على شفا الموت!


اسلام حامد 
 
مفارقة غريبة قد تحدث فى حياة الكثيرين منا ان يكونوا على مسافة قدم واحدة من الموت ثم يشاء الله ان يصرفهم الى حال آخر ويدركون بعد ذلك ان الله قد ابعدهم عن المصير المحتوم بارادة الهية قد تعجز عنها تدابير البشر لو اجتمعوا ان يحاولوا
ذلك . 
 
صديق حميم لى ابلغ بوفاة والده وعلى الفور ذهب مسرعا ووجد ان اشقاؤه قد جهزوا الوالد فى كل شئ وبانتظار صديقي حتى يأتى ليقف على غسل والده .
 
غسل صديقي والده رحمه الله وهم بالخروج من المنزل مشيعا الى صلاة الجنازة فى المسجد القريب من منزل الوالد .
 
ورفع الامام صلاة المغرب واتمها وصلوا صلاة الجنازة على الفقيد الراحل وخرجوا من المسجد فى طريقهم الى المستقر الاخير ، مشيعين الجثمان .
 
عاد صديقي بعد الدفن الى بيته ووجد هرجا ومرجا عند مدخل الشارع ، فسأل ماذا حدث ؟ .
 
أخبره الجيران ان الله اراد له وللمشيعين النجاة من الموت بعد ان انهارت العمارة التى بها المسجد الذى صلوا فيه الجنازة بعد مغادرتهم له بخمس دقائق !!.
 
المنح الالهية قد لا تكون فى العطايا والهبات من المال ، ولكنها أيضا قد تكون فى النجاة من شر محيق ، أو ميتة بشعة او مصير مجهول . 
 
مهما احترزنا من الموت واحتطنا منه واتخذنا كل التدابير للوقاية منه فهو ملاقينا ، والنص القرانى واضح فى هذا .
 
"قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (8) سورة الجمعة .
 
"أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ۗ " (78) سورة النساء.
 
" إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (34) سورة لقمان .
 
ابسط طريقة لكى تأمن الموت وتتجنبه هو ان تقبل عليه بصدر رحب ، ولا يعنى الاقبال عليه الانتحار او القاء النفس فى التهلكة ، وانما باليقين انك ستذهب الى ملك الملوك خالقك ووكيلك ومالك كل شئ فى نواصيك ، ان عاقبك فسيرحمك بعفوه ، وان اكرمك فسيسبغك بفضله ، فليس الموت سيئا ، بل هو منتهى هذه المعضلة الكبيرة المسماة حياة ، الى واحة الراحة فى يد مالك الملك ذو الجلال والاكرام ، 
 
لا تخف ابدا ان تذهب له يوما فهو ارحم بك من اباك وامك .. فقط حاول العمل الصالح وسأحاول معك كي نلقاه بوجه ناضر .