عبد العزيز سلام .. نجم مصرى يبزغ فى سماء الإعلام الصينى


حاوره : إسلام حامد وأنديانا خالد 
 
تعرضت للاحباط فى بداية الدراسة 

بالاصرار والعزيمة استطعت الوصول الى الميديا الصينية والعمل بها 

عملت مترجما للرئاسة أثناء زيارة الرئيس السيسي للصين مرتين

غنيت الراب بالصينى بافكارى 

الصينيون شعب عاشق للغته 

المجتمع الصيني فكره شرقي قريب من المجتمع المصري

عبد العزيز أحمد سلام ..27 عام .. احد الطيور المحلقة فى سماء الخارج وتحديدا فى دولة الصين ، مترجم للغة الصينية باقتدار ومذيع بالتلفزيون الصينى ومغنى للراب ايضا فضلا عن كونه مراسلا لجريدة "الاخبار" القومية المصرية فى بكين ، وضع شعارا لحياته الا وهو "لا شئ اسمه مستحيل" ، ورغم كل الصعوبات التى واجهها فى تعلم واتقان اللغة الصينية وكم الاحباطات التى تعرض لها من اساتذته فى الجامعة الا انه اختار الصعب واكمل ، ليصنع الان بهذا الاصرار والعزيمة "عبد العزيز سلام" الاعلامى المصرى بالتلفزيون الصينى . 
 
التقت به "صوت المال " وكان هذا الحوار: 

بداية .. لماذا اتجهت لدراسة اللغة الصينية رغم صعوبتها؟

أولا .. كان لدي رغبة في الابتعاد عن تعلم اللغات المألوفة مثل الانجليزية و الفرنسية والإسبانية، واتجه تفكيري لدراسة أحدى اللغات الشرقية كالصينية أواليابانية أو الكورية، وعند مفاضلتى بينهم وجدت اللغة الصينية هي الانسب للدراسة وساعدنى على هذا رؤيتى لتوجهات المستقبل في العلاقات المصرية الصينية.
 
وفور انتهاء الثانوية العامة، تم ترشيحى لكلية الألسن والتحقت بها ثم اتخذت القرار بالسفر إلى الصين لتكملة دراسة اللغة الصينية من منابعها الاصلية هناك وفي العام 2009، حصلت على منحه تفوق وهى التي يحصل عليها الثلاقة الاوائل.
 
وحينذاك كان تفكيري ينصب في تعلم لغة جديدة اوالسفر ومشاهده دولة جديدة، ولم اكن أنوي الإقامة مطلقا في الصين.
 
صف لنا أول عام دراسي في الصين؟

كنت اسميه عام الأحباط ، فالاساتذة فى الجامعة هناك كان دائما لديهم فكرةه أن الأجنبي لن يستطيع أن ينجح ويتفوق فى لغتهم ، وهذا ما جعلني احاول تغيير تلك الصورة واثبات العكس.
 
اذكر فى اول أول يوم في الدراسة اننى كنت سافرت بعد بدء الدراسة بشهر ونصف تقريبا ، وهوالأمر الذي جعلني غير مواكبا معهم للمحاضرات ، فضلا عن شعوري بصعوبة التعامل مع الاساتذة والطلبة ، فهم يحبون لغتهم ولا يتكلمون إلا بها، لذلك وجدت صعوبة فى التعامل معهم حتى بدأت اتأقلم مع الوضع وسط عبارات التهكم من قبل بعض الاساتذة " أنني فاشل وعلى تغير مجالي والبحث عن أي شيء أخر لدراسته" فالأحباط كان دافعا للتطوير من نفسي.
 
وكيف تعاملت وسط هذا الكم الأحباط مع المجتمع الصيني؟

بعد انتهاء الفصل الدراسي الأول وضعت نفسي قيد التحدى او بمعنى اصح اكون او لا اكون ، أخذت "نوت بوك"  وسجلت بها اسماء وعناوين الكتب او البرامج التى يمكن ان تساعدنى فى تعلم اللغة ، وبدأت أنزل الى المكتبات العامة واجلس بالساعات بل والايام ، لكي اتغلب على عائق التحدث أو فهم اللغة الصينية.
 
