خواطر فى حب الوطن


ياسر عثمان 

كل تعريفٍ لمفهومِ الأمنِ القومي للأمَّةِ العربيَّةِ والإسلاميةِ (وفي القلب منها مصر المحروسة) لا يرتكز أساسًا على الأمن العقدي الذي يقوم على الفهم الصحيح لكلمة التوحيد كما دعا إليها الأنبياء صافيةً رقراقهً عذبةً سهلةً لم يعكر صفوها خوارج ولا طائفيون، ولا تنظيميون، ولا ثائرون، ولا علمانيون، ولا فوضويون، ولا قبوريون يعبدون الأضرحة ويدعون الموتى من دون الله، ولا مثقفون يتكلمون عن التنوير وهم غارقون في وحل الظلامِ المعرفي والجهل العقدي المطبق والفاضح الذي تفوح رائحتُهُ الكريهةُ فيما يتقيئون من كلامٍ في التلفاز والورق بكافةِ أنواعه وفي فضاء التواصل الاجتماعي الذي صارَ بحضورهم مستنقًعا ومقلباً للقمامةِ وزبالةِ الفكرِ وحثالةِ المنطق)

هو تعريفٌ سامٌّ وقاتلٌ، إذْ إنَّهُ لا يُدركُ خطورةَ أن يُنَظَّرَ لمفهوم الأمن القومي دونَ وعيٍّ بمخاطر الدَّخلِ التنظيمي والطائفي والبدعي والقبوري الذي يترصد مستقبلَ الأُمَّةِ والذي تدعمُهُ جهاتٌ خارجية اشترت كثيرًا من مثقفيِ المحروسةِ وكتابها ورجالِ أعمالها ومالكي قنواتها من ذوي الطموحات الوضيعة الذين لا عِلْمَ لهم ولا معرفة بصحيح المعتقدِ وثوابته، ومعلومِ الدينِ وبديهياته.