محاربة السرطان سحر شعبان:«قواعد العشق الأربعون» كان رفيقي فى رحلة العلاج


حوار : سارة أحمد عمران 
 
الدعم النفسي لمريضة السرطان من اهم مراحل العلاج 
 
هناك أختلاف فى التاهيل النفسي لمريضة السرطان صاحبة العشرين عاما  والمريضة التي تخطت الأربعين

جمال المرأة وزينتها ليس في وجود شعرها 

الابناء لهم دور كبير فى توعية الامهات بالحفاظ على الاساليب الصحية فى الحياة 

بضحكتها ووجهها البشوش استطاعت أن تحارب مرض سرطان الثدي وتحولت من مريضة لمحاربة هزمت السرطان وأصبحت مصدر قوة  لمريضات أخريات، أعدت مجموعة برامج تساعد في الكشف المبكر عن سرطان الثدي وللتوعية منه وأعراضه وأيضا برامج لتأهيل الأهالي والازواج للتعامل مع المريضة، سحر شعبان صاحبة مؤسسة "كيان مصر للتنمية والتدريب ودعم المشاركة المجتمعية" ومبادرة "كوني الأقوي كوني سحر".

التقتها "صوت المال" وكان هذا الحوار :
 
محنة المرض كيف تعاملتى معها ؟

المرض بالنسبة لي ابتلاء من ربنا، لذلك سلمت أمري إلي الله وبدأت رحلة علاجي الطبي وبجانبه ذهبت لطبيبة امراض نفسية واخبرتها بأنني مريضة سرطان واريد أن أصبح في وضع نفسي أفضل يجعلني قادرة علي محاربة مرض زي السرطان.
 
كيف كان الدعم النفسي ؟

الدعم النفسي كان مقسوما لجزئين الأول والأهم بناتي لأني أنا المسئولة عنهم مسئولية كاملة وبمثل لهم كل حاجة في حياتهم، فأصبحت علي يقين أن رسالتي معهم لم تنتهي بعد فعزمت علي محاربة المرض، والجزء التاني هو عملي علي حقوق النساء ورسالتي اتجاهم، فكان من المستحيل التنازل عن استكمال رسالتي، بالأضافة الى اننى أثناء رحلة علاجي وجدت بطلات سرطان في حالات نفسية واجتماعية واقتصادية سيئة جدا  فحملت علي عاتقي مساعدتهم، ولكن وجدت ان هذه المساعدة لن تتم إلا إذا أصبحت أقوي من السرطان وأهزمه.
 
لماذا اخترت البدء بمحافظات الصعيد للتوعية ضد المرض ؟

اخترت الصعيد لوجود مؤسستي" كيان مصر للتنمية والتدريب ودعم المشاركة المجتمعية" بالصعيد منذ7سنوات وتقوم المؤسسة هناك بالمشاركة المجتمعية فى العديد من النشاطات مثل حقوق الفتيات والعنف ضد المرأة وتأهيل الشباب لسوق العمل و لكن بعد أصابتي قررت البدء من الصعيد لقلة انتشار التوعية بين الناس هناك ضد المرض باهمية الفحص المبكر واختلاف العادات والتقاليد عن القاهرة بعض الشئ جعلنىا اتوجه الى هناك بما يتناسب مع عاداتهم.
 
وبالفعل حسيت أن ربنا بيلفت أنتباهي أن لسه في شريحة أو فئة من نساء المجتمع لسه مجربتش أشتغل عليها، وبدأت ادور علي الشريحة دي من بطلات مرضي السرطان.
 
مراحل العلاج صعبة..ماذا تفعلين لتحفيز المريضة علي استكمالها ؟

نعرض للمريضة او المريض نموذجان الأول النموذج الأيجابي وبحاول اقنعه واعرض له أن السرطان مش حتما أن نهايته هي الموت في ناس تم شفائها وهترجع لأستكمال حياتها وعالجانب الأخر بعرض له الحالات المريضة المستسلمة للمرض وحالتهم النفسية السلبية، وأبدا اشرح له مدي تأثير الحالة النفسية في مراحل العلاج وأنها ممكن توصل المريض لدرجة أنه يصبح مش راضي عن حياته كلها ومش متقابلها وبعد عرض النموذجين بيكون المريض كون الوعي الذي يجعله يختار طريق علاجه ، وساعدنى على كده انى فى الاساس مدربة تنمية بشرية .
 
وماذا فعلت لتتفادي ساعات الالم الناتجة عن أثار العلاج؟

ركزت علي فعل الأشياء التي أحبها وفي الوقت ذاته تشغلني عن التفكير في الألم وهي القراءة، قمت بشراء كتاب "قواعد العشق الأربعون" واصبح صديقي طول مراحل العلاج بمجرد شعوري بالألم امسك به وأقرا فيه حتي يزول التعب.
 