هل تعد اللغة الصينية من اللغات الصعبة في الدراسة؟

صعوبة اللغة الصينية تكمن في أن أي تغير في نغمة النطق تتحول لمعنى آخر، فهي عبارة عن رموز، والرمز ليس حرف، هذا من جهة الكتابة، أما من جهة النطق، فاللغة الصينية لها أربعة مقاطع في النطق، وإذا نطقت الكلمة بدون النغمه الخاصة بها أعطت معنى أخر.
 
فاللغة الصنية عكس اللغة العربية تماما ، فالكثير منا قد ينطق اللغة العربية بدون تشكيل، أما اللغة الصينية إذا نطقت بدون النغمة الخاصة بها أعطت معنى أخر.
 
وما هى المدة التي استغرقتها لاتقان اللغة الصينية؟

من الصعب صعب أن نقول أتقان اللغة الصينية تماما ، ولكن تعاملت بها وفهمتها بعد سنة دراسية واحد، والسنة الثانية استطعت بدء الترجمة، ودخلت مسابقة غناء وألقاء وأخذت المركز الأول في المسابقتين، وهو الأمر الذي ادهش اساتذتى .
وفي سنة ثالثة، عملت مترجما لدى السفارة السعودية فى بكين ، ومترجما فى احد المستشفيات للتعامل مع العائلات العربية التي تقوم بعمليات زرع النخاع الشوكي والكلي والتي تمتاز المستشفيات الصينية في علاجها، لترجمة تعليمات الاطباء وتسهيل تعامل اهل المريض مع المجتمع الصيني.
 
اقامتك خلال الدراسة هل كانت على نفقتك الشخصية ؟

للأسف كانت المنحة تتحمل تكاليف الدراسة فقط، وليس الاقامة، ولسوء حظي أنه كانت هناك منحة كاملة تشمل الدراسة والاقامة ومصاريف الطالب في العام 2011 ، ولكنها انقطعت بسبب ثورة 25 يناير، حيث أن المنح الكاملة قائمة على تبادل منح الطلاب المصريين بالصينين، ومع توتر الأحداث في مصر انقطعت تلك التبادلات .
 
وهل واجهت صعوبة في الاندماج مع المجتمع الصيني؟

لا .. فالمجتمع الصيني فكره شرقي قريب من المجتمع المصري، فلديهم "فهلوة المصريين" في التعامل.
 
احكى لنا عن ظهورك كمذيع في التليفزيون الحكومي الصيني ؟

في العام 2010، كنت دائما اشارك في مسابقات الجامعة الداخلية، حتى بدأت الجامعة ترشحني لمسابقات خارجية خارج نطاق الاقليم ، والميزة لدى الصينيين هى تسجيلهم كل لحظة واى لحظة حتى ولو كانت مجرد مسابقات صغيرة، وكانت هناك حلقات  مسجلة، فشاهد أحد مخرجي تليفزيون العاصمة الصينية تسجيل أحد المسابقات لى ، وكلمني لكي أسجل حلقة معه، حيث اعجب بقدرتي على التحدث والالقاء باللغة الصينية.
 
هل شعرت بالرهبة في أول تسجيل ؟

لا .. فالذي اعتاد على الحديث والامساك بالمايك أمام الكاميرا، لا يجد رهبة تماما ، فصلا عن ان المسابقات الجامعية التي اشتركت بها كسرت الحاجز النفسي من الخوف لدى.
 
وفي عام 2013، حصلت على لقب نجم اللغة الصينية، وذلك بعد مجهود كبير، فقد شاركت في هذا المسابقة على مدار ثلاثة أعوام، وكانت تأخذ 600 دارس للغة الصينية، وفي أول عامين لم استطع الوصول إلى النهائي، ولكن في عام 2013 استطعت الحصول على اللقب ، وكانت بداية للتواصل مع الاعلام الصينى وبالتالى توسيع دائرة المعارف فى هذا القطاع الهام .
 
