خلصانة بعنوسة!


اسلام حامد 

منشور ساخر وجدته على صفحة صديق على فيس بوك ولكن واقعه ينبئ بمأساة كبيرة يعود جزء كبير منها لتعنت الأهل "اهل الفتاة " عموما والمغالاة فى الطلبات التى تثقل كاهل أى شاب يفكر أو يذهب به الجنون الى التفكير فى دخول قفص الزوجية هذه الأيام .
 
يقول المنشور الساخر "علي أيامنا لما كنت تحب تتجوز كنت بتجيب أجدعها شبكة ب 1000جنيه وتبقي باشا ف نظرهم ، وتعمل خطوبة ف قاعه اللؤلؤة ب 600 جنية شامل الجااتوه والبيبسي وسندوتش فراخ بانيه ، وتشتري شقه 3 غرف وصاله ب 40 الف وتشطبها كلها ب 10 تلاف جنيه وتجيب العفش كله ب 20 الف وتعمل فرحك تاني فى قاعة اللؤلؤه ب 600 جنيه شامل الجاتوه والبيبسي وسندوتش كفته  - يعني الجوازه كلها ع أيامنا كان بتكلفك 72 الف جنيه .. * ال 72 الف جنيه دول دلوقتي يدوبك يجبولك سرير من غير المولل بتاعته ." انتهى 
 
مستلزمات الزواج تمر كسلعة حالها مثل حال أى شئ بأوضاع الغلاء وخاصة بعد تعويم الجنيه ، والاسعار الخرافية للشقق والاثاث والاجهزة والمستلزمات والمفروشات التى قد تفوق اسعارها اسعار الاثاث نفسه ، ولا ابلغ على ذلك تهكم احد الاعلانات التلفزيونية من رخص سعر شقة يبلغ ثمنها 350 الف جنيه وبس !.
 
المغالاة وقطم الوسط والرقبة والتخليص على العريس أصبح عرفا ، وبما ان العروس تشارك العريس الان بالنصف فى كل شئ أو حسب سلو كل بلد ، فأصبح قطم الوسط يتم للطرفين معا من اجل ارضاء الناس والجيران والاقارب "لان بنتى وابنى مش اقل من اى حد".
 
اسر كثيرة يقبع عوائلها خلف اسوار السجون كغارمين لانهم وقعوا على انفسهم شيكات او كمبيالات دون المقدرة على السداد من اجل زواج احد الابناء .
 
فماذا لو ..
 
رتبنا اوراقنا كأسر على ان التيسير مطلوب ، والبداية القليلة هاتنجح الجوازة برضه وان الشاب مش المفروض يلعن الايام اللى فكر فيها ان "يتجنز" وهو المقصور حرفيا بمعنى الكلمة لانه يذهب الى الموت الحسي والجسدي من ارهاق الديون وتبعاتها ، وكم من زيجات بدأت بالقليل وبارك الله فيها جدا .
 
نحتاج ان نعين انفسنا على الزمن لا ان نعين الزمن علينا قبل ان نجد شبابنا وقد تحولوا الى كلاب سعرانة تنهش الاعراض ، لانهم ببساطة .. مش عارفين يستروا نفسهم ويكملوا نص دينهم .
 
لا اعلم صراحة ان كنت ساستجيب واطبق هذا الكلام على ابنى وابنتى ان قدر الله لى العمر ورايت ايام زواجهم ولكنى ادعو الله ان يلهمنى الصواب وقتها .