فى السنوات الماضية كان خسارة كبيرة للشعب الفلسطينى وان فتح وحماس وجهان لقضية العرب الأولى .. ورغم أن الساحة قد شهدت معارك ودماء كثيرة تركت آثارها على القضية الفلسطينية إلا إنها مازالت تسكن ضمير كل عربى رغم الظروف الصعبة التى عاشها الشعب الفلسطينى فى ظل انقسامات حادة عصفت بكل شىء.. فى الأيام القادمة سوف يتم الاتفاق بين فتح وحماس من اجل عهد جديد وصفحة تطوى مآسى الماضى القريب وهذا انجاز كبير للقيادات الفلسطينية التى أدركت أخيرا أن وحدة الشعب الفلسطينى هى الطريق الوحيد لعودة الحق الفلسطينى

نقلا عن "الاهرام"