رحاب عبدالستار تكتب: المرأة ودورها في توطيد العلاقات الأسرية


مما لا شك فيه أن المرأة تعتبر العامل الأساسي التي يمكنها أن تحقيق هذه العلاقات الأسرية والاجتماعية بأكملها وتوصيل الأرحام ببعضها وهى التي تستطيع أن تنشر التعاون ما بين الإخوة والأبناء والأهل والأقارب من خلال تشجيع الزوج أو الأبناء على ذلك من صلة الرحم وزيارة المريض فاذا عملت على نشر المحبة والتعاون ومشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم فإنه يتحقق ويترتب عليه ترسيخ هذه القيم والمبادىء السامية في الأجيال القادمة فمن شب على شىء شاب عليه.
 
فهى عمود البيت وكلمتها تعينها على تحقيق الحب والاستقرار وقد تستطيع إيجاد هذا التعاون من خلال مواقف كثيرة سواء كانت عزومات أو مشاركة من خلال المنزل حتى أو بالكلمة الطيبة فهناك كلمات تصنع المعجزات فى إقامة علاقة أسرية طيبة بأكملها أو حتى ابتسامة قد تبديها لجيرانها فتكون علاقة طيبة من مع يسكنون بالقرب منها، فسبل انشاء العلاقات الطيبة متنوعة وكثيرة وهى مهارة و براعة تمتلكها المرأة.
 
فالمحبة والتعاون وصلة الرحم لهم فؤائد عديدة ذكرها الله في كتابه الكريم، وأوصى بها رسولنا الكريم يدركها الانسان في حياته لما فيها من بركة في الرزق والعمر وصلاح الحال فقد تجد نفسك فى حلقه ضيق وبمجرد أن تصل رحمك يفرجها الله عليك من حيث لا تحتسب لأنها طاعة ربانية وتدخل صاحبها الجنة، فصلة الرحم جائت من الرحمن عز وجل.
 
فعن أبي ايوب الأنصاري رضى الله عنه قال أن رجلا ذهب لرسول الله (ص) فقال له أخبرنى عن شىء يدخلني الجنة فقال: ما له؟ ما له؟ قال صلى الله عليه وسلم، أرب ما له تعبد الله ولا تشرك به شىء وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصل الرحم.
 
فقد اكد المولى عز وجل على أن صلة الرحم عبادة ومنها يا سيدتى تستطيعين أن ترضي ربك وتنالي رضاه ورضى من حولك، فانتى المحور الأساسي في هذه الصلة، لأنها تبدأ من أول يوم في بيت زوجك لتبدأ مع والديه وأقاربه وجيرانك وكل من حولك. 
 
فلنبدأ بالوالدين ودورك تجاههم، عليكي سيدتى أن تقدرينهم ويكونا بمثابة والدتك ووالدك، وتعملي على رضاهم وإن كان هذا يكلفك شقاء، لأن بعض "الحماوات" يحتجن سياسة مختلفة في المعاملة فمنهن الهادئة ومنهن الشديدة.
 
وهنا تأتى براعتك أيتها الإبنة أو الزوجة في المعاملة ومن خلال ذلك تكسبينها، وتجعلك تاجا فوق رأسها فالكثير من السيدات يعانين من تلك المشكلة مع بعض الحموات، صدقيني عزيزتي انتٍ من يحدد تلك العلاقة من البداية بأسلوبك وطريقتك وإن كانت تلك الحماة شديد فانت المحور بأسلوبك، تفنني في صنعها فما بنى على الاحترام بنى على الطيبة والمحبة فكل شخص ينال نتيجة ما يقدمه فجعلى لنفسك فن في التعامل. 
 
فكثيرا ما نجد هذ الأيام المقاطعة وعدم الألفة، قد نجد من يعوق والديه أو يتركهم في الشوارع أوغيرها مما نراه في حياتنا اليومية التي انتشر فيها الفساد والظلم والمقاطعة التي قد تكون سببها الزوجة وعدم مبالاة الزوج لينال رضاها، لذلك عزيزتي أنت الأساس الذي يقرب الأهل من بعضهم أو ينفرهم عن بعضهم البعض.
 
اما بالنسبه للاقارب سواء اقرب الزوج او اقاربك فلهم نفس الاحترام والمعاملة الحسنة التي يترتب عليها الكثير من المحبة ويمكنك مشاركتهم في ظروفهم ومودتهم فأهم شىء التقدير حتى ولو مشغولة هنالك وسائل مختلفة في التواصل، أقلها الهاتف  فكونك أنثى تحملين بداخلك الرقة والحنية والحب قد بثها الله فيكى لتتكيفي وتقومين بدورك العظيم في بناء الأسرة والمجتمع.
 
وأخيرا علاقتك مع جيرانك فالجيرة حق وصى بها الله ورسوله، فرسول الله يقول (مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه)، ومواقف الرسول كثيرة من جيارنه حتى مع من أذوه  فهم من أقرب إليك وهم أول من ستجدينهم في السراء والضراء.
 
فلتدع الله أن يصلح لك نفسك ويمنحك البال والراحة التى تعينك على حب الناس وتحقيق التعاون.