وبعد تلك نجاحي في تلك المسابقة، استعانت بي بعض برامج التوك شو ، لوصف الصورة في مصر بعد ثورة 30 يونيو العظيمة ، خاصة وأنني اجيد اللغة الصينية والإنجليزية ايضا ، فعملت على تقديم البرنامج باللغة الإنجليزية والصينية.
 
وما هو انطباع الصينين عن العرب والمصريين تحديدا؟

للأسف لديهم انطباعا سيئا عن الشعب العربي وخاصة الخليجي، وهو أنه رجل ثري يأتي لشراء أي شيء او كما سمعتها من احد المقربين " واحد لديه فلوس ياتى الينا ليصرف ببذخ"، لذلك احاول ان أقوم بتغير تلك الصورة عن العرب من خلال عملي في مجال الإعلام.
 
وعن تفاصيل مشاركتك في قمة البريكس؟

جاءت مشاركتى لقدرتي على الترجمة بين الصينية والانجليزية ، حيث عملت مترجما للرئاسة أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الى الصين مرتين قبل ذلك ، كما أعمل مراسلا لمؤسسة أخبار اليوم، كما أعمل مراسلا لوكالة أنباء شينخوا الصينية.
 
وعن اتجاهك لغناء الراب .. كيف بدأ ؟

الموضوع بدأ من مصر،  ففكرة غناء الراب جذبتني جدا، فهو عبارة عن افكار تعبر عنها بالأغاني مثل المقال، فأساس ظهوره كان في الولايات المتحدة مع بداية مهاجرة السكان السود للتعبير عن مشاكلهم بالراب.
 
وبالفعل خضت اولى تجاربي فى غناء الراب بالعربي، ومع تعلمي للصينية، بدأت أولا بالغناء للمغنيين الصينيين وبعد ذلك غنيت راب بأفكاري، كما أن الثقافة الصينية تساعد في غناء الراب لما تحتويه من أمثال شائعة.
 
وغناء الراب بالصينية ساعدني على تعلم اللغة الدراجة في الشارع ، عكس الدراسة التي تعتمد على الكلام النظرى وليس العام أو الشائع.
 
مستقبل اللغة الصينية من وجهة نظرك .. إلى أين وصل؟

هناك جهود كبيرة من قبل الصينيين لنشر اللغة في دول العالم، وابلغ دليل على ذلك أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يتباهى بحفيدته كونها تتكلم باللغة الصينية، وهذا يدل على قوة هذه اللغة مستقبلا .
 
نذهب للحديث قليلا عن مبادرة الحزام والطريق .. كيف تراها ؟

بلا شك هذه مبادرة ستعمل على توثيق العلاقات التجارية بالدول التي تمر عن طريق الحرير مثل مصر، فالرئيس الصيني يهدف من خلال تلك المبادرة إلى تقوية العلاقات، كما أن تلك المبادرة مرشحة لأن تكون المركز الأول للاقتصاد العالمي.
 
كما أن تلك المبادرة كان لها صدى كبير فى مصر، فبعدها حدث العام الثقافي الصيني في مصر، وكان هناك فعاليات كبيرة ومنح تبادل طلابية بين البلدين، فضلا عن الاستثمارات في العاصمة الإدارية الجديد ، فحدثت طفر اقتصادية وتجارية فى التعامل بين البلدين في فترة وجيزة جدا لا تتعدى الثلاثة سنوات.

وعن مستقبل التجارة والسياحة الصينية خلال الفترة المقبلة 

على صعيد التجارة هناك اتجاها لدى الحكومة الصينية لزيادة استثماراتها في مصر، وجعل اليوان من ضمن سلة العملات فى المصارف المصرية، وهو  الأمر الذي سيساعد في حركة التجارة بين البلدين الى حد كبير.
 
