كيس دم ببلاش !! .. اه والله ببلاش


اسلام حامد 

لا اعلم لماذا عندما قرأت عن هذه المبادرة دبت فى روحى أوصال الكتابة محاولاً منى أن يستوعب الجميع من اصدقائي تلك الفكرة التى ربما تتحول فيما بعد الى مشروع قومى تتبناه الدولة ويقضى على عشوائية عملية البحث عن كيس دم او كيس بلازما ، و البحث فى قوائم المستشفيات عن فصيلة معينة نادرة وما يصاحب هذا البحث من ألم نفسي ومعنوى على اسرة المريض محاولين انقاذ حياته بأى سبيل وأى ثمن فى سيبل فصيلة دم وعينة متوائمة .
 
هذه المبادرة قدمها مجموعة من الشباب فى قرية ميت يعيش التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية للاكتفاء الذاتى بين الاهالى من اكياس الدم فى حالات الطوارئ والاحتياج لفصائل مختلفة ، بما يمنع تدهور حالة المريض من انتظار شراء اكياس من الخارج ، وتقوم على استحداث قاعدة بيانات لتدوين فصائل الدم ورقم هاتف محمول كل فرد من أبناء القرية يرغب فى التبرع بالدم وقت الحاجة إليه ، عبر جروب القرية العام على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك ، وبنهاية التسجيل يتم حصر لكل الفصائل وكتابة منشور عام يعلق فى مستشفى القرية والوحدة المحلية وعيادات الاطباء بالقرية، وعبر الفيس بوك للإتصال بالشخص المطلوب فصيلته وقت الحاجة إليه ، توفيرا للوقت وعناء البحث عن فصيلة للمريض فى وقت تكون الدقائق فاصلة فى انقاذ حياة مريض او مصاب.
 
تذكرت حينها معاناتى يوم ان كادت حياة زوجتى تذهب إلى خالقها فى غمضة عين نتيجة البحث المضنى عن كيس دم فى ليلة عيد ، ولولا عناية الله ووقوف اثنين من أعز أخوتى واصدقائي الى جوارى فى رحلة البحث وعناء تحمل الاستظراف والاسترذال من بنوك الدم بالمستشفيات الحكومية ، من نوعية " هات لنا اربعة متبرعين" !!!!.
 
لولا هذا لكانت الامور اختلفت ، ولكنه عز وجل كان بي رحيما .
 
اننا بحاجة ماسة الى تدعيم تلك المبادرات الشعبية الهادفة التى تساعد أولا فى انقاذ حياة وروح مريض أو مصاب يحتاج الى قطرة دم او كيس بلازما بصورة عاجلة ، وثانيا تدعيم فكرة التكافل الاجتماعى بين اهالى كل منطقة ومجتمع صغير ، وثالثا تخفيف العبء عن بنوك الدم الحكومية ، ورابعا القضاء على جشع بنوك الدم الخاصة فى البيع بالاسعار المبالغ فيها لعلمهم بحاجة اهل المريض الى هذا مهما طلبوا من اموال . 
 
وللتبرع بالدم فوائد جمة عندما يكون المتبرع لديه كل المقومات الصحية للتبرع بحيث يكون دمه خاليا من اي امراض فيروسية معدية ولا يشكو من اي امراض عضوية اخرى، وبحسب اطباء فهو يعزز صحة القلب ، كما يعزز إنتاج خلايا الدم الجديدة ، فضلا عن حرق السعرات الحرارية ، كما يقلل خطر الاصابة بالسرطان . 
 
ولست هنا فى معرض سرد الفوائد فبالتاكيد الاطباء أعلم بها منى ولكن فكرة الانقاذ العاجل والتكافل الاجتماعى والتراحم وتخفيف الضغط عن بنوك الدم الحكومية كل هذه الاسباب تدفع الى محاولة ابراز تلك الصورة المشرفة التى اتمنى ان اراها مشروعا قوميا تتبناه الدولة عما قريب .