الرباعة العالمية فاطمة عمر: كنت أطمح للفوز بالذهبية فى ريو دي جانيرو


حوار .. محمود فؤاد

فاطمة عمر لاعبة المنتخب الوطني لرفع الأثقال لم تكسر حاجز الأرقام القياسية التي حققتها فقط بل كسرت ايضا حاجز الفرق بين الرجل و المرأة وإدعاء البعض أنه حتى إذا أستطاعت المرأة أن تنجح فتظل كائن ضعيف جسديا ً.
 
أثبتت فاطمة أنه لا يوجد شئ مستحيل فبالعمل الجاد يمكن تحقيق اى مستحيل ، 

التقيناها وكان هذا الحوار :

بداية.. ما سبب اختيارك لرياضة رفع الاثقال؟

أنا مصابة بشلل الاطفال منذ ولادتي، ولم اكمل تعليمي بسبب تلك الاعاقة، كانت نظرات الجميع كافية لأن اشعر بالغربة في المدرسة وفي اي مكان اذهب إليه، .. تحولت تلك الظروف لدوافع كافية حتى اثبت للجميع ان ليس هناك ما يسمى اعاقة، وهو تحدي شخصي في المقام الاول و الآخير. 
 
ألم يكن دخولك لرياضة رفع الاثقال ملئ شاقاً؟

نعم.. كان صعباً في بدايته، وبدأت المعارضة من والدتي في البداية ولكن والدي هو من كان يحفزني دائماً على الذهاب للتدريب. ..
 
ما هو سبب ضعف مستوى الالعاب الفردية في مصر؟ 

الاهتمام وليد لحظة الاحتفال فقط. الدعم المادي من الجهاز الرياضي قليل جداً وسبب استمراري في اللعبة هو انني بطلة واحب الحفاظ على تلك القدرة حتى لو كلفتني مادياً. 
 
هل تغيرت شخصيتك بعد ممارسة اللعبة؟

نعم.. في الماضي كنت اخاف كثيراً، مع الوقت تكونت لدي خبرات كبيرة وثقة بالنفس..
.
من أهم المساندين لكِ في مشوارك؟ 

في بداية الأمر كان والدي .. ولكن حقيقة الشخص الاهم في حياتي هو زوجي وهو لاعب رفع أثقال بارالمبي، اعتزل اللعبة بعد زواجنا ورأي انني الحلم الذي كان يرغب في الوصول إليه، ولم يحاول لحظة في ان يمنعني من استكمال مشواري في اللعبة.
 
أي دورة أوليمبية كانت الأهم في حياة فاطمة عمر؟

أولمبياد لندن 2012 بالتأكيد .. لأن المنافسات كانت صعبة في تلك الدورة بالأخص وبذلت مجهود شاق للحصول على الميدالية الذهبية. 
 
إلى أي مدى تعد فكرة الاعاقة وهمية؟

هي فكرة نسبية وفي مصر نفتقد الوعي في التعامل مع المعاقين، الانسان المعاق بالخارج يعمل ويتزوج ويمارس رياضة بسهولة بعكس ما يحدث هنا في مصر، هناك الكثير من الاهالي يخجلون من ابنائهم المعاقين.
 
"ربنا اعطى كل واحد مننا الـ24 قيراط حقه كاملين".. لذلك يجب على اولياء الامور أن يعاملوا الطفل المعاق بطبيعية، والابتعاد عن سياسة رفض بعض المدارس للاطفال المعاقين. 
 
ما الفرق بين البطولات المحلية والبطولات العالمية؟

أعتقد أن الفارق كبير بسبب عدم اعترافنا في مصر بالالعاب الفردية ، حيث تكون بطولات الجمهورية حدث عادي جدا ولا يشعر بها أحد.. إنما بالدورات العالمية يكون الاهتمام بها معنوياً ومادياً مثل الاصحاء تماماً. 
 
ماذا تمثل لكِ الميدالية الفضية في ريو دي جانيرو؟

الميدالية الفضية تعد إنجازاً بالنسبة للكثير، ولكن ما حدث في تلك الدورة كان خارج إرادتي .. كان المستوى الخاص بي في تلك الفترة مرتفع وتحدثت الصحف قبل الدورة عن انها ميداليتي الخامسة الذهبية.
 
ولكن حدثت المشكلة بسبب مدربي الذي لم يمتلك سرعة البديهة في تغيير المحاولة الثالثة في الوقت المناسب، حيث وصل لمكان التغيير متاخراً بـ20 ثانية. 
 
كانت لحظة التتويج بالميدالية الفضية من أصعب لحظات حياتي وبكيت وأنا أعلم ان هذا ليس مستواي على الاطلاق ولم أسامح مدربي حتى الآن.. وتعلمت من ذلك أن لا اضع تركيزي على الثقل فقط، فيجب أن اهتم بالفنيات أيضاً حتى لا تتكرر تلك الاخطاء ابداً.
 
هل تتذكرين موقف افادك في حياتك الرياضية؟

عند انضمامي لرياضة رفع الأثقال قابلت المدرب، وقد أخبرني بأنني سأصبح بطلة في يوم من الأيام وأن لا أتنازل عن ذلك الحلم .. وعندما فزت بأول بطولة للجمهورية نصحني بأن الوصول للقمة سهل ولكن الحفاظ عليه هو الصعب. 
 
بماذا تطمحين أن تحققه مصر لأصحاب القدرات الخاصة؟

عند سفري للخارج تعلمت أن للإنسان المعاق قيمة، في الكونغو وهي بلد فقيرة للغاية وجدتُ طرق ومواصلات مجهزة للمعاقين بعكس ما يوجد هنا.
 
وفي زيارتي لليابان عام 2010 وجدت في اشارة المرور زر خاص بالمعاقين عند الضغط عليه تتوقف حركة المرور حتى يمر الشخص بجانب وجود اشارة مرور صوتية للمكفوفين. 
 
لذلك اتمنى يوما ما أن تصل بلادي لتلك الدرجة من الرقي والوعي.
 
ما تعقيبك على أن عام 2017 هو عام المرأة؟

"كلها شعارات!" .. سواء عمل المرأة أو حقوقها لم أرى ما يثبت ذلك على أرض الواقع. 
 
هل تعرضت لأي عروض للحصول على جنسية خلال مشوارك؟

نعم.. تم تقديم العديد من عروض التجنيس من دول مختلفة مثل بولندا وقطر والبحرين ولكن انا لا أحب أن يتم تكريمي بعلم أي بلد آخرى مهما كان المقابل المادي.
 
أين ترين نفسك في السنوات القادمة؟

لقد تغيبت عن بطولة العالم القادمة حتى استعيد مستوايا المعهود واعود لتدريبي، ولكنني متأكدة من انني سأنهي مسيرتي في الاولمبياد بالميدالية الذهبية وليس بفضية ريو دي جانيرو.
 
بماذا تفسرين ما يشاع عن اضطهاد المرأة في المجتمع المصري؟

أجد أن كل تلك الامور تبريرات لا أساس لها من الصحة، الجميع يتعرض لضغط وأمور ليست طبيعية وتمر بالوقت.. والأهم من كل هذا هو أن يكون الشخص مؤمن بحلمه ويسعى من أجله مهما كانت ظروفه.