الباحثة ياسمين رمضان: اللغة الصينية ستكون الأولى عالميا قريبا

الباحثة ياسمين رمضان

انديانا خالد


الكتابة الصينية ليست رسوم ولكنها خطوط
معهد كونفوشيوس أفضل معهد لتعلم الصينية
مصر تعاني من فقر في الأبحاث العلمية
الثقافة المصرية قريبة من الصينية
أعاني في تكملة رسالتي للدكتوراه في مصر

 
" اللغة الصينية ستصل يوما ما إلى مرتبه اللغات الاولى" .
 
هكذا تنبأت الباحثة الشابة ياسمين رمضان الحاصلة على درجة الماجستير في اللغة الصينية من كلية الاداب جامعة القاهرة ، فمن خلال سفرها الى الصين وتدريسها اللغة الصينية للطلاب في جامعة القاهرة، وجدت أن اللغة الصينية ستكون من اللغات الأولى في التعامل على مستوى كافة دول العالم.
 
وتؤكد ياسمين أن هناك تزايدا في عدد متعلمي اللغة الصينية في مصر، من خلال معهد كونفوشيوس .. كما ترى أن العرب لديهم قوة أكثر من الصين في تعلم اللغات بشكل سريع، عكس الطلاب الصينين الذين يجدون صعوبة إلى حد ما في دراسة اللغة العربية.
 
التقتها بوابة "صوت المال" وكان هذا الحوار :



لماذا اخترت اللغة الصينية للتعلم رغم المعروف عنها أنها لغة معقدة؟

عادتي منذ الصغر حبي لتعلم اللغات، فكان هناك تنمية من قبل الأسرة في تعلم اللغات الأجنبية بشكل عام ، الى ان اقترح أبي على يوما أن ادرس اللغة الصينية بالجامعة، وفكرت في اقتراحه، وانضممت الى قسم اللغة الصينية بكلية الاداب بجامعة القاهرة، ومنذ أول يوم وجدت أن اللغة الصينية "لذيذة" وممتعة في دراستها.
 
ولكن اللغة الصينية ليست مهمة مقارنة باللغات الأخرى كالانجليزية والالمانية والفرنسية والايطالية .. فهل وجدتي منها إفادة في حياتك العملية؟

اللغة الصينية خلال السنوات المقبلة، ستكون من اللغات الأولى الواجب تعلمها، وذلك للتطور التكنولوجي الذي وصلت له الصين خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى سرعة نمو الصين اقتصاديا بين دول العالم مما يجعل لغتها من اللغات الأولى التي يجب على الشعوب تعلمها.
 
كما أن الشعوب العربية لديها قابلية سريعة لتعلم أي لغة أسرع من الصينين، فلا يوجد أصعب من اللغة العربية في التعلم لديهم ، أما باقي اللغات فهي سهلة، عكس الصينين الذين يجدون صعوبة في تعلم اللغة العربية.
 
هل وجدت صعوبة في تعلم كتابة الحروف الصينية ؟

بالعكس تماما، فاللغة الصينية كتابتها عكس ما يتخليها الناس ، فهي عبارة عن خطوط تكتب لتكون معي كلمة ، وليست رسومات كما يظن الأغلبية، فهناك رموز سهلة، فخط مستقيم يعطي رقم واحد، ثم يتعلم الطالب بعد ذلك الرموز المعقدة والتي مع الوقت سيعتاد عليها ولا يكون فيها أي مشكلة في الكتابة.
 
من خلال زياراتك الكثيرة للصين .. هل هناك الكثير من المصريين يدرسون في الصين؟

أول سفر لي الى هناك كان في السنة الثالثة من الجامعة عام 2010 وكان عدد المصريين ليس كبير، أما الآن فزادت اعداد المصريين القادمين الى الصين خلال السنوات الماضية، وليس بهدف التجارة فقط ، ولكن لتعلم العديد من العلوم والدراسات الانسانية والتكنولوجية.
 
