ميادة حسن تكتب : هل الحل في ذاكرة السمك؟!


بداخلنا ذكريات بعضها سعيد والبعض الآخر مؤلم ،وبعد مرور ااوقت علي تلك الذكريات نرجع مرة اخري نتذكرها كأنها كانت تحدث البارحة .
 
 الذكريات الحلوة  التي مرت علينا في حياتنا عند تذكرها تجعل ليومنا بهجة خاصة ونستعيد بيها تلك الأوقات الحلوة التي مرت ، ولكن تلك الذكريات سرعان ما تذبل وتختفي مثل عابر طريق يمر سريعا وبعدها يختفي من أمامنا ، علي عكس تلك الذكريات المؤلمة التي تظل محفورة في ذاكرتنا وترفض المغادرة .
 
ربما نستطيع أن ننسى ذكرياتنا السعيدة وتمر علينا مرار الكرام ، اما الذكريات المؤلمة نظل نفكر فيها دائما وتسيطر علي عقلنا سيطرة كاملة ،لأن تلك الذكريات المؤلمة حفرت مكانها في القلب والعقل وتكونت جذورها التي من الصعب انا نخلعها  كأنها شجرة قوية مهما مر عليها الريح تأب ان تخلع من جذورها .
 
هل لهذه الدرجة تمر ذكريتنا الحلوة سريعا كأننا لم نشعر بيها ،والمؤلمة تظل معانا بقيت الحياة وتجعلنا نتألم في كل مرة نتذكر تلك الأوقات المؤلمة؟!.
 
أحيانا نعتقد أننا قد نسينا تلك الذكريات ولكننا نخدع أنفسنا و الحقيقة تكمن في أنها مستوطنة في عقولنا ،ربما نتظاهر بذلك ولكن نحن غارقين في بحر من الذكريات المؤلمة .
 
ربما هناك أناس أنعم الله عليهم بالقدرة علي النسيان وتخطي كل شيء ،اما الباقية مضطرين أن يتظاهروا بهذا النسيان حتي يستطيعوا علي الأقل ان يمضوا في طريقهم .
 
فما نتمناه أحيانا ان نمتلك ذاكرة السمك ،تلك الذاكرة التي تنسأ كل شيء في بضعة ثواني ،لكي نمحي تلك الذكريات التي مازالت ألآمها مستمرة كأنها تحدث الآن وليست مضي عليها وقت .
 
هل لو محيت ذاكرتنا  وتكونت ذاكرة جديدة ستكون هناك ذكريات سعيدة فقط ولن يكون هناك ما هو مؤلم ؟! ،لا يوجد ما  يضمن أن هذا ما سيحدث لأن الحياة مليئة بذلك وبذاك.
 
هل الحل في تملك ذاكرة السمك لكي نتخلص من ذكريات تؤلمنا ،ام علينا ان نتعود علي تلك الذكريات لان ستدوم معانا طالما مازلنا علي قيد الحياة .