«أم أميرة» امرأة أمام النار بملامح بشوشة


 تحدث معها .. كريم محسن 

صباح الخير يا أم أميرة 

اذا كنت في شارع هدي شعراوي بمنطقة وسط البلد بجوار مقهي زهرة البستان فستسمع تلك الجملة مراراً و تكراراً موجهة لامرأة تقف علي عربة تبيع فقط سندوتشات بطاطس مقلية والابتسامة لا تفارق وجهها ، وشهرة أم أميرة زادت خلال أيام الثورة لأنها كانت بمثابة الأم التي تطبخ للثوار المتواجدين في وسط البلد و بالأخص شارع طلعت حرب  العديد ، و تم تصوير فيلم تسجيلي عن حياة أم أميرة ضمن مبادرة " أنا هنا " و تم عرضه في ساقية الصاوي .
 
التقيناها وكان هذا الحوار: 

كيف بدأتِ العمل ؟

عندما أتيت مع عائلتي و أخي من أسوان كنا نسكن هنا في شارع هدي شعراوي و وجدنا أمام العمارة محل كان معروض للبيع فقمنا فاشتريته أنا و أخي ، و لكن اختلفت مع أخي فباع المحل دون علمي و سافر و تركني هنا مع أسرتي لا أملك أي شئ ، و لكن ساعدني بعض الشباب في تأجير تلك العربية التي أعمل عليها الآن ثم اشتريتها و أصبحت هي كل ما أملك الآن .
 
هل واجهتك أي مشاكل من الحي أو البلدية ؟

الحمد لله لم يحدث أي مشاكل فأنا أقف علي الرصيف بالعربية و لا أعترض أي طريق و الزبائن لا يتسببوا بأي تعطيل ، و البلدية هنا تقدر الظروف الحمد لله فهم يرون سيدة بمفردها تعمل فلا يضايقوها .
 
لماذا تعملين بمفردك و لا يساعدك أحد ؟

في البداية كان يأتي بعض الشباب يطلبون العمل معي و لكن معظمهم يرحل بعد وقت قصير لأن هذا العمل صعب و أنا اعتدته ولا بد أن أتحمله .
 
ألم تفكري في ترك هذا العمل الشاق ؟

أحيانا الواحد بيجيله احباط و يزهق و قد تعرضت لبعض المحن الصعبة مثل وفاة ابنتي أميرة ثم وفاة والدها بعدها بعام و كان قعيد علي كرسي متحرك ، و أنا الآن أعيش انا و بنتي بسمة كما تقول " كل واحدة فينا بتشد التانية لقدام " لم يتبقي لي من الدنيا سواها و الله بيقوي عباده علي كل شئ .
 
هل عرض عليكِ أي صاحب مطعم من المطاعم المجاورة العمل معهم ؟

لقد عرضوا علي مساعدتي و جميع أصحاب المطاعم هنا أشخاص محترمين فهم بجانبي اذا حدثت أي مشكلة و يعاملوني مثل أختهم ، و لكني أرتاح علي العربية هنا و أفضل عملي الخاص .
 
في بداية عملك هل توقعتِ الشهرة في المنطقة بالرغم من وجود مطاعم مشهورة في نفس المكان ؟

انا ماشية في شغلي كدة ببركة ربنا ، و الناس لما بتسمع سمع خير عنك بتجيلك عشان السمعة الطيبة و كل واحد و ليه الرزق اللي ربنا كتبهوله لا أكتر ولا أقل .
 
يري بعض الأشخاص أن المرأة مكانها المنزل ولا يصح أن تعمل في أي عمل بسبب كلام الناس ما رأيك في هذا الكلام ؟

لا أوافق طبعا علي هذا الكلام فهذا كلام غير منطقي من حق أي انسان أن يعمل دون النظر ان كان رجل أو امرأة ، و لو كنت تركت نفسي لكلام الناس أو نظرة المجتمع " كنت هكون شحاتة انا و بنتي " فأنا أشجع أي امرأة علي العمل في أي وظيفة حلال ، و " كسرة النفس و مدة الايد وحشة " فأي وظيفة بها مرار و تعب و لكنه سيزول عندما تري نتيجة لتعبها ذلك بأن تلبي أحتياجات منزلها و أولادها .
 
بماذا تحلمين ؟ 

لا أتمني شئ سوي أن يحفظ الله مصر من كل شر و أن يحمي الله ابنتي من أي سوء و أن يجعل أيامها أفضل من أيامي فهي كل ما أملك الآن في الدنيا .