أما على الصعيد السياحي ففي 2011 توقفت السياحة بشكل تام، ورفعت الصين أعلى درجات الحظر لدى جالياتها في مصر، فالصينين بطبعهم لا يحبون  اى منطقة بها توترات أو قلق، وفي منتصف العام 2012 بدأت السياحة الصينية تعود تدريجيا ولكن حادث بالون الأقصر والذى كان ضمن ضحاياه صينيين وكوريين أعطى أثرا سلبيا على السياحة في مصر، ولكن مستقبلا هناك وعود من مسئولين صينيين بزيارة مليون سائح صيني الى مصر في عام 2018، وهذا الرقم سيحدث بلاشك طفرة وانتعاشة للسياحة في مصر.
 
كيف ترى فكرة غلق الصين وسائل التواصل الاجتماعي العالمية ونشر البديل لها او بمعنى اصح الانغلاق على الذات ؟
 
الصين أغلقت الفيس بوك والتويتر واليويتوب، كونها لديها 56 عرق مختلف، فأن حدث انفتاح على العالم، وحرية للرأي، فبتالي سيكون هناك 56 رأي في الدولة، وهو الأمر الذي من الممكن ان يؤدى لنزاعات داخلية وحروب أهلية كابسط شيء، فهم لا يريدون تغلغل احد فى المجتمع الصينية لكي يحرك فكره.
 
وهل منظمات حقوق الأنسان العالمية  تعارض هذا؟

الصين وضعها خاص، ولا تسمح لأحد بالتدخل في شئونها مطلقا ، فهي لا تستطيع ممارسة الديمقراطية الكاملة مع الشعب،  فالشعب الصيني منغلق على نفسه يريد ما توفره له الدولة من متطلبات الحياة ، من بنيه تحتية وتعليم ومستشفيات، وحد أدني للمرتبات، وتوفير فرص عمل، واستقرار، لذلك فهو مجبر على التفكير في حياته اليومية ولا يشغل نفسه مطلقا بالسياسة، ولا يوجد ما يدعوه للمشاركة السياسية وقد توافرات له كل سبل الراحة .
 
هل هناك طموحات للشباب الصيني للهجرة للخارج؟

نعم .. هناك ذلك الفكر لدى الكثير من الشباب، رغم التطور الذي وصلوا اليه ، فالشاب هناك يريد أن يعيش بحرية أكثر فالعادات والتقاليد لا تسمح الصين بكسرها مطلقا .
 
وعن نظام التجنيس فى الصين نعلم انه ممنوع تماما 

نعم هذا صحيح .. فدولة الصين لا تعطي الجنسية لأي أحد، والزواج هناك من صينية مثلا يعطيك حق الإقامة فقط وليس الجنسية، ومؤخرا بدات الحكومة فى اعطاء "الجرين الكارد" ، وهى التي تعطي للمواطن ذو الفضل على العلاقات الصينية الخارجية، أو فعل شيء كبير وعظيم فى الصين.
 
وماذا عن المصري أو العربي الذي ينوي الإقامة في الصين خلال الفترة الحالية؟

هناك تضيقا على ابناء الشرق الأوسط، فالصينيين لا يحبون من لا يتقن لغتهم، فهو شعب يعشق لغته ويتحدث بها، لذلك سيكون من الصعب على الزائر أن يعيش وسط المجتمع الصيني بدون اللغة.
 
ما هي اصعب المواقف التي واجهتها في الصين؟

نظرة الاحباط التى واجتها فى بدايات دراستى 
 
هل تفكر في العودة للإقامة في مصر؟

اعشق مصر وهى صاحبة الفضل على ولكنى حاليا لا انوى العودة .. فالإقامة في الصين ستفتح لي مجالات للعمل أكثر .
 
هل فكرت في  تقديم برامج بالعربية في الصين؟

بالتاكيد لدي العديد من الافكار لبرامج باللغة العربية ، وذلك لتغيير المفاهيم الخطأ عن العرب والمصريين في الصين.
 
وعن الارتباط والزواج هل تراودك فكرة الزواج من فتاة صينية مستقبلا ؟

كانت لدي هذه الرغبة أثناء الدراسة بالفعل ان ارتبط باحدى زميلاتى ، ولكن اسرتى وأبي رفضوا الفكرة، ورأوا أنه ربما يكون زواج غير مستقر ، وتراجعت بالفعل عن هذه الفكرة .