 اكتر الصعوبات التي تعرض لها أثناء محاربتك لمرض؟

اصعب شئ تعرضت له هو ضعف جهاز المناعة عندي لدرجة أن الدكاترة كانت بتوقف العلاج الكيماوي، وفقدت وزني تماما وتحولت لهيكل عظمي ونفقات العلاج كان مكلف جدا، خصوصا أني بعول بناتي والمسئولة عنهم.
 
هل وجدت اى أختلاف فى التاهيل النفسي لمريضة السرطان صاحبة العشرين عاما  والمريضة التي تخطت الأربعين؟

بالتأكيد الفتاة في عمر العشرين عاما تختلف أولوياتها تماما عن السيدة التي يبلغ عمرها أربعين وما فوق، الفتاة الحديث معها يدور عن أحلامها وطموحاتها وأمالها عن مستقبلها الذي تتمني أن تراه والأطفال التي تريد أنجابهم، أما السيدة يختلف الحديث معها متخذة جانب روحاني أكتروتختلف أحلامها في الذهاب لرحلة عمرة أو الحج.
 
علاقة المرأة بشعرها قوية فكيف تخليتي عنه؟

الكلام ده كان زمان..انا اكتشفت ان جمال المرأة وزينتها ليست في وجود شعرها تماما، جمال المرأة يكمن فيما تحت شعرها في عقلها وقوة تفكيرها

حضور أطفال لا يتجاوز عمرهم11 عاما لندوات كوني الأقوي كوني سحر له تأثير سلبي أم أيجابي علي نفسيتهم وتفكيرهم؟

لا يوجد تأثير سلبي عليهم بالعكس ده بيكون توعية مبكرة بداخلهم، و من ناحية أخري بتبدأ الأطفال تستوعب الكلام لدرجة أنهم لو وجدوا الأم بتعمل تصرف مثلا في البيت له تأثير غلط علي صحتها أو نسيت معلومة أتقالت في الندوة يبدوأ يفكروها ويصححوا المعلومة عندها.
 
نرى ان بعض المستشفيات تتخذ سياسات بها نوع من الظلم لمرض الذين تخطوا الأربعين عاما
كل مؤسسة لها وجهة نظر و رؤية في تطبيق سياسيتها ونظامها الخاص، ولكن رؤيتي الخاصة أن من حق أي مريض يتعالج أيا كان سنه و أتعالج في مكان تاني  قبل ما يدخل المؤسسة ولا لا، "لأن مفيش حد بيختار سن مرض" .
 
لماذا لا توجد ندوات مخصصة  للزوج والأبناء لفهم طريقة التعامل مع المريض في بداية العلاج؟

بالفعل كان هناك ندوات مخصصة لأهالي المرضي تحت عنوان "حافظوا علي الست الجميلة اللي في حياتكم" ، ولكن وجد عدم أستجابة وحضور لتلك الندوات من جانبهم تماما فتوقفت، وحاليا أصبح برنامج "تأهيل الأزواج لكيفية التعامل مع المرض" وبيتم بطريقتين أما في بيت المريضة ونبدأ نشرح للأزواج وأهل المريضة، أما في المستشفي وأهل المريضة معها.
 
قلت ان الأزواج بتعتبر أن مريضة السرطان كارثة من الكوارث .. لماذا؟

فعلا لأن كتير من الأزواج لا يوجد عندها ثقافة التعامل والدعم النفسي مع مريضة السرطان، ومع بداية مراحل العلاج وسقوط شعرها ومراحل الألم فيبدأ يتخلي عنها ويبدأ يفكر "طيب ماتجوز واحدة تانية وأصرف عليها بدل ما أصرف علي علاج دي" وهو غير مدرك أنه بهذا الشكل بيفقدها الدعم النفسي الذي تكون مريضة السرطان في أشد الحاجة إليه لأستكمال مراحل العلاج.
 
وعن معهد الأورام 

أولا معهد الأورام فيه سلبيات وايجابيات زيه زي غيره، ولكن سنجد أن هناك مستشفيات كثيرة ترفض قبول مريض عمل فحوصات قبل ذلك، وأماكن أخري بترفض علاج المرضي في المرحلة التالتة والرابعة من مراحل العلاج والعلاج علي نفقة الدولة مرة واحدة فقط وفي حالة رجوع المرض مرة ثانية، يبدأ المريض يذهب لمعهد الأورام، فكل تلك الحالات تتوجه لمعهد الأورام، فبالتالي كل ده بيشكل عبئ علي معهد الأورام وطبيعي أن يحدث تقصير بسيط.
 
كيف تركز مبادرة كوني الأقوي علي حياة المريض وليس علاجه الكيماوي فقط؟

عن طريق دراسة كل حالة علي حده، ومعرفة أحتياجاتها الحياتية ومساندتها في كل الجوانب سواء أجتماعية أو أقتصادية ومشاركتهم في أنشطة وفعاليات تشعرهم بأنهم جزء من مبادرة كوني الأقوي وليسوا مرضي يتلقون العلاج فقط