الطاقة الشمسية.. حلم المستقبل


هاني أبو الفتوح

اتجهت عدة دول في العالم إلى استخدام الطاقة الشمسية خصوصا بعد التزايد الكبير في عدد السكان من أجل تعويض الطاقة الناتجة من الشبكات الكهرباء كمصدر بديل للطاقة التقليدية، وللحد من الاعتماد على الوقود. فهل تلحق مصر بركب التطور التقني الحاصل على مستوى العالم لتحقق حلم المستقبل؟

الطاقة الشمسية هي الضوء المنبعث والحرارة الناتجة عن الشمس التي تستخدم كطاقة حرارية، أو يتم تحويلها إلى طاقة كهربائية. وتستمد كل مصادر الطاقة المتجددة طاقتها من الشمس، باستثناء طاقة المد والجزر وطاقة الحرارة الأرضية. أما عن كيفية توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، فيتم ذلك بواسطة محركات حرارية او محولات فولت ضوئية.

في فبراير 2015 أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء دراسة بعنوان " مستقبل الطاقة الشمسية في مصر".

أوضحت الدراسة أنه مع تزايد عدد السكان والتوسع العمراني تزيد نسب استهلاك الطاقة. لذلك أصبح حتميا البحث عن مصادر جديدة وبدائل للطاقة. وبما أن مصر من الدول التي تتميز بالسطوع الشمسي خلال العام اتجهت الدولة لاستغلال الطاقة الشمسية في انتاج الطاقة الكهربائية كأحد الخيارات الاستراتيجية لتلبية الاحتياجات المستقبلية للطاقة الكهربائية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها طاقة متجددة نظيفة تحافظ على البيئة، ولا يمكن احتكارها، كما أن المصادر التقليدية للطاقة في طريقها إلى النضوب خلال الثلاثون سنة القادمة.

وقد أشارت الدراسة إلى مؤشرات هامة نستجلى منها أسباب اتجاه الدولة إلى تشجيع مشاريع الاستثمار في الطاقة الشمسية، وسوف نعرض ملخص لأبرزها فيما يلي:

تتمتع مصر بإشعاع شمسي مباشر كبير في جميع المحافظات، ويتراوح المتوسط اليومي لسطوع الشمس بين 9.3 – 10.8 ساعة في اليوم تزيد في فصل الصيف لتبلغ 12 ساعة في اليوم.

يمكن استغلال الطاقة الشمسية لتحويلها إلى طاقة كهربائية أو حرارية بما يوفر ما يتراوح بين 2400 – 2900 كيلوواتساعة للمتر المربع سنويا. وتقوم مركزات الطاقة الشمسية بتركيز الطاقة بدرجات تتراوح بين 5000:50 لإنتاج طاقة حرارية كبيرة تقوم بتوليد البخار الذي يستخدم في تشغيل التوربينات البخارية لتوليد الكهرباء.

ويعد ارتفاع التكلفة الاستثمارية ومحدودية الدعم لهذه الطاقة من أهم أسباب عدم انتشار السخانات الشمسية وغيرها من الاستخدامات. إلا أن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة قامت بوضع تعريفة تغذية القطاع الخاص لإنتاج الكهرباء من مصادر متجددة بحيث تقوم شركات الكهرباء بشراء الطاقة المتجددة من منتجيها بسعر معلن مسبقا يحقق عائد جاذب للإستثمار (قرار مجلس الوزراء رقم 2532 لسنة 2016).

ومع التقليص التدريجي لدعم أسعار الكهرباء ضمن خطة الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه مصر منذ نوفمبر العام الماضي، سوف يتم الغاء الدعم نهائيا خلال سنوات قليلة. حينئذ ستكون أسعار الطاقة الشمسية أرخص من الكهرباء مما يشجع على استخدامها.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة تخطط لتوليد طاقة كهربائية من الطاقة الشمسية من خلال إنشاء محطات بقدرة 3500 ميجاوات تنتج حوالي 14 مليار كيلووات في الساعة سنويا مما يسهم في توفير حوالي 3 مليون طن بترول سنويا.

وبعد عرض أبرز مؤشرات استخدام الطاقة الشمسية، يتضح أنها الخيار الاستراتيجي الأمثل لحل أزمة الطاقة في مصر. لذلك تحرص مصر على جذب الاستثمارات الجديدة في الطاقة الشمسية. فعلى سبيل المثال، تم مؤخرا الاتفاق على استثمارات جديدة بقيمة 1.8 مليار دولار، ساهم فيها بجزء كبير كل من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ومؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي، بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 1.4 جيجاوات. 
 
نقلا عن "البورصجية نيوز"