العداء الأسود

خاص ــ صوت المال


بقلم الكاتب الكبير : محمود صلاح

اننى اشكر كل مصيبة واجهتني في حياتي . وأشعر بالعرفان لكل " بلوة " سقطت فوق رأسي في مشوار عمري . واعترف بالجميل لكل شرير دبر لي مكيدة . وعندي شعور بالامتنان لكل من حاول ايذائى واصابنى بجرح صغيراً كان أو كبيراً . أشكركم جميعاً !
 
إن كل الأشياء السيئة التي صادفتني . هي التي صهرتني في نارها . وصاغت ملامحي وصنعت منى هذا الإنسان . إن الذين ضربوني على " قفايا " . هم في الواقع منحوني النياشين والأوسمة . التي تؤكد أنني لست مثلهم . ولن أكون أبداً .
والذين رجموني بالحجارة ولم يدفنوني في مقبرة من حجارة الحقد. إنما صنعوا لي هرماً من ارادتى وصمودي . ووقوف السماء إلى جانبي . في أصعب الأوقات !
 
هذا الجرح العميق في صدري . لافتة مضيئة تقول اننى إنسان بحق . حتى وإن كان الغدر هو كل مقابل اخلاصى . والعداء الأسود لم يهزم الحب الأبيض في قلبي !
 
ما أكثر ما حفر لي البعض حفرة لكي اقع فيها . وما أكثر ما أشعل لي بعضهم النيران في طريقي لكي تحرقني. لكن السماء دائماً كانت أدرى بحسن نيتي وبراءة روحي. وجعلت من النار برداً وسلاماً .
 
وأنا لم أعرف اللون الأبيض وأحبه . إلا بعد أن كرهت السواد الذي أراد البعض أن يستدرجني إلى مستنقعه. ولم أعرف طعم الرحمة . إلا بعد أن ذقت مرارة الظلم. ولم ينبض قلبي بحلاوة الحب . إلا بعد أن سالت دمائي من قسوة الكراهية !
وأقول لمن حاول ايذائى أو آذاني : أشكرك .. فقد أصدرت حكمك بأنني أفضل منك !
 
وأقول لمن طعنني يوماً في ظهري بخنجر الغدر: أنت دون أن تدرى قدمت لي باقة زهور. تقول أنني طيب وأنك شرير. فلك منى جزيل الشكر !
 
أنا لست نادماً على الأيام السوداء .
 
لأنها ـ دون أن يدرى من صنعوها ـ كتبت لي عنوان " الأيام البيضاء "!

نقلا عن صفحة الكاتب على فيس بوك