هل هناك فرصة للطالب السفر للصين بعد تعلم اللغة؟

بالتأكيد فهناك العديد من المنح التي تقدم للطلاب، فأنا استطعت بعد حصولي على المركز الأول بالفرقة الأولى والثانية بقسم اللغة الصينية، أن أكمل دراستي لمدة عام في الصين، وهناك شعرت بأنني أتعلم اللغة الصينية بطريقة أفضل من هنا، وذلك نظرا لسهولة الحصول على المراجع والكتب والأبحاث والتفاعل الجيد بين الطالب والمدرس الجامعى.
 
كما أن معهد  كونفوشيوس بجامعة القاهرة، يقدم كل عام العشرات من المنح الدراسية في الصين، بجانب المنح التي تمنح لطلاب جامعة القاهرة "اداب صيني " للعشرة الأوائل.
 
معنى ذلك أن الطالب الذي يدرس اللغة الصينية في مصر يظلم؟

لا يظلم ولكن لكي يدرس بطريقة علمية صحيحة ويتعلم الصينية، سيدفع الكثير من الأموال، من أجل الحصول على كتب ومراجع دراسية وقواميس، وللأسف الطالب في مصر غير متاح له هذا ، وفي الصين من حق الطالب أن يحمل العديد من المراجع والكتب بدون مقابل وفي أي وقت أما في مصر فذلك غير متوافر.
 
وأنا أعاني حاليا لعدم وجود مراجع دراسية لاستكمال رسالتي لنيل درجة الدكتوراه، حيث اضطر إلى الاستعانة بأحد من أصدقائي في الصين لشراء المراجع والقدوم بها إلى مصر في أقرب فرصة، أما إذا كان ليس للطالب المصري أصدقاء في الصين فسيكون من الصعب الحصول على مراجع وكتب وسيتكلف الكثير من أجل الحصول عليها.
 
 ما الفرق الطالب المصري ونظيره الصيني ؟

مشكلة الطالب المصري أنه يحدد مستقبله بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة، فيبدأ في التفكير في مستقبله وتكوين نفسه بعد فوات الآوان، بالإضافة إلى تحكم "مكتب التنسيق" في مهارات الطالب، أما الطالب الصيني فيبدأ منذ الصغر في تحديد مستقبله وتنمية مهاراته.
 
كما أن هناك اهتماما بالطفل في الصين منذ الصغر، وذلك لأن لكل أسرة طفل واحد فقط، يأخذ اهتماما كبيرا من قبل الأسرة ، ويقومون بتعليمه كل شيء من موسيقى ورياضة وسباحة ولغات.
 
هل يعاني الطالب المصري عند دراسته في الصين بسبب اختلاف الثقافات؟

لا يوجد اختلاف فى الثقافات بين الشعبين، نفس العادات والتقاليد، إلا أن الطعام الصينى من أصعب الأشياء التي يمر بها الطالب المصري، فلديهم اطعمة غريبة غير معروف طرق طهيها غالبا .
 
ونهاية بما تنصحين الراغبين فى تعلم الصينية ؟

انصحهم بالالتحاق بمعهد كونفوشيوس فى جامعة القاهرة فهو أفضل معهد لتعلم الصينية، ويضم مجموعة تربوية من الصينين الذين يعدون مناهج تربوية تفيد الطالب في تعلم اللغة بشكل سليم، عكس المراكز الخارجية التي يقوم مجموعة من الأشخاص فيها بتدريس اللغة وقد تكون بطريقة غير سليمة، كما أن من مميزات معهد كونفوشيوس، أنه يعطي للطلب منح للتكملة الدراسة بالخارج وزيارات إلى الصين للتعرف عن قرب بالشعب والثقافة الصينية.
 
 يرى البعض ان الصين مجتمع منغلق على ذاته ويمنع التواصل مع دول العالم لمعرفة ثقافتهم وأخر الأبحاث العلمية فما السبب ؟

ليس صحيحا هذا الكلام .. فالصين لديها محرك بحث أقوى من جوجل، يستطيع أن يعطيكي كافة المراجع والأبحاث، والصين اردات أن تحمي نفسها من الخطر الموجود حول العالم من ثورات و حروب، فهي لديها مشكلات اكثر بكثير من دول العالم، وعليها أن تغلق على نفسها من أجل استقرار الدولة، ولذلك هناك بديل لجوجل والفيس بوك والواتس اب واليوتيوب.