هل تزايدت ثقافة الاستغناء عن الفائض بين الأسر المصرية عقب التعويم؟

متابعات ووكالات


تزايدت خلال الفترة الماضية، ثقافة الاستغناء عن الفائض بين الأسر المصرية مع برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تبنته الحكومة، لتشهد القاهرة معارض مجانية للملابس وجولات لسيارات توزع معلبات على المارة في المناطق الشعبية ومبردات في مداخل العقارات تعرض طعاما لمن يحتاج من الأسر المصرية. 
 
وتراجعت نسبة الطبقة المتوسطة في مصر بنسبة تقدر 48% ، نتيجة الإجراءات التقشفية التي تبنتها الحكومة في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي، لينخفض عددها إلى 2.9 مليون شخص بنهاية عام 2015، حسبما كشف تقرير بنك كريدي سويس، المتخصص في تقدير الثروات.
 
يقول الدكتور رشاد عبداللطيف، أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان الحكومية، إن تلك المبادرات تمثل ثورة ضد ثقافة الاكتناز التي تسود الأسر المصرية التي تضم بيوتها العشرات من الأشياء التي لا تحتاجها وتحتفظ بها بأماكن غريبة قد تصل إلى تعليقها في أكياس بالشرفات أو تخزينها فوق أسطح المنازل.
 
وأضاف عبد اللطيف في تصريحات صحفية، أن الهدف وراء تلك المبادرات، سواء كان الشهرة أو قتل وقت الفراغ أو الرغبة في التخلص من الأشياء القديمة، ليس مهما، الأهم هو العائد منها، فالجائع يعنيه “أن تصبح بطنه ممتلئة بصرف النظر عن هدف من أطعمه”.

ويتهم القائمون على المبادرات المجتمعية الأعمال الدرامية بأنها ساهمت في تعزيز صورة سلبية عن التبرع، والقائم به في نهاية العمل يصبح غالبا الشرير أو الفاسد الذي يريد تطهير أمواله، كما خلقت تشككا في أن هناك هدفا سريا غير مشروع من وراء الخير.
 
ويشار إلى أنه من المعتاد أن تنشأ تلك المبادرات في الأماكن الراقية باعتبار أن سكانها لديهم منتجات يتم تغييرها باستمرار ومنازل ذات مساحات أكبر للتخزين، على عكس مواطني المناطق الشعبية التي قد لا تتجاوز مساحة سكن بعضها غرفة واحدة ولا يمتلكون ما يستغنون